مواجهات عنيفة بين الأمن وعاطلين يطالبون بالتوظيف في شركات النفط جنوبي الجزائر

10 يوليو 2021
من المواجهات اليوم (تويتر)
+ الخط -

تجدّدت صباح اليوم السبت الاحتجاجات والمواجهات العنيفة بين السكان والشبان من جهة وقوات الأمن ومكافحة الشغب من جهة أخرى، في مختلف أحياء مدينة ورقلة عاصمة النفط، جنوبي الجزائر، على خلفية مطالبة الشبان العاطلين عن العمل بوظائف في شركات النفط المنتشرة في المنطقة.

وأصيب عدد من المحتجين عندما استخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم في وسط المدينة وعدد من أحيائها، كالرويسات والقصر العتيق وساحة الشهداء التي شهدت منذ صباح اليوم عمليات كرّ وفرّ، علماً أنّ الشبان المحتجين رشقوا قوات الأمن بالحجارة ونصبوا متاريس وأشعلوا الإطارات المطاطية وسط الطرقات.

وحمّل المحتجون حاكم الولاية الصديق بوستة مسؤولية أزمة ملف التشغيل وطريقة تسييره غير الشفافة، مطالبين السلطات العليا بإيفاد لجنة تحقيق في الملف، كما طالبوا رئيس البلاد عبد المجيد تبون بضرورة إرسال وفد وزاري من الحكومة للقاء الشباب والاستماع إلى مطالبهم، ما يعني رفضهم إقامة أيّ حوار مع السلطات والمسؤولين في الولاية.

وكانت مدينة ورقلة قد عاشت الليل الماضي على وقع مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والشباب الغاضبين بسبب القمع الذي استهدف وقفة احتجاجية نظّموها أمس الجمعة أمام مقرّ وكالة التشغيل، ضدّ الفوضى والفساد اللذَين يطاولان عملية توزيع مناصب الشغل في الشركات النفطية العاملة في حقول النفط في المنطقة، واحتجاجاً على محاولة دهس تعرّض لها المحتجون من قبل مركبة تابعة لقطاع الأمن، فأصيب عدد منهم ونُقلوا إلى المستشفى.

وقد بدأت الاحتجاجات عندما أُعلن عن عروض عمل نوعية في الشركات البترولية الوطنية التابعة للشركة الحكومية "سونطراك"، وصاحَب ذلك احتقان في خلال عملية التسجيل في العروض بسبب فوضى تسيير ملف التشغيل. فكان التحرك الاحتجاجي والصدام مع قوات الأمن التي استُقدمت لفضّ التجمّع. لكنّ الوضع تأجّج أكثر بسبب التدخّل الأمني العنيف.

وأطلق ناشطون، من بينهم الناشط البارز أيبك عبد المالك، دعوات إلى التهدئة والتعقّل ووقف العنف، وطالبوا بتدخّل العقلاء في المدينة لتلافي أيّ نوع من أنواع  انزلاق الأوضاع إلى ما لا تُحمد عقباه، محذّرين من استغلال السلطات هذه الاحتجاجات لشنّ حملة اعتقالات في حقّ الشبان والناشطين في لجان الدفاع عن العاطلين عن العمل.

وفي هذا الإطار، قال مدير تحرير صحيفة "الواحات" المحلية علي بن جدو خليف لـ"العربي الجديد" إنّ "محاولات تهدئة جرت، وقد استدعى أئمة ومشايخ وأعيان مجموعة من شبان الأحياء لمناشدتهم التدخّل لوقف ما يحدث ومنع تفاقمه، لكن من دون جدوى. بالتالي، فإنّ الوضع بات يتطلب تدخلاً عاجلاً للاحتواء ونزول وفد وزاري مؤلف من كلّ من له صلة بقطاع التشغيل، وفتح حوار مباشر مع العاطلين الحقيقيين عن العمل والاستماع إليهم لوضع حدّ لحالة الاحتقان التي لا تخدم أحداً".

تجدر الإشارة إلى أنّ احتجاجات الشبان العاطلين عن العمل تتكرر في ورقلة منذ أعوام، بسبب أزمة مستمرة في ملف التشغيل في الشركات النفطية، آخرها اعتصام للعاطلين عن العمل وخرّيجي معاهد المحروقات في فبراير/ شباط الماضي، احتجاجاً على ما يعدّونه فساداً في برنامج التوظيف في مناصب العمل في شركات النفط، الذي تديره وكالات حكومية متخصصة تسجّل طالبي الشغل وتنسّق مع الشركات النفطية لمعرفة احتياجاتها من العمّال. كذلك أتى ذلك الاعتصام مطالبةً بتطبيق مبدأ أولوية التوظيف لأبناء المنطقة، وفرض آليات لضمان الشفافية في توزيع عروض العمل. كذلك تُسجَّل سلسلة من التوترات الاجتماعية للمطالبة بالتنمية وتحسين البنى التحتية وتوفير الخدمات الصحية.

المساهمون