منغوليون يحاربون النفايات البلاستيكية في السهوب الخضراء

28 يوليو 2024
يجمع النفايات البلاستيكية للتخفيف من آثارها (هكتور ريتامال/فرانس برس)
+ الخط -

يتنهد مربي الماشية بوريف باتمونخ فيما يجمع النفايات البلاستيكية المتناثرة عبر السهوب الخضراء والمهيبة في منغوليا، وهو تلوث قبيح ويشكل خطراً على الحيوانات ومنتشر على نطاق واسع في البلاد. وتعد منغوليا من بين أكبر الدول المنتجة للنفايات البلاستيكية في العالم للفرد. وفي ظل غياب برنامج مركزي لإعادة التدوير، ينتهي حوالي 90% منها في مطامر، وفق ما يقول ناشطون. ويوضح باتمونخ، وهو في منطقة خيشيغ أوندور في مقاطعة بولغان (شمال)، أن "معظم الناس يعيشون في اللحظة الحالية ولا يفكرون في المستقبل وهم فقط يرمون القمامة"، مضيفاً: "لا يعرفون إلى متى ستبقى هذه النفايات... إلى كم سنة".

يعتبر رمي النفايات عشوائياً أمراً غير قانوني لكنه شائع، لدرجة أن بعض هذه النفايات ينتهي بها الأمر في المراعي حيث تتناولها الماشية لاحقاً. ويروي باتمونخ أن واحدة من البقرات التي يملكها كان "يسيل لعابها ولم تكن قادرة على التحرك... وبعد أيام نفقت". يتابع: "بعد ذلك قمنا بتشريح جيفة البقرة وتبيّن وجود معطف واق من المطر بداخلها، من رقبتها مروراً بأمعائها ومثانتها".

وفرضت منغوليا حظراً على الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد عام 2019، لكن في السهوب، يبدو أنه لم يكن لذلك تأثير يذكر.

على الصعيد العالمي، ازداد الإنتاج السنوي للمواد البلاستيكية خلال 20 عاماً ليصل إلى 460 مليون طن، في حين يعاد تدوير 9% منها فقط. وتشير منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي إلى أن مساهمتها في احترار المناخ قد يتضاعف بحلول العام 2060، بعدما كانت تمثل 3،4% من الانبعاثات العالمية عام 2019.

لكن في المناطق الريفية في منغوليا، يحاول البعض تقديم المساعدة. منذ عام 2018، أنشأت منظمة "إيكوسم" المحلية واحداً من أول مرافق إعادة التدوير في المنطقة لتشجيع الرعاة وغيرهم على جمع النفايات المحلية وإحضارها إليهم لمعالجتها. والهدف من هذا المشروع المموّل جزئياً من الاتحاد الأوروبي، هو تحويل منطقة خيشيغ أوندور إلى أول منطقة "صفر نفايات" في منغوليا.

وقال باتخوياغ نارانبات، المنسق التقني في منشأة إعادة التدوير: "هذه الأنواع من البلاستيك منتشرة في كل أنحاء منغوليا. يجب أن يتوقف ذلك!". يضيف أن سكان المناطق المحيطة اعتادوا رمي مخلفات البلاستيك في حفر عملاقة أو حرقها، "لكن عندما أدركنا مدى الضرر الذي يشكّله هذا التلوث البلاستيكي، ليس فقط على العالم بل أيضاً على بلدنا، تساءلنا: ماذا فعلنا؟".

يتابع: "نحن من سبّبنا المشكلة، ونحن من يجب عليه حلّها". قرر هيردر باتمونخ (58 عاماً) تقديم المساعدة أيضاً. بدأ يتوجه على حصانه كل أسبوع لتنظيف السهوب عبر جمع القمامة وتسليمها إلى إيكوسوم لإعادة تدويرها. ويقول: "أثناء رعي الماشية، أرصد قمامة فألتقطها وأضعها في كيس أحمله".

في حين تحتاج العادات الفردية إلى تغيير، يقول نارانبات إنه يجب محاسبة الشركات التي تنتج البلاستيك. يضيف: "يحتاج الأفراد إلى التغيير وبدء استخدام أشكال أخرى من المواد، مثل الألومنيوم، فهذه الأشياء قابلة لإعادة التدوير".

في إبريل/ نيسان الماضي، اختُتمت في كندا الجولة الرابعة وقبل الأخيرة من المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة بشأن أول اتفاق عالمي لحل مشكلة التلوث البلاستيكي العالمي. ومن المقرر أن تنتهي المحادثات في نوفمبر/ تشرين الثاني في كوريا الجنوبية، رغم أن الحد الأقصى المقترح لإنتاج البلاستيك لم يدرج في مسودة النص ولا يزال نقطة شائكة رئيسية، لكن باتمونخ يقول إنه شعر بأن الجميع في حاجة إلى تأدية دور في جعل الأرض مكاناً أفضل، موضحاً أن "ما يميّزنا من الحيوانات هو عقلانيتنا التي تجعلنا بشراً". ويختم حديثه قائلاً: "بصفتنا بشراً نعيش على هذه الأرض، علينا أن نتحمل مسؤولية الاهتمام بكوكبنا". 

(فرانس برس)

المساهمون