نصب أكبر شجرة ميلاد في بلدة بغديدا شمالي العراق

10 ديسمبر 2021
ارتفاع شجرة عيد الميلاد في بغديدا 14 متراً وبقطر 5 أمتار (فيسبوك)
+ الخط -

أكمل أهالي بلدة بغديدا، شرقي الموصل في العراق، اليوم الجمعة، نصب أكبر شجرة للميلاد وسط المدينة التي تعرف أيضا باسم مدينة "قره قوش"، وذلك مع بدء تعافيها من آثار احتلال تنظيم "داعش"، وإثر تنفيذه سلسة جرائم ضد أهالي البلدة ذات الغالبية العربية المسيحية، فضلا عن انتهاكات واسعة طاولت أيضا أبنيتها التاريخية، وخاصة الكنائس والأديرة التي يعود بعضها إلى القرون الأولى للميلاد.

البلدة، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا من الموصل شرقاً، تبدو أكثر تعافيا من السنوات السابقة التي أعقبت طرد تنظيم "داعش" منها في مثل هذه الأيام من العام 2016، بعد حملة للقوات العراقية المشتركة بغطاء من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية، عن مسؤولين محليين في البلدة، أنّ السكان أكملوا الجمعة نصب أكبر شجرة للميلاد، وضعت في وسط البلدة لتجميلها، وإيذاناً ببدء الاحتفالات بأعياد الميلاد.

وبلغ ارتفاع شجرة عيد الميلاد 14 متراً وبقطر 5 أمتار، ولُوّنت باللونين الأبيض والذهبي، وهي الأكبر منذ سنوات.

وقال راعي كنيسة "مار بهنام"، الواقعة وسط البلدة، بطرس شيتو إنّ هذه الشجرة هي "رسالة ملؤها السلام لكل العراقيين وليس المسيحيين فقط"، مشيرا، في حديث للصحافيين اليوم، إلى أن "رسالة المسيحيين هي: كفانا خلافات وتحزباً وكفانا صراعاً، يجب أن نعيش السلام والأمان ونتوحد حتى في أعيادنا".

وتواصل منظمات دولية ومحلية عمليات إعادة تأهيل مناطق سهل نينوى عموما، والبلدات التي عاد إليها السكان خصوصا، عبر مشاريع تأهيل البنى التحتية والمنازل والدوائر الخدمية التي دمّرتها الحرب، لكن حتى الآن لم تعد غالبية سكان البلدات التي فرت بعد اجتياح تنظيم "داعش"، لأسباب مختلفة، من بينها نفوذ مليشيات وجماعات مسلحة حليفة لإيران في تلك المناطق، وأبرزها مليشيا "حشد الشبك"، و"بابليون"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله".

وتُعبر نهاد صليوس، سيدة من بغديدا، عن فرحتها لرؤية شجرة الميلاد تزهو في البلدة بهذا الحجم، لافتة، في حديث للصحافيين على هامش الاحتفال، إلى أن سبب تمسكها وعودتها للبلدة شعورها بأنها "جزء من روحي ولديّ ذكريات كثيرة فيها لا يمكنني الابتعاد عنها والعيش في المهجر، وهو ما دفعني للعودة إلى داري بعد تحرير المنطقة".

بدوره، يقول الشماس صباح بطرس إنه يأمل أن "تعمّ مظاهر الاحتفال كل مدن العراق كما كان قبل الاحتلال"، ويضيف، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "الحكومة والسلطات غائبة حتى الآن، وكل ما يجري من معالم استعداد واحتفال هو مبادرات من الكنائس والسكان في مناطق وجودهم".

وأعرب عن أمله أن تكون "هذه الاحتفالات مناسبة للتأكيد على أهمية عودة كل العراقيين إلى منازلهم ومدنهم كما كانوا، ليس فقط الذين فروا من بطش "داعش" فقط، بل كل الذين نزحوا منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 وإلى غاية الآن".

المساهمون