- المستوطنون المتورطون من التيار الديني الحردلي، ينفذون سرقات منظمة وعنفًا بحماية الجيش، مما يؤدي لوفيات وترهيب بالمنطقة.
- حاخام صفد يبرر سرقة الفلسطينيين دينيًا، مما يعكس تشجيعًا أيديولوجيًا للعنف ويسهم في تأجيج التوترات بالمنطقة.
أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأنّ مستوطنين يهود وجنوداً في جيش الاحتلال يعمدون إلى سرقة الماشية من المزارعين والرعاة الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وفي تحقيق موسّع نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد، أكدت أنّ المستوطنين لا يكتفون بطرد الرعاة الفلسطينيين من المناطق الريفية التي تعود ملكيتها إليهم، بل يعمدون من تردد إلى سرقة ماشية هؤلاء، لافتةً إلى أنّ من بينهم أشخاصاً جنوداً في جيش الاحتلال.
وبيّنت "هآرتس" أنّ المستوطنين والجنود لا يتردّدون في الاعتداء على الرعاة في أثناء عملية السطو، مشيرةً إلى أنّ اثنَين من الرعاة اضطروا إلى تلقّي علاجاً طبياً في المستشفى في حادثتَي سطو. وتناولت الصحيفة حالة المزارع الفلسطيني عماد أبو عليا (48 عاماً) الذي يقطن في بلدة المغير الواقعة إلى شمال شرق مدينة رام الله في وسط الضفة الغربية المحتلة، والذي ما زال يتلقّى العلاج في المستشفى بعد تعرّضه لاعتداء في مطلع إبريل/ نيسان الجاري عندما نفّذ مئات المستوطنين اليهود هجوماً على البلدة ومحيطها.
وقال أبو عليا لصحيفة هآرتس إنّ المستوطنين لم يكتفوا بالاعتداء عليه، بل أقدموا على سرقة قطيع الأغنام الذي يضمّ 120 رأساً، مضيفاً أنّ مستوطنين كانوا قد سرقوا خروفَين من قطيعه في مطلع مارس/ آذار الماضي. وشرح أبو عليا، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة، أنّه عندما كان يرعى أغنامه في الخامس من مارس الماضي في محيط البلدة، وقد فوجئ بأربعة من المستوطنين اليهود، اثنان منهم يرتدون زيّ جيش الاحتلال، ينقضّون على قطيعه ويسرقون كبشَين بعد تهديده بالسلاح.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الشهادات التي جمعتها من المزارعين والرعاة الفلسطينيين تبيّن أنّ القاسم المشترك بين المستوطنين وجنود الاحتلال الذين يشاركون في سرقة الماشية في الضفة الغربية المحتلة أنّهم جميعاً متديّنون، إذ يرتدون اللباس الذي يميّز عناصر التيار الديني الحردلي المتطرّف. أضافت أنّ المستوطنين اللصوص ينطلقون من نقاط استيطانية يقيم فيها يهود يعملون في مجال رعي الأغنام على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد أعادت الصحيفة إلى الأذهان واقع أنّ هذه النقاط التي تحظى بحراسة جيش الاحتلال وقد أُنشئت من دون تراخيص من الحكومة أو سلطات الاحتلال العسكرية.
ولم تُخفِ "هآرتس" أنّ المستوطنين لا يتردّدون في إطلاق النار المباشر في أثناء عمليات التخريب والسطو التي ينفّذونها، مشيرةً إلى أنّ جهاد أبو عليا (25 عاماً) أحد أقارب عماد أبو عليا قُتل برصاص المستوطنين في أثناء هجومهم الأخير على بلدة المغير. وبيّنت الصحيفة أنّ إنقاذ حياة الشاب كان ممكناً لولا الحصار الذي يفرضه جيش الاحتلال على البلدة، الأمر الذي لم يسمح لسيارة الإسعاف بالوصول إلى البلدة إلا بعد ساعتَين من إصابته.
كذلك نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن الراعي الفلسطيني عبد اللطيف غنيمات، من بلدة المغير، قوله إنّ مستوطنين حاولوا سرقة 350 رأس ماشية منه، لكنّه تمكّن مع شقيقه بأعجوبة من إعادة القطيع مجدداً إلى داخل البلدة. وقد سرد التحقيق روايات عدد من المزارعين والرعاة الفلسطينيين التي توثّق إقدام المستوطنين على سرقة ماشيتهم.
في سياق متصل، كان حاخام مدينة صفد شموئيل إلياهو قد أفتى قبل سنوات عدّة بـ"جواز سرقة العرب لأنّهم لصوص"، علماً أنّ إلياهو عضو في مجلس الحاخامية الكبرى التي تمثّل المؤسسة الدينية الرسمية الإسرائيلية. وقد أفادت صحيفة هآرتس، في ذلك الحين، بأنّ إلياهو الذي يُعَدّ أهمّ المرجعيات الدينية التي تحظى باحترام في المستوطنات اليهودية، شجّع المستوطنين على الاعتداء على الفلسطينيين في كلّ أنحاء الضفة الغربية المحتلة. يُذكر أنّ إلياهو هو والد وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، القيادي في حركة "القوة اليهودية" التي يتزعمها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وقد سبق له أن دعا إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وذلك في إطار الحرب المتواصلة على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.