نبتة "خارقة" معدّلة جينياً تلتقط ملوثات الهواء وتعيد تدويرها

09 يونيو 2024
"نيو بي إكس" لديها قدرة 30 نبتة منزلية عادية من حيث تنقية الهواء، 12 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- "نيو بي إكس" هي شتلة معدلة بالهندسة الحيوية تفوق 30 نبتة منزلية في تنقية الهواء الداخلي، طورتها شركة "نيوبلانتس" الفرنسية الناشئة.
- تستهدف السوق الأمريكي بسبب الطلب المتزايد على حلول تنقية الهواء، خاصةً مع تفاقم مشكلات مثل حرائق الغابات، وتعمل على استهداف الملوثات الخطيرة مثل البنزين.
- تعتمد "نيو بي إكس" على ميكروبيوم لامتصاص المركبات العضوية المتطايرة، مع خطط "نيوبلانتس" لتطوير نباتات تنقي الهواء بنفسها وتساهم في معالجة مشكلات احترار المناخ.

قد تبدو شتلة "نيو بي إكس" شتلة عادية لكنها تحوي نبتة معدلة بالهندسة الحيوية قادرة على تنقية الهواء الداخلي، وهي الأولى في مجموعة كبيرة محتملة من النباتات ذات قوى خارقة. وقال ليونيل مورا، المؤسس المشارك لشركة "نيوبلانتس" الناشئة: "إنها تعادل ما يصل إلى 30 نبتة منزلية عادية من حيث تنقية الهواء"، موضحاً أنّ "الأمر لن يقتصر على التقاط بعض الملوثات الأكثر ضرراً التي يمكن أن تجدها في الأماكن المغلقة فحسب، بل ستزيلها أيضاً وتعيد تدويرها". وقبل خمس سنوات، التقى رجل الأعمال مورا، الباحث في تعديل الجينات باتريك طربيه، الذي كان يحلم بابتكار كائنات حية "مع مهمات". وقال مورا خلال جولة في دفيئة مستأجرة في لودي في ولاية كاليفورنيا الأميركية: "كانت هناك نباتات حولنا، وفكّرنا أن أقوى وظيفة يمكن أن نضيفها إليها هي تنقية الهواء".

نباتات تعمل على تنقية الهواء من الملوثات

ونباتات البوتوس، وهي نباتات خضراء مرقطة بالأبيض يبلغ ارتفاعها حوالى 20 سنتيمتراً، وتعدّ الآلاف منها لتعبئتها وتغليفها وشحنها، وبدأت الشركة الفرنسية الناشئة بيع أولى منتجاتها في الولايات المتحدة في إبريل/ نيسان، حيث كانت الولايات المتحدة سوقاً أولى واعدة، نظراً إلى أن العديد من الأميركيين يستخدمون أصلاً أجهزة تنقية الهواء على نطاق واسع. وقال مورا: "نحن نبذل جهدنا لإرسال أكبر عدد ممكن من النباتات كل أسبوع، لكن ذلك لا يكفي لتلبية الطلب في الوقت الحاضر".

وأشار مورا إلى أنّ الأميركيين يدركون مدى أهمية الهواء النظيف مع كل "المشكلات المرتبطة بحرائق الغابات" الأخيرة التي أصبحت مشكلة متفاقمة في البلاد، مضيفاً: "أحد الملوثات التي تنجم عن الاحتراق هو البنزين، وهو أحد المركبات العضوية المتطايرة التي نستهدفها".

وبحسب الوكالة الأميركية لحماية البيئة، يمكن أن يكون الهواء الداخلي أكثر تلوثاً بمقدار مرتين إلى خمس مرات من الهواء الخارجي، ويعود ذلك خصوصاً إلى المركبات العضوية المتطايرة، ولا يساعد فتح النوافذ كثيراً، لأن التلوّث بالمركبات العضوية المتطايرة يمكن أن يأتي من المذيبات والمواد اللاصقة والدهانات، وبالتالي يمكن أن يكمن في منتجات التنظيف وفي الأثاث والجدران.

وقالت تريسي وودراف، وهي أستاذة في مجال الصحة الإنجابية في جامعة كاليفورنيا: "ترتبط هذه المواد الكيميائية بمجموعة من التبعات الصحية، بما في ذلك السرطان"، مضيفة: "يمكن أن تسبّب أيضاً تهيّج الجهاز التنفسي أو تداعيات على الصحة الإنجابية (...) بالإضافة إلى اضطرابات عصبية مثل مرض باركنسون".

لا تمتصّ نبتة "نيو بي إكس" المواد الكيميائية بنفسها، وهي تباع بسعر يبدأ من 120 دولاراً مع عبوات مسحوق تحتوي على ميكروبيوم، وهو في الأساس سلالة بكتيرية، وتستعمر هذه البكتيريا جذور النبتة وتربتها وأوراقها، وفق ما شرح طربيه في مختبر البحوث التابع للشركة في سانتوان في ضاحية باريس، مضيفاً أن البكتيريا "تمتص المركبات العضوية المتطايرة لتنمو وتتكاثر. والنبات موجود لإنشاء هذا النظام البيئي للبكتيريا".

وتخطط شركة "نيوبلانتس" في المستقبل لإنتاج نباتات معدلة وراثياً تقوم بنفسها بتنقية الهواء، وتأمل على المدى الطويل معالجة المشكلات المرتبطة باحترار المناخ. وقال طربيه: "يمكننا زيادة قدرة الأشجار على احتجاز ثاني أكسيد الكربون" أو "تنمية بذور أكثر مقاومة للجفاف"، وفق ما أضاف مورا.

(فرانس برس، العربي الجديد)