نغالاخ.. حلوى التعايش المسيحي الإسلامي في السنغال

09 ابريل 2023
حلوى نغالاخ ارتبطت بتقاليد "عيد الفصح" (الأناضول)
+ الخط -

بمناسبة "عيد الفصح" (عيد القيامة) تُعد العائلات المسيحية والمسلمة في السنغال حلوى "نغالاخ"، التي باتت رمزا للتضامن بين تلك العائلات.

يشكل المسيحيون في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا حوالي 4 بالمائة من السكان، ويحتفلون بـ"عيد الفصح" الأحد 9 إبريل/ نيسان، مع نهاية الصوم الكبير لأتباع الديانة المسيحية.

وتُحضّر حلوى "نغالاخ" باستخدام ثياكري، وهو سميد يشيع استخدامه في غرب إفريقيا، وفاكهة شجرة الباوباب بالإضافة إلى جوزة الطيب والحليب والسكر وكريمة الفول السوداني.

الصورة
نغالاخ.. حلوى التعايش المسيحي الإسلامي في السنغال (الأناضول)
تحضير حلوى "نغالاخ" باستخدام سميد منتشر في غربي إفريقيا (الأناضول) 

وفي وقت مبكر من اليوم، تتجمع العائلات المسيحية في منزل أحد كبار السن لطهي الحلوى وتقديمها لكل سكان الحي مع جوز الهند المبشور وشرائح الموز والزبيب.

ويجهز شباب المنزل قائمة بأسماء الجيران والمعارف المسلمين، ويوزعون حصصا من الحلوى على المسلمين والمسيحيين حتى ظهر اليوم.

وحلوى نغالاخ ارتبطت بتقاليد "عيد الفصح"، وباتت أحد رموز الوحدة والتضامن بين المسلمين والمسيحيين في السنغال. 

تقول هورتنسيا العوفاري كنفودي، خلال تحضيرها مع أفراد عائلتها المسيحية في حي بارسيل أسيني في العاصمة داكار، إن المسيحيين يصومون مدة 40 يوما قبل "عيد الفصح"، ونغالاخ ترمز إلى نهاية هذا الصيام.

وأوضحت: نجتمع مع كبار السن من أفراد العائلة ونحَّضر الحلوى ونوزعها على سكان الحي من المسلمين والمسيحيين. نحن سعداء جدا لأننا قادرون على نقل هذه التقاليد من الأجداد إلى الأجيال القادمة، مشددة على أن نغالاخ ليست مجرد حلوى تقليدية، فهي ترمز أيضا إلى التضامن بين المسلمين والمسيحيين.

وأردفت: المسلمون بدورهم يقدمون اللحوم والكسكسي لجيرانهم المسيحيين خلال عيد الأضحى ويوم عاشوراء. وروح المشاركة والتقاسم التي تسود السكان في الاحتفالات الدينية تقوي أواصر التضامن والتعاون والشعور بالوحدة بين السكان.

الصورة
نغالاخ.. حلوى التعايش المسيحي الإسلامي في السنغال (الأناضول)
نغالاخ.. حلوى التعايش المسيحي الإسلامي في السنغال (الأناضول)

عمة كنفودي، رقية دياني (مسلمة)، تقول وهي تشارك في تحضير الحلوى إن المسلمين والمسيحيين يعيشون معا كعائلة واحدة، مضيفة: "كل عام نحضّر نغالاخ في منزل ابنة أخي. أنا مسلمة وأختي مسيحية ولا نعتبر بعضنا بعضاً مختلفتين".

وأضافت أن هذا التضامن فريد من نوعه في السنغال، فالمسيحيون يقدمون لنا وجبات إفطار في شهر رمضان، ونحن نقدم لهم الطعام خلال الصوم الكبير، مشيرة إلى حرصهم على "احترام المناسبات الدينية لدى بعضنا البعض، نحن نشعر بالفخر بروح التضامن الموجودة في السنغال".

فيما قال أداما مانغا كولي، أحد السكان المسلمين في الحي، إن المسلمين والمسيحيين يؤمنون بنفس الإله، وليس لأحد أن يقَّيم المعتقدات الدينية للآخر، مستطردا بأنه في السنغال يحترم الجميع المعتقدات الدينية للآخرين، وليس لأحد أن يدعي أن إيمانه أرقى من إيمان الآخرين. نعيش في دولة علمانية. نعيش هنا بسلام مع العديد من الطوائف الدينية وبينها المسيحيون.

وفي السنغال، يشكل المسلمون نحو 96 بالمائة من السكان، وأكثر من 60 بالمائة منهم يتبعون طرقا صوفية مثل المريدية والتيجانية والقادرية.

وبفضل تلك الطرق الصوفية، تظهر السنغال كواحدة من الدول الأكثر تسامحا، حيث تحتضن مسلمين ومسيحيين يعيشون جنبا إلى جنب في سلام، بل وداخل عائلات يوجد أفراد ينتمون إلى ديانات مختلفة.

(الأناضول)

المساهمون