مياه الشرب في درعا: خدمة تسمّم

19 ابريل 2022
يعرف أهالي درعا أن المياه التي يشربونها خطرة (عمّار العلي/ الأناضول)
+ الخط -

يشعر أهالي مدينة درعا بقلق كبير حالياً من تدهور واقع الصحة العامة في ظل سوء البنية التحتية والخدمات، خاصة شبكة الصرف الصحي وتلك الخاصة بالمياه. وقد أصيب عشرات الأشخاص بتسمم المياه خلال الأيام الماضية. ورغم إصلاح أنابيب للمياه والصرف الصحي لا يزال كُثر يشعرون بأنهم في خطر، ما يدفعهم إلى شراء عبوات لمياه الشرب، ما يزيد أعباءهم المعيشية اليومية. 

يقول محمد طريفي (38 عاماً) الذي يقيم في درعا لـ"العربي الجديد": "واقع المياه في درعا سيئ جداً، إذ تصل المياه غالباً إلى المنازل في حال عكرة وغير نقية، فيستخدم السكان وسائل بدائية لمحاولة تعقيمها وجعلها نقية من أجل استخدامها، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق بهذه الطرق، لكنهم لا يملكون إلا خيار شرب هذه المياه لأن شراء تلك المعدنية مكلف جداً على الصعيد المادي، كما أن سوء تخزين ونقل هذه العبوات يجعل المياه داخلها غير آمنة". 

من جهته، يقول عبدالله أبو نبوت الذي يقيم في درعا أيضاً لـ"العربي الجديد": "شبكة المياه في المدينة قديمة جداً وتحتاج أنابيبها إلى تبديل، وقد زادت أعطالها خلال الفترة الأخيرة، وبالتالي كميات تسرّب المياه منها". 
يضيف: "تتمثل المشكلة في أن شبكة أنابيب مياه الشرب قريبة جداً من شبكة الصرف الصحي التي تعاني بدورها من سوء الجودة والتسريب، علماً أن مياهها قد تظهر في الطرقات أحياناً. وهذا التداخل بين الشبكات يتسبب في تلوّث المياه، وقد تشكل مستنقعاً يجلب الحشرات والقوارض". 

دمر القصف منشآت كثيرة للمياه في درعا (محمد آبا زيد/ فرانس برس)
دمر القصف منشآت كثيرة للمياه في درعا (محمد آبا زيد/ فرانس برس)

وفي 13 إبريل/ نيسان الماضي، أعلنت مؤسسة المياه في درعا عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" الانتهاء من إصلاح خطوط لشبكة المياه، وكتبت: "إلى الأخوة في حيي السبيل والقصور، تم الانتهاء من أعمال الصيانة وتبديل الخط المهترئ المسبب للتلوّث، وسيتم ضخ المياه إلى الحيين من أجل غسل الشبكة. ويرجى ترك صنابير المياه مفتوحة لمدة ساعة قبل بدء تعبئة الخزانات. وقد أخذنا عينات من المياه التي جرى ضخها إلى حيي السبيل والقصور، وكشفت الفحوص أنها تخلو من أي تلوّث، ما يعني أنها صالحة للشرب". 

منذ مرحلة ما قبل الثورة
بدوره، يخبر سعيد الحوراني المقيم في حي السبيل بدرعا "العربي الجديد" أن "معظم سكان الحي لا يزالون يعانون من تبعات التسمّم الذي حصل في الحي الأسبوع الماضي، بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب. يضيف: "لا نعيش فقط الحرمان من الخدمات، فالحقيقة أن ما تبقى منها لم يعد آمناً، استطعنا العيش من دون كهرباء، لكن التأقلم من دون مياه مستحيل، إذ لا يمكن أن نتنازل عنها، في حين لا نملك وسائل تسمح لنا بمعرفة ما إذا كانت المياه المتوفرة صالحة للشرب كي نتجنب حالات تسمّم، ونحن فعلياً لا نملك حلولاً جذرية لهذه المشاكل التي تتكرر حتى منذ مرحلة ما قبل الثورة، ولم تثمر كل النداءات التي وجهناها في حلها".

وكان المهندس البيئي محمد إسماعيل، قال في وقت سابق لـ"العربي الجديد": "من الأخطاء والكوارث الشائعة في سورية عدم الأخذ في الاعتبار عزل شبكات مياه الشرب عن مياه الصرف الصحي". 
وفي شأن الحلول الممكنة شرح أنه "في حال توفّر مخططات لشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب، يمكن تنفيذ أعمال صيانة لشبكات المياه والصرف الصحي. وبعد إجراء الصيانة يجب أخذ عيّنات من المياه ومراقبتها، وتعقيم المياه بغاز الكلور أو الكلور السائل. والمياه الملوّثة تحمل في الغالب بكتيريا وفيروسات وأنواعا من الطفيليات التي تتسبّب في الإسهال والقيء". 

المساهمون