هل يمكن للكلاب أن تشم رائحة الإجهاد لدى البشر؟

تسببت جائحة كوفيد 19 في تصاعد اضطرابات المزاج، مما ضاعف الطلب على كلاب الدعم العاطفي، والتي تبلغ تكلفتها ما بين 15 ألف دولار إلى 50 ألف دولار للكلب المدرب على الاستجابة مباشرة قبل نوبة الهلع، أو عندما يعاني صاحبه من اضطراب ما بعد الصدمة.

وتمتلك الكلاب من 100 إلى 300 مليون مستقبل شمي في أنفها، مقارنة بـ6 ملايين فقط لدى الإنسان، فهل يمكن أن تشم شيئًا لا يوصف مثل الاضطراب النفسي؟

حتى وقت قريب، وفقاً لما نشرته "وول ستريت جورنال" كانت الأدلة حول قدرة الكلاب على شم حالتنا النفسية غير مؤكدة. تقول الباحثة في مركز سلوك الحيوان في جامعة كوينز بلفاست، كلارا ويلسون: "الافتراض بقدرة الكلاب على تحديد الحالة النفسية للشخص هو السبب وراء وجود كلاب خدمة لاضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات القلق والاكتئاب".

الصورة

وأضافت "يبدو واضحًا جدًا أن أحداً لم يختبر الفكرة تجريبياً. حتى الآن"، الأمر الذي دفعها وزملاؤها لاختبار ما إذا كان بإمكان الكلاب الاستجابة لحالاتنا العاطفية ونشرت الدراسة في سبتمبر الماضي في مجلة PLoS One.

وخلال الدراسة، درب الباحثون 4 كلاب على اكتشاف رائحة الإجهاد البشري والتفاعل معها، اعتمادًا على حاسة الشم لديهم فقط للتمييز بين الرائحة الأساسية للشخص والكوكتيل الفريد من المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) في عرقهم وأنفاسهم عندما يشعرون بالتوتر.

ودرب الباحثون الكلاب على التمييز بين ثلاث عينات من الشاش. كانت إحداها محايدة ولا تحتوي على رائحة بشرية. في حين حملت العينة الثانية أنفاس المشاركين وتم مسحها على أعناقهم وهم  في حالة استرخاء تام، بينما تضمنت المجموعة الثالثة عينات من العرق والتنفس قبل وبعد إتمام المشاركين مهمة حسابية تحت ضغط الوقت، وتمت مراقبة معدل ضربات قلب الإنسان وضغط الدم للتأكد من أن رائحة الشاش كانت بالفعل علامة على الإجهاد.

كان الهدف هو تعليم الكلب اختيار عينة "الإجهاد" من مجموعة من ثلاث عينات والإشارة إليها من خلال الجلوس أمامها، في حالة تأهب وانتباه. وحرصت التجربة على عدم إعطاء الكلب أي إشارات مرئية أو اجتماعية غير مقصودة يمكنها التأثير على قراره، لذا لم يكن هناك أي شخص في الغرفة حينما قدمت العينات للكلب بحيث لا يتمكن من لمسه أو رؤيته وفي حال تمكن الكلب من انتقاء قطعة الشاش المحملة بأنفاس وعرق الأشخاص المجهدين يتم مكافأته بوجبة جيدة.

قضايا وناس

التحديثات الحية

الصين: كبار في السنّ يعوّضون الأحفاد بالكلاب

قدمت النتائج تأكيداً ساحقاً على أن الكلاب يمكن أن تشم الحالات النفسية بالإضافة إلى الحالات الجسدية. في المتوسط​​، اختارت الكلاب الأربعة عينة الإجهاد بنسبة 94%، مع دقة فردية لكل كلب تتراوح ما بين 90% و97%. وتختتم ويلسون بالقول: "هناك رائحة للتوتر. إذا تمكنا من إضافته إلى مخزون الكلب، فيمكننا استخدامه لتحديد نوبات القلق والذعر قبل حدوثها".