أكد وزير التربية اللبناني الجديد عباس الحلبي أن التعليم سيكون حضورياً، وأنه لا يجوز للتلاميذ أن يبقوا خارج الصفوف بعد ضياع سنتين عليهم بسبب تداعيات جائحة كورونا وغيرها من الأزمات، مشيرا إلى أنه سيتقرر سريعا موعد انطلاق العام الدراسي.
وقال الحلبي لـ"العربي الجديد": "أعلم أن المسألة موضع خلاف، والأمور صعبة ومعقدة، وهناك مشاكل كثيرة مرتبطة بالأزمات الاقتصادية والمعيشية وغياب المحروقات، فضلا عن مطالب المعلمين، وسأسعى إلى تأمين مستلزمات نجاح العام الدراسي".
وأوضح الوزير: "الكلّ يصرخ، الأهالي والتلاميذ والأساتذة وإدارات المدارس، والمعاناة تسري على الجميع، وآمل المساعدة في توفير ما يجب لإنجاح النظام الحضوري هذه السنة"، مشدداً على أن "ملف التعليم أساسي، وله الأولوية على طاولة مجلس الوزراء، وعلى رأس المطالب إنقاذ العام الدراسي، وبحث كل الوسائل والسبل لحل المشاكل التي تحيط به، وهي كثيرة".
وحول احتمال تأجيل انطلاق العام الدراسي في ظل تأليف حكومة جديدة، يقول الحلبي: "من السابق لأوانه الإجابة عن هذا السؤال، وكل هذه المسائل وغيرها ستبحث سريعاً فور تسلمي مهامي الوزارية واطلاعي على التفاصيل، ولكن القرار المؤكد هو العودة إلى التعليم الحضوري".
ورغم تحركات الهيئات النقابية ونقابة المعلمين في المدارس الخاصة وإضرابات الأساتذة المتواصلة، بدأت المدارس الخاصة التحضير للعام الدراسي، ووصلت رسائل نصية إلى الأهالي تحيطهم بالإجراءات الجديدة، ومن بينها رفع الرسوم المدرسية من دون العودة إلى لجان الأهل الذين يعترضون على الزيادة ويعتبرونها غير قانونية.
وأكد عددٌ من الأهالي الذين تواصل معهم "العربي الجديد" أن ارتفاع الرسوم تجاوز 30 في المائة، كما شمل في المدارس الخاصة رسوم التسجيل للتلاميذ الجُدد، ورسم إعادة التسجيل، في حين كانت الزيادة الأكبر في رسوم نقل التلاميذ الشهرية، والتي تلامس وحدها الحد الأدنى للأجور في البلاد، عدا عن أسعار الكتب التي أصبحت خيالية، وبعضها غير متوفر في الأسواق.
وقالت رئيس اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة لمى الطويل، لـ"العربي الجديد"، إن "أي زيادة على الأقساط غير قانونية، والزيادة التي طرأت على رسوم النقل غير مقبولة أبداً، وعلى الدولة أن تدعم المحروقات، وهذا ما طالبنا به وزير التربية في كتابٍ قبل انطلاق العام الدراسي".
وكان وزير التربية السابق طارق المجذوب مصمماً على بدء العام الدراسي حضورياً، رغم أن مصير السنة لا يزال مجهولاً في ظلّ اعلان روابط المعلمين المقاطعة إلى حين تحقيق مطالبهم في ظلّ تردي الأوضاع المعيشية، وانحدار قيمة الرواتب التي يتقاضونها بالعملة الوطنية، وأزمات المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي وغيرها من المشاكل التي تعصف بلبنان.
وكشف الرئيس اللبناني ميشال عون قبل تشكيل الحكومة الجديدة عن أنه ينوي الدعوة إلى مؤتمر طارئ لمعالجة الشأن التربوي من أجل المساعدة في انطلاق العام الدراسي، وتوفير العوامل المساعدة لذلك، من دون تحديد موعد للمؤتمر.