ناشطات مناخ أفريقيات يتساءلن مع انطلاق كوب 27 عن التزامات الدول الغنية

06 نوفمبر 2022
فشلت الدول المتقدمة في الوفاء بالتعهدات المتعلقة بتمويل تغير المناخ(الأناضول)
+ الخط -

تراود نشطاء المناخ الشباب من الدول الأفريقية آمال كبيرة، بيد أن توقعاتهم لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، الذي يبدأ الأحد، في منتجع شرم الشيخ المصري، منخفضة.

يربط مراقبو "كوب27" ومنظموه بين المؤتمر وموقعه، ووصفوه بأنه "مؤتمر الأطراف الأفريقي"، حيث سيشكل أوضاع البلدان الأفريقية بشأن قضايا مثل التمويل للتكيف مع تغير المناخ أو الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة جوهر هذه المحادثات.

أفريقيا مسؤولة فقط عن 3 إلى 4 بالمائة من الانبعاثات العالمية في الوقت الذي تضم فيه 17 بالمائة من سكان العالم

الناشطة الكينية في مجال المناخ إليزابيث واتوتي تقول: "لكي تكون قمة كوب27 مؤتمر الأطراف الأفريقي، يجب أن تنعكس احتياجات وأصوات وأولويات الشعوب الأفريقية على نتائج المفاوضات"، مشيرة إلى أن كوب27 "فرصة لتحقيق العدالة للبلدان الأكثر تأثراً عبر التضامن والتعاون الدوليين".

ويشير المحللون إلى النقاط الشائكة بين الدول الأكثر ثراءً والفقيرة، مثل التساؤلات بشأن ضرورة تعويض الدول المعرضة للخطر عن الكوارث الناجمة عن التغير المناخي، والمعروفة باسم "الخسائر والأضرار" في مفاوضات المناخ، باعتبارها أحد أسباب عرقلة التقدم في مؤتمرات القمة السابقة.

يرى بعض النشطاء الشباب، مثل واتوتي، أن على القارة السمراء أن تطالب الدول الغنية بخفض كميات ضخمة من الانبعاثات وتعويض دولها عن الخسائر والأضرار الناجمة عن الكوارث المناخية.

وأشاروا إلى أن أفريقيا مسؤولة فقط عن 3 إلى 4 بالمائة من الانبعاثات العالمية في الوقت الذي تضم فيه 17 بالمائة من سكان العالم، لكنها أكثر عرضة للخطر من معظم الأماكن، حيث يواجه الكثير من سكانها، وخاصة أولئك الذين يعيشون خارج المراكز الحضرية، صعوبة في التكيف.

هنيدات تتساءل: لماذا ينبغي أن نتوسل إلى الذين تسببوا في التلوث للحصول على الحلول والأموال

وقالت واتوتي: "إن المساعدات المالية عامل أساسي للمساهمة في تنمية أفريقيا. إذ يشهد عدد سكان أفريقيا زيادة كبيرة، وسيكون تأمين الطاقة لسكان القارة عامل حسم لمكافحة الفقر وخلق فرص لتحقيق جودة حياة أعلى".

يقول آخرون إن الدول الأفريقية بحاجة إلى النظر إلى نفسها، فيما فشلت الدول المتقدمة في الوفاء بوعودها.

وفي السياق، قالت ناشطة من جزر القمر، هنيدات عبد الرحمن، إنه ينبغي لأفريقيا التوقف عن الاعتماد على الدول المتقدمة للحصول على التمويل، متسائلة: "لماذا ينبغي أن نتوسل إلى الذين سببوا التلوث للحصول على الحلول والأموال في وقت نعلم فيه جيداً أنهم لن يقدموا ذلك، وإذا فعلوا ذلك، فسيكون في شكل قرض؟".

وأضافت أنه ينبغي للقارة "اتخاذ تدابير تكيف تكون سهلة التنفيذ وأقل تكلفة" مثل إدارة أفضل لموارد المياه وإعادة تشجير الأراضي واستعادة طبيعتها.

فشلت الدول المتقدمة بالفعل في الوفاء بالتعهدات المتعلقة بتمويل تغير المناخ، من ضمنها تعهد بقيمة مائة مليار دولار سنوياً، بينما مرّ عامان من الموعد النهائي ولم يُوفَ به بعد.

وقالت واتوتي إن المفاوضات يجب أن تدور حول "المساءلة"، معربة عن أملها في أن يتناول المؤتمر "الوفاء بالوعود التي قطعت، ولكن لم تُنفَّذ".

اتفقت الناشطة الأوغندية فانيسا ناكاتي على أن التمويل من البلدان المتقدمة أمر أساسي للقارة لتحقيق أهدافها.

وقالت ناكاتي: "المائة مليار دولار التي وُعد بها لم تعد كافية. ويجب أن يكون هناك تمويل إضافي"، مضيفة أن هناك حاجة إلى وجود صندوق منفصل للخسائر والأضرار.

يواجه 116 مليون شخص في الدول الساحلية والجزر بأفريقيا مخاطر تتعلق بمستوى سطح البحر، وبحلول عام 2050 من المتوقع أن تنفق الدول الأفريقية 50 مليار دولار سنوياً على الآثار المرتبطة بالمناخ، حسبما قالت وكالة الأمم المتحدة المعنية بالطقس.

وقالت ناكاتي: "نحن نعلم ما يجب القيام به بشأن تغير المناخ. لكن ما نفتقر إليه هو الإرادة السياسية لفعل شيء ما"، مضيفة أن المجتمعات الضعيفة بحاجة ماسة إلى الأموال للمساعدة في الاستعداد للكوارث المتعلقة بالمناخ.

يشار إلى أن واتوتي وناكاتي وهنيدات جزء من عدد متزايد من الشباب في أفريقيا وحول العالم الذين يديرون مشروعات شعبية في بلدانهم ويدعون الحكومات الوطنية والدولية إلى بذل المزيد من الجهد بشأن تغير المناخ وفقد التنوع البيولوجي.

وتشارك هنيدات بنشاط في مشروعات إدارة النفايات، وتقود ناكاتي تركيب مواقد الطهو النظيفة والألواح الشمسية في المدارس في موطنها أوغندا، وتقود واتوتي مشروعاً لاستعادة الغابات في كينيا.

على الرغم من أن النشطاء كانوا منذ فترة طويلة جزءاً من المحادثات بشأن المناخ، يشعر الكثيرون بأنه لم يُستمَع إليهم.

على نحو متزايد، بدأ نشطاء المناخ، وخاصة في أوروبا، باتخاذ تدابير شديدة لجعل أصواتهم مسموعة، بما في ذلك إلقاء الطعام على اللوحات الشهيرة أو لصق أنفسهم على الطرق للفت الأنظار.

وقالت واتوتي: "هناك جهود لزيادة مشاركة الشباب، ولكن في أغلب الأحيان، يوضَع الشباب في الاجتماعات لشغل مقاعد فقط"، مضيفة: "لكي تكون مشاركة الشباب ذات مغزى فعلاً، يحتاج الشباب إلى الدعم للتنقل في المساحات المكتظة لمفاوضات المناخ".

وتابعت: "الشباب لم يسببوا الوضع الذي نحن فيه، لكنهم هم الحل. هذا هو السبب في أن مشاركة الشباب أمر أساسي في المنتديات رفيعة المستوى مثل كوب 27".

 

(أسوشييتد برس)

المساهمون