يشتكي نازحون يقيمون في تجمع مخيمات الخيرات وآفاد وسراج بمنطقة دير حسّان في ريف إدلب شمال غربي سورية من أزمة سكنهم قرب مكب للنفايات، وتجاهل الجهات المسؤولة الشكاوى التي يقدمونها لمعالجة الأزمة التي تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
ويقول الناشط الإعلامي محمد عدنان لـ"العربي الجديد": ينشر المكب روائح كريهة خلال فصل الصيف، ويشكل بؤرة للحشرات. وسبق أن ناشد الأهالي مرات الجهات المعنية إزالة المكب، ووقف رمي النفايات فيه، لكن لم يصدر أي رد فعل من طرف وزارة البيئة في حكومة الإنقاذ".
ويشير عبد الله الصالح، النازح من ريف حلب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المشاكل التي يسببها المكب كثيرة، وأبرزها انتشار مرض اللشمانيا، وانبعاث الروائح الكريهة من موقعه الأكثر ارتفاعاً من مخيم آفاد تحديداً، وتجمّع الكلاب الضالة فيه، وكذلك انبعاث دخان الحرائق داخله".
يضيف: "لا شيء ينفع مع الذباب الذي يأتي من المكب. لا مبيدات حشرات أو غيرها، لذا نناشد الجهات المسؤولة أن تجد حلاً للأزمة، فسكان هذه المخيمات لا يمكن أن يجدوا مكاناً بديلاً للسكن بعيداً من المكب، علماً أن المجلس المحلي لبلدة دير حسان، المسؤول عن المكب، وعد بإزالته".
وفيما تضم المخيمات القريبة من المكب أكثر من 1700 عائلة نازحة من مختلف مناطق سورية، يتحدث قصي العلي الذي يقيم قرب المكب لـ"العربي الجديد" عن أن "النازحين يريدون بالدرجة الأولى التخلّص من الكلاب الضالة التي تتجمع بكثرة ليلاً، والحصول على مبيدات حشرات، وتنفيذ الجهات المسؤولة مهمة رش المكب للحدّ من انتشار الحشرات، أما الحل الأساس للأزمة فيبقى نقل المكب بعيداً من المخيمات".
وتعتبر مكبات القمامة إحدى الأزمات الكبيرة والبالغة التعقيد في مناطق شمال سورية، لأن بعضها تتواجد قرب تجمعات سكنية للنازحين، كما الحال في منطقتي مشهد روحين ودير حسّان شمال إدلب.
ويطالب المهندس البيئي محمد إسماعيل بالتعامل بجدية مع الأزمة، ويقول لـ"العربي الجديد": "أضرار المكبات العشوائية كثيرة، وأهمها انبعاث غازات سامة من النفايات، وتسرّب موادها المتحللة إلى التربة. ومن الضروري اتخاذ تدابير جدّية لمنع حدوث تلوّث بسبب هذه المكبات عبر إبعادها عن المناطق السكنية، وتنفيذ عمليات فرز للمواد التي تضمها، وتحليلها للتعرف على طبيعتها، وتجنب افتعال حرائق فيها. ومن المفيد أيضاً اخضاع بعض هذه النفايات لعمليات تدوير وطمر، وكذلك عزل أرضيات المكبات لمنع تلوّيثها المياه الجوفية والتربة في محيطها".