استمع إلى الملخص
- الحكومة تتخذ إجراءات استباقية لضمان استمرارية التموين بالكهرباء وتجنب انقطاعها، خصوصًا مع ارتفاع الطلب خلال فصل الصيف، وتشمل خطة لربط شبكات الكهرباء بين شمال وجنوب البلاد.
- مخاوف من تفاقم أزمة الحرارة بسبب التغيرات المناخية، مع دعوات لزيادة الوعي البيئي وتشجيع التشجير لتلطيف الجو، في ظل تزامن الحر مع مشكلات في التزود بالمياه ببعض المناطق.
حذّرت هيئة الرصد الجوي في الجزائر، من موجة حرّ شديدة يُرتقب أن تشمل 19 ولاية، بداية من الخميس، فيما اتخذت الحكومة إجراءات استباقية لتجنّب قطع الكهرباء الذي ترتفع معدلات استهلاكها في فصل الصيف.
وأفاد الديوان الوطني للأرصاد الجوية في نشرة خاصة، بأنّ موجة حرّ متوقعة، حيث تتجاوز درجات الحرارة 49 درجة، ستشمل 11 ولاية في شمال ووسط البلاد، كما تشمل ثلاث ولايات في الجنوب.
من جهتها، وجّهت هيئات السلامة والصحة، توصيات إلى المواطنين بعدم التعرض لأشعة الشمس وشرب كميات كافية من المياه، وحماية الفئات الهشة كالمرضى والأطفال من التعرض للشمس، وتجنب التنقل دون ضرورة.
ودفعت موجة حرّ في الولايات الساحلية، الجزائريين إلى الشواطئ للاستجمام، خاصة أنه جرى السبت الماضي افتتاح موسم الاصطياف في هذه الولايات، ثم بدأ تنفيذ خطة تتضمن نشر فرق الإنقاذ في الشواطئ، وفرق الأمن والدرك لتأمينها.
ويتزامن ارتفاع درجات الحرارة في الجزائر، مع بروز بعض مشكلات التزود بالمياه في بعض المناطق والبلدات في ولايات عين الدفلى وتيارت وغيليزان غربي البلاد، على الرغم من مساع وجهود تقوم بها السلطات لتجنب تفاقم الأزمة، خاصة بعد ما وقع في ولاية تيارت على خلفية أزمة العطش واستدعت تدخل الرئيس عبد المجيد تبون.
وقال وليد بن قارة، الذي يعمل في مجال الزراعة ويقيم بولاية ميلة شرقي الجزائر لـ"العربي الجديد"، إنّ "مؤشرات الحرارة المرتفعة برزت منذ أمس الأربعاء، مع تسجيل حريق في أحد المرتفعات الغابية في الولاية، ومع وجود سد بني هارون في المنطقة، فإنّ مستوى الحرارة يرفع أيضاً الرطوبة التي تعمق المعاناة، وفي الغالب يدفع ذلك الشباب والعائلات إلى التوجه إلى شواطئ ولاية جيجل القريبة"، مضيفاً أنّ "هناك مخاوف من ارتفاع درجات الحرارة في الفترة المقبلة، لأننا ما زلنا في بداية فصل الصيف".
لكن الناشط البيئي وصاحب مبادرة "الجزائر الخضراء" فؤاد معلة، قال لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ فترة سابقة ونحن ندق ناقوس الخطر من أزمة حرارة قادمة نتيجة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، ولذلك قلنا إن الحل يكمن في رفع مستوى الوعي البيئي بما يسمح أساساً بزيادة التشجير وغرس الأشجار في المدن والبلدات، وهذا يساعد على تلطيف الجو وتخفيف الحرارة وتوفير الظل وتحقيق التوازن البيئي، إنها إحدى الحلول البيئية لأزمة الحرارة المتوقع أن ترتفع أكثر".
في السياق اتخذت الحكومة حزمة تدابير استباقية لضمان التموين بالكهرباء في المناطق الداخلية وجنوبي البلاد، وصادق مجلس الوزراء، الأحد الماضي، على خطة لربط شبكات الكهرباء بين شمال وجنوب البلاد، وتقوية الشبكة الكهربائية في بعض الولايات مثل بشار وأدرار وورقلة وعين صالح جنوبي البلاد "ريثما يتم ربطها بالشمال، وذلك نظراً لزيادة احتياجات مناطقنا الجنوبية للكهرباء، خاصة في فصل الصيف، بالإضافة إلى توسّع النشاطات الاقتصادية بجنوبنا الكبير"، بحسب بيان لمجلس الوزراء.