وفاة الشابة اللبنانية فوزية فياض بعد صراع مع السرطان

04 مارس 2022
خلّف رحيل العشرينية فياض حزناً كبيراً لدى اللبنانيين (فيسبوك)
+ الخط -
توفيت الشابة اللبنانية فوزية فياض، أمس الخميس، بعد صراع لأكثر من 3 سنوات مع مرض السرطان ومعركة صحية رفضت أن تستسلم أمامها بسهولة، فناضلت وقاومت بإرادة قوية وحبّ للحياة حتى النفس الأخير، وهي تردّد دائماً "لست مهزوماً ما دُمْتَ تُقاوم".
وخلّف رحيل العشرينية فياض حزناً كبيراً لدى اللبنانيين الذين تعرّفوا إليها في ساحات النضال والتحركات الشعبية المطلبية، إذ وقفت يوماً بجرأة وتوجهت إلى المسؤولين بالقول: "أنا مريضة سرطان بسبب تلوثكم.. أنتو سرطان البلد.. مرضتونا وجوعتونا"، فيما انهمرت دموعها التي ذرفتها في إطلالات تلفزيونية تحدثت فيها عن معاناة إيجاد الدواء المقطوع والباهظ الثمن، بيد أن صرختها التي توجهت بها في إحدى المداخلات بالمباشر، وبحضور وزير الصحة، لم تحرّك المسؤولين الذين يسيرون ببطء لحل أزمة مرض لا حدود أو ضوابط لسرعته. 
وحرصت فوزية على مشاركة قصّتها ورسائلها مع الناس عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووقفت بوجه السرطان، وأبت أن تضعف معنوياً وجسدياً، أو تسمح له بعرقلة أحلامها ودراستها.
واصلت المسيرة بضحكة تميزت بها رغم أوجاعها، إلى أن تفاقمت حالتها وانتشر المرض في أنحاء جسمها.
فوزية، التي توفيت على بُعد أيام من يوم المرأة العالمي، كانت قد نشرت مقطع فيديو، العام الماضي، في 8 مارس/آذار 2021، عنونته بـ"مهما حصل، كوني البطلة في حياتك وليس الضحية، واخترت أن أكون بطلة".
وتوجّهت فوزية للمرأة بالقول: "أنت شجاعة، أنت نابغة، أنت جميلة، لا أحد يشبهك، لأنك فريدة من نوعك. هذه الكلمات أكررها كل يوم لأذكر نفسي بقيمتي وحقيقتي وما تغلّبت عليه. لا تسمحي لأي شخص أن يحدّ من إمكاناتك، ولا أن يقول إنك لا تقدرين. أنا أنجزت وما زلت أنجز كل ما كنت أعتقد أنه مستحيل. كوني قدوة لنفسك وللنساء".
ونشر صحافيون وناشطون مقاطع فيديو لفياض ظهرت فيها وهي تتحدث عن معاناتها وترفع الصوت عالياً لتأمين الأدوية لمرضى السرطان، وتستنكر أسعارها المرتفعة جداً، وتتحدث عن عائلتها ومعاناة والدها المعيل، وأزمة الضمان الاجتماعي، وكيف أن الاستشفاء والعلاج أصبح للأغنياء فقط.
وفي إحدى مداخلاتها، قالت فوزية: "أعاني من مرض سرطان المستقيم Rectal Cancer وفي إيجاد أكياس الكولوستومي التي تأتي من الخارج، ويجب تأمين ثمنها بالدولار أو بسعر الصرف في السوق، أحمل همّ الاستحمام كي لا أغير القاعدة أكثر من مرّة في الأسبوع".
ولا تزال أزمة الأدوية قائمة ومستمرة رغم وعود المسؤولين المتكررة وإعلانهم أخيراً عن تأمين بعض الدفعات.
ويقول رئيس "جمعية بربارة نصار" لدعم مرضى السرطان في لبنان هاني نصار، لـ"العربي الجديد"، إن المسؤولين يطلون كل فترة ويعدون بتأمين الأدوية خلال أسبوعين أو ثلاثة، بيد أنهم يثبتون عجزهم في كلّ مرة، حتى الأدوية التي يعلنون عن وصولها إلى لبنان لم ولن تحلّ المشكلة، فهي سرعان ما "تتبخّر"، والكميات قليلة جداً ولا تطاول كل أدوية السرطان المسجل منها في لبنان 445 دواء.
ويشير نصار إلى أن "السبب وراء وفاة فوزية هو انتشار المرض في جسمها، وانتقال الخلايا السرطانية في الجسم من مكانٍ لآخر، والمضاعفات التي تعرضت لها".
في المقابل، وعلى صعيد عدد المرضى الذين توفوا في الفترة الأخيرة في ظل أزمة انقطاع أو شح الدواء، يوضح نصار أنّه "لا يمكن إجراء إحصاء على صعيد كل لبنان، والأرقام متوقفة في وزارة الصحة منذ عام 2016، وللأسف كل وفاة تربط مباشرةً بمرض السرطان من دون البحث في ملف المريض وما تعرّض له وما إذا كانت وفاته مرتبطة بانقطاع الدواء، رغم أن الأطباء يعلمون مدى تدهور حالة المرضى في هذه المرحلة، ولكن حتى المريض الذي يهلك لأسباب غير مرتبطة بانقطاع الدواء فقد عانى لإيجاده وتكبّد الكثير لشرائه، وهذه معركة إضافية كان يخوضها".
المساهمون