أظهر بحث جديد نُشر في المجلة البريطانية لطب العيون، أن الملايين من الأشخاص الذين يعانون من أمراض العيون بما في ذلك الضمور البقعي المرتبط بالعمر وعتمة عدسة العين وأمراض العين المرتبطة بالسكري لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بالخرف. ويمكن أن يكون ضعف البصر إحدى أولى علامات المرض، والذي من المتوقع أن يصيب أكثر من 130 مليون شخص حول العالم بحلول عام 2050.
وكانت دراسات سابقة، قد أشارت إلى احتمال وجود صلة بين أمراض العين التي تسبب ضعف البصر والضعف الإدراكي، لكن لم يكن ذلك مثبتاً علمياً، ولذا عمد فريق بحثي، إلى تحليل بيانات 12364 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 55 و73 عاماً مسجلين في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.
وتم تقييم المشاركين بين عامي 2006 و2010 في الأساس، ومن ثم متابعتهم حتى أوائل عام 2021، وقد تم تسجيل 2304 حالات خرف.
وأظهر تحليل هذه البيانات، أن إعتام عدسة العين وأمراض العين المرتبطة بالسكري، كانت مرتبطة بشكل مستقل بزيادة خطر الإصابة بالخرف، ومقارنة بالأشخاص الذين لم تكن لديهم حالات في بداية الدراسة فقد كان خطر الإصابة بالخرف أعلى بنسبة 26 في المائة لدى المصابين بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، و11 في المائة أعلى لدى المصابين بإعتام عدسة العين، و61 في المائة أعلى لدى مرضى السكري- أمراض العيون ذات الصلة.
تأتي هذه الدراسة، بعدما أظهرت تقارير، حدة ارتفاع الإصابة بالخرف عالمياً. بحسب البيانات، فقد عانى 43.8 مليون شخص من الخرف في عام 2016 ويُقدر أن يرتفع هذا العدد إلى 152 مليونا بحلول عام 2050. كما تسبب الخرف في 2.4 مليون حالة وفاة. كما يفرض مرض الخرف عبئاً هائلاً على أنظمة الرعاية الصحية عالمياً نظراً لعدم وجود علاج فعال لمعالجته.
وفي السابق، كان يتم تحديد السمنة والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية باعتبارها عوامل الخطر الرئيسية للخرف، إلا أن الأدلة الحديثة وجدت رابطاً ما بين ضعف البصر وتطور الخرف.
جاءت الدراسة، في الوقت الذي أكدت فيه مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة أن الرغبة العامة في المشاركة في البحوث الطبية وصلت إلى "أعلى مستوياتها على الإطلاق".
وقالت المؤسسة بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، إن 29 في المائة من البالغين كانوا أكثر ميلًا إلى التفكير في المشاركة في الأبحاث الطبية بسبب الوباء، وفقًا لاستطلاع شمل 1000 بالغ في جميع أنحاء إنكلترا واسكتلندا وويلز.
وجد الاستطلاع أن 69 في المائة، قالوا إنهم على استعداد للمشاركة في أبحاث الخرف، مقارنة بـ 50 في المائة من عينة من الأشخاص قبل عام.
وقالت هيلاري إيفانز، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة Alzheimer’s Research UK: "هذه أخبار إيجابية لآلاف الدراسات التي تنتظر البدء للمساعدة في فهم ومعالجة الحالات الصحية مثل الخرف والسرطان وأمراض القلب".