وزراء البيئة في مجموعة العشرين يسعون إلى إبرام اتفاقيات للتصدّي لتغيّر المناخ

27 يوليو 2023
هل تتوصّل مجموعة العشرين إلى اتفاق لمكافحة تغيّر المناخ غداً؟ (آر. ساتيش بابو/فرانس برس)
+ الخط -

يبذل وزراء البيئة في مجموعة العشرين مساعي جديدة في الهند، اليوم الخميس، لإبرام اتفاقيات لمكافحة تغيّر المناخ، وذلك بعد أيام على تعرّضهم لانتقادات شديدة بسبب عدم توصّلهم إلى اتّفاق بشأن الاستغناء تدريجياً عن استخدام الوقود الأحفوري.

ويركّز وزراء المجموعة، التي تضمّ 20 من الاقتصادات الرئيسية وتمثّل أكثر من 80 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، على مواضيع بالغة الأهمية، من بينها تمويل التكيّف مع تغيّر المناخ والتنوّع الحيوي ومبادئ الأنشطة الاقتصادية القائمة على المحيطات.

والاتفاقيات التي سوف يتوصّل إليها وزراء البيئة في مؤتمرهم الذي يُعقَد ليوم واحد فقط، غداً الجمعة، سوف يوقّعها قادة الدول في قمّة تستضيفها نيودلهي في سبتمبر/أيلول المقبل.

ويقول خبراء المناخ إنّ درجات الحرارة على مستوى العالم تسجّل مستويات قياسية فتتسبّب في فيضانات وعواصف وموجات حرّ.

وقال مفوّض الاتحاد الأوروبي لشؤون البيئة فيرغينيوس سينكيفيتشوس لوكالة فرانس برس، في ساعة متأخرة من يوم أمس الأربعاء، إنّ "سبل عيش الناس تُدمَّر"، مشيراً إلى "تزايد الأدلة على الأرض على التداعيات المناخية المدمّرة"، بما يشمل حرائق الغابات في اليونان وصقلية (إيطاليا). ويشارك المفوّض الأوروبي في الاجتماع الذي سيُعقَد غداً في تشيناي بالهند.

وتصاعد الاستياء في صفوف الناشطين على مستوى العالم، عقب إخفاق وزراء الطاقة في مجموعة العشرين، في اجتماع عُقد في 22 يوليو/ تموز الجاري في غوا بالهند، في الاتفاق على خريطة طريق للاستغناء تدريجياً عن استخدام الوقود الأحفوري. وقد عدّوا ذلك ضربة لتلك الجهود وانتصاراً لبعض كبار منتجي النفط مثل روسيا والسعودية اللتَين عارضتا تحوّلاً سريعاً من الوقود الملوِّث، وألقى منتقدون باللائمة عليهما في عدم إحراز تقدّم في الاجتماع الحاسم.

وجاء ذلك على الرغم من توافق قادة مجموعة السبع في هيروشيما في مايو/أيار الماضي على "تسريع عملية الاستغناء تدريجياً عن الوقود الأحفوري".

ومن بين المشاركين في اجتماع تشيناي رئيس المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28)، الذي يُعقد في دبي بالإمارات ما بين نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2023، سلطان الجابر، وهو يتولّى كذلك رئاسة شركة "بترول أبوظبي الوطنية". وقد تعرّض لانتقادات حادة بسبب تضارب في المصالح بحسب ما يبدو، لأنّ الوقود الأحفوري المحترق هو المسبّب الرئيسي للاحترار العالمي.

وقال الجابر والأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ سايمون ستيل، في بيان مشترك، اليوم الخميس، إنّ "العالم في حاجة إلى رصّ الصفوف والتحرّك والتنفيذ، وهذا ينبغي أن يبدأ مع مجموعة العشرين". أضافا في بيانهما أنّ "أولئك الموجودين في الخطوط الأمامية لتغيّر المناخ يحتاجون إلى دعمنا الآن، وليس في غضون خمسة أعوام"، داعيَين كذلك إلى زيادة قدرة الطاقة المتجدّدة العالمية ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030.

وأُحرز تقدّم بطيء حتى الآن بسبب خلافات في مجموعة العشرين، من جرّاء حرب روسيا في أوكرانيا وانقسامات حادّة حيال قضايا رئيسية ما بين دول الغرب ودول نامية. وما زال العالم بعيداً من مسار اتفاقية باريس للمناخ (2015) الهادفة إلى الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقلّ من درجتَين مئويّتَين، وإذا أمكن 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية.

(فرانس برس)

المساهمون