وفاة شاب جراء الإصابة بالفطر الأسود شمال سورية

توفي الشاب خلف الرشيد، أمس الأحد، في بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، جراء إصابته بالفطر الأسود، وهي الوفاة الأولى التي تسجل في المنطقة، وذلك بعد إصابته بفيروس كورونا وهو يعاني من مرض السكري. 
الطبيب محمد سالم، مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم،  قال لـ"العربي الجديد" أن الفطر الأسود إصاباته قديمة، يتم تداول الحديث عنها في الوقت الحالي لارتفاع الحالات في العناية المشددة، خاصة مصابي كورونا، ومع الضغط الشديد على غرف العناية المركزة تراجع التعقيم الصحيح لها، وأضاف بأنه ليس هناك عدوى بين البشر بالفطر الأسود، كل إنسان يأخذ العدوى بشكل مستقل عن الآخر، كون الفطر موجوداً في الطبيعة، في الفواكه المتعفنة. 
ولفت الطبيب أنه في منطقة سلوك بريف الرقة سُجلت إصابة بالفطر الأسود، مضيفاً "المرض قديم، والحل ألا ندع المريض يصل لغرفة العناية المركزة، باتباع إجراءات الوقاية وتلقي اللقاح، للحماية من الإصابة الخطيرة التي تدخل المصاب العناية المركزة وتسبب إصابته بالفطر الأسود، فعند الإصابة يصبح الوضع صعباً وتزيد نسبة الوفيات،
وتصبح أخطر ومميتة أكثر، هناك بعض العلاجات لكنها ليست مجدية، لليوم عدد الإصابات غير كبير بمقدورنا تأمين عدد من الأدوية".
في المقابل حذر عضو الفريق الاستشاري لمكافحة فيروس كورونا في حكومة النظام السوري، الدكتور نبوغ العوا، من ارتفاع معدل الإصابات بالفطر الأسود، مع انتشار موجة فيروس كورونا جديدة، في الوقت الذي لم تقتصر فيه الإصابات على مناطق سيطرة النظام وشملت مناطق المعارضة شمال سورية.

ولفت العوا في لقائه مع تلفزيون الخبر المقرب من النظام أن الفطر الأسود خطير وسريع الانتشار وعلاجه صعب ومكلف، مع قلة كميات الأدوية اللازمة لعلاجه وعدم توفرها على الدوام، مع عدم فعاليتها في علاج الحالات المتقدمة، موضحاً أن الوسيلة الوحيدة للحماية رفع مناعة الجسم، كي لا يؤثر في الجيوب الأنفية ومن ثم يحدث تخثر في الأوعية الدموية ضمن الجيب، وبعده تموت في الجلد تحت العين وتحوله للون الأسود، من ثم الإصابة بالعمى وانتقال الفطر إلى الدماغ الذي تعقبه وفاة.
وأكد العوا أنه في السابق سجلت سورية حالات محدودة جداً من الإصابات بالفطر الأسود وخلال فترات طويلة، موضحاً أن المرض يأتي من التعفن الذي يصيب الطعام، والمياه الملوثة، ويرى على بقايا الخبز والطعام المتروك في الهواء لفترة من الزمن. مضيفاً أن الإصابات التي سجلت في السابق هي لمرضى سكر الدم المهمل وغير المعالج والمصابين بأورام، ممن يأخذون أدوية كيميائية تضعف المناعة، وذلك قبل تفشي فيروس كورونا.
ومع الموجة الجديدة من فيروس كورونا في مناطق سيطرة النظام السوري، سجل انتشار الفطر الأسود وفق العوا، والسبب يعود لاستهتار المواطنين وعدم تلقي اللقاح "لأسباب واهية غير منطقية وعلمية رغم كل الدعوات لذلك" حسب قوله.

صحة

التحديثات الحية

سورية: الإعلان عن إصابات بالفطر الأسود في دمشق

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن الفطر الأسود أو "الغشاء المخاطي"، الغشاء المخاطي هو عدوى فطرية خطيرة ولكنها نادرة، تسببها مجموعة من الفطريات، ومن يتعرضون لخطرها هم  مرضى السكر، والذين تلقوا العلاج بجرعات أعلى أو دورات أطول من المنشطات، ومرضى  السرطان، ومصابو فيروس نقص المناعة، والذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي لأسباب أخرى.
ووفق مصادر إعلامية موالية للنظام، بلغ عدد مصابي الفطر الأسود في مناطق سيطرة النظام السوري 25 شخصاً، 15 إصابة مسجلة في دمشق، و6 في اللاذقية و4 في طرطوس.