نازحون سوريون يتريثون في العودة إلى مناطقهم

18 ديسمبر 2024
مخيم للنازحين في محافظة إدلب السورية، 27 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يفضل النازحون السوريون البقاء في المخيمات على العودة إلى مناطقهم المدمرة، حيث تفتقر تلك المناطق إلى البنية التحتية الأساسية مثل المياه والكهرباء، مما يجعل العودة صعبة في الوقت الحالي.

- يعاني سكان المخيمات من نقص في المساعدات الإنسانية، خاصة مع حلول فصل الشتاء، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية، ومع ذلك، يظل البقاء في المخيمات الخيار الأفضل للعديد من العائلات.

- يترقب السوريون مشاريع إعادة الإعمار التي قد توفر لهم المأوى أو تساهم في ترميم منازلهم، مما قد يشجعهم على العودة إلى مناطقهم الأصلية في المستقبل.

يتريث نازحون سوريون في قرار العودة إلى المناطق التي هُجروا منها قسراً، سواء منها تلك الخاضعة للمصالحات في عام 2018، أو التي كانت ضمن اتفاق خفض التصعيد شمال غرب سورية، ويفضلون البقاء في هذه المخيمات على العودة إلى بلداتهم وقراهم المدمرة في الوقت الحالي، خاصة مع تدمير قوات النظام السوري المخلوع خلال السنوات الماضية العديد من الأحياء في المدن، بالتزامن مع تدميرها قرى في بعض المحافظات بشكل شبه كامل، وتخريب البنى التحتية فيها.  والعودة مرهونة بوجود المأوى بالدرجة الأولى، فالمنازل غير المدمرة منهوبة وبحاجة لصيانة، والعودة إليها صعبة، لاسيما أن الكثير من المهجرين المقيمين في الخيام ليست لديهم إمكانية ترميمها، سواء كلياً أو جزئياً، بهدف العودة إليها.

يقول ميسرة الشمالي من ريف إدلب الشرقي إن بيته القريب من بلدة أبو الظهور عبارة عن خراب، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن جزءاً منه يمكن إصلاحه. ويضيف: "اليوم أنا وأولادي الثلاثة نعمل في ريف إدلب الشمالي، ونقيم في مخيم قرب مدينة الدانا، المنزل ضيق للغاية، لكنه ملائم". ويتابع: "ذهبت للبيت وتفحصته، كل ما يمكن فعله في الوقت الحالي صيانة جزء منه ريثما تتيسر الأمور. كما أن العودة الآن غير ملائمة، لذلك سنبقى في المخيم حتى انقضاء فصل الشتاء".

أما عبد الكريم البكور المنحدر من ريف حمص الشمالي، فيقول لـ"العربي الجديد": "زرت المنطقة، المياه شبه مقطوعة دائماً، والكهرباء بأفضل الأحوال يحصلون عليها ساعة في اليوم، فالوضع لا يزال سيئاً للغاية، وكذلك الأفران لا تعمل بشكل جيد، وليس هناك أي عمل يوفر لي مدخولا كافياً للعيش". ويتابع: "لدي بيت في دمشق، لكنه صغير للغاية عبارة عن غرفتين، والعودة إليه صعبة في الوقت الحالي. أفضل البقاء في المخيم حتى انتهاء الفصل الدراسي لأولادي، بعدها قد أبيعه وأعود إلى ريف حمص، لأستقر هناك وأفتح عملاً لتأمين لقمة العيش. حالياً الأمور جيدة في ريف إدلب، لذلك عودتي مؤجلة مع العائلة".

ويُقدّر عدد سكان المخيمات في منطقة شمال غرب سورية بنحو 2 مليون شخص، وهم في الأصل يعانون من شح في المساعدات الإنسانية، مع تدني مستوى الاستجابة لحده الأدنى في العام الحالي، خاصة مع حلول فصل الشتاء. إلا أن بعض المهجرين والنازحين يفضلون البقاء في هذه المخيمات على العودة إلى بلداتهم وقراهم المدمرة في الوقت الحالي.

تقول فدوى عرب النازحة من منطقة سهل الغاب غربي حماة لـ"العربي الجديد": "أولادي ذهبوا للبيت ووجدوه عبارة عن تلة من الركام، لقد تطلب منا سنوات لنبنيه، ولكنه تحول إلى ركام. بالنسبة لي العودة ممكنة حتى لو تطلب الأمر أن أسكن في خيمة هناك، لكن أبنائي لا يستطيعون، لديهم أطفال وهم بحاجة إلى مدارس وسكن ومياه وكهرباء، وهذا كله غير متوفر في الفترة الحالية، وأيضاً لا يوجد عمل، لذلك سأبقى معهم حتى ينتقلوا للبلدة بعد انتهاء العام الدراسي". ويترقب السوريون في الفترة المقبلة إمكانية إعادة الإعمار، سواء بمشاريع أممية أو أخرى تقدّمها الدول العربية والإقليمية، من شأنها تأمين المأوى لهم أو ترميم المنازل التي خربتها قوات النظام المخلوع.