مهاجرون في عراء نيويورك لعدم توفّر مساكن

02 اغسطس 2023
أمام هذا الفندق افترش مهاجرون الرصيف في غياب المسكن (فاتح أقطاش/ الأناضول)
+ الخط -

صارت مدينة نيويورك التي بناها مهاجرون وكانت في ما مضى بوابة عبور إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر جزيرة إيليس، ممتلئة بالكامل، بحسب ما أفاد رئيس بلديتها إريك آدامز. لكنّ تدفّق المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل ما زال مستمراً، على الرغم من كلّ شيء.

ويفترش عشرات من طالبي اللجوء، معظمهم من غرب أفريقيا، أرصفة أمام فندق في مانهاتن في انتظار تسوية أوضاعهم في مركز مؤقت بعد رحلات محفوفة بالمخاطر هرباً من العنف والفقر. ويبحث هؤلاء عن مسكن في نيويورك، بعد أسبوعَين من إعلان آدامز أنّ "لا مكان متوفّراً" في المدينة، بعد وصول حافلات محمّلة بمهاجرين من مدن أميركية أخرى. وقد أضاف آدامز، أوّل من أمس الاثنين، أنّ "لا أماكن شاغرة" وأنّ "الأوضاع سوف تزداد سوءاً".

واتُّهم آدامز بعد تصريحاته التي أطلقها في أواخر يوليو/ تموز المنصرم، وشجّع فيها المهاجرين على الانتقال إلى مدن أخرى، بأنّه انتهك قوانين المدينة المرتبطة بالحقّ في الحصول على مأوى، وبأنّه خالف روح نيويورك التي يجسّدها تمثال الحرية المرحّب منذ سنوات طويلة بالوافدين الجدد عن طريق البحر.

الصورة
مهاجرون أمام فندق في نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية (فاتح أقطاش/ الأناضول)
صغار المهاجرين كما كبارهم في حالة ترقّب أمام فندق "روزفلت" في نيويورك (فاتح أقطاش/ الأناضول)

عبد الله ديالو واحد من بين المهاجرين الذين تجمّعوا أمام فندق "روزفلت"، أمس الثلاثاء، بعد رحلة استمرَّت أسبوعَين، علماً أنّها بدأت من موطنه موريتانيا لتكمل في تركيا ثمّ نيكاراغوا قبل عبور الحدود المكسيكية إلى الولايات المتحدة الأميركية. قال الشاب الموريتاني البالغ من العمر 25 عاماً لوكالة فرانس برس إنّ الرحلة كلفته ثمانية آلاف دولار أميركي، وإنّه كان يبحث في خلالها عن "الديمقراطية" و"الاحترام".

ومن بين المهاجرين الآخرين، مواطنون من السنغال لم يخفوا أنّهم ناموا على ألواح من الكرتون أمام واجهات متاجر، على مدى خمسة أيام في انتظار نقلهم إلى مآو. وقد وزّع متطوّعون الطعام والمياه عليهم، في حين كانت موجة حرّ تضرب المدينة الأسبوع الماضي.

ومنذ إبريل/ نيسان 2022، وصل أكثر من 93 ألف مهاجر، معظمهم من أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية، إلى نيويورك الملزَمة قانوناً تقديم سكن مجاني لأيّ شخص يطلب ذلك. وجاء تدفّق المهاجرين على نيويورك بعد إرسال ولايات يقودها جمهوريون، مثل تكساس، مهاجرين إلى ولايات ديمقراطية للاحتجاج على سياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس جو بايدن.

ويعيش حالياً نحو 106 آلاف شخص، من بينهم 54 ألف مهاجر تقريباً، في مدينة نيويورك، إمّا في مراكز إيواء أو فنادق، بحسب مسؤولين.

وفي الشهر الماضي، أعلن آدامز أنّ السلطات سوف توزّع منشورات على المهاجرين عند الحدود الأميركية-المكسيكية تفيد بأنّه "من غير المضمون" حصولهم على مأوى في نيويورك، وبأنّه عليهم "التفكير" في التوجّه إلى مدينة أخرى.

وكان آدامز قد اجتمع مع السلطات الفدرالية في محاولة لإيجاد حلّ، يشمل بحسب قوله، مزيداً من الضوابط عند الحدود ومساعدات فدرالية للتعامل مع موجة الهجرة. كذلك، هو يطالب السلطات الفدرالية بالإسراع في الموافقة على تصاريح العمل للوافدين الجدد.

ولطالما كانت مدينة نيويورك ملاذاً للمهاجرين، لكنّ آدامز، وهو ديمقراطي، يحاول الحدّ من عدد الوافدين الجدد تدريجياً. وتعطي إدارته الآن أولوية السكن المجاني للعائلات التي تضمّ أطفالاً، فيما يتعيّن على الرجال العازبين إعادة تقديم طلبات للحصول على مسكن بعد 60 يوماً.

وفي هذا الإطار، قال مسؤول في الوكالة التي تدير قسماً كبيراً من مساكن المهاجرين أخيراً إنّ "تعاطُفَنا لا حدود له. لكنّ المساحة ليست كذلك". وألقى آدامز باللوم على الحكومات الفدرالية وحكومات الولايات لعدم تقديم مساعدة كافية.

أما المهاجر عبد الله ديالو فلا يريد إلا الوسائل الضرورية لإعالة نفسه. وقال: "عبرنا بلداناً كثيرة للوصول إلى هنا. لقد عانينا. أتينا إلى هنا لأنّنا نثق في هذا البلد. نحن نثق بالولايات المتحدة الأميركية".

(فرانس برس)

المساهمون