منظمة الصحة لا تستطيع إصدار توصية الآن بشأن تغيير اللقاح: المعلومات غير كافية

09 ابريل 2021
لن تصدر المنظمة توصية بشأن تغيير اللقاح المضاد لكورونا بين جرعتين (Getty)
+ الخط -

أكدت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنها لا تستطيع في غياب بيانات كافية، إصدار توصية بشأن تغيير اللقاح المضاد لكورونا بين جرعتين، وهو ما تعتزم فرنسا القيام به لمن هم دون سن 55 عامًا ممن تلقوا جرعة أولى من أسترازينيكا.

وقالت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة، خلال الإحاطة الصحافية العادية في جنيف: "لا توجد بيانات كافية لتوضيح ما إذا كان هذا أمرًا يمكن القيام به"، ومن ثم خلص خبراء المنظمة إلى أن إمكان "تغيير اللقاح ليس شيئًا يمكنهم أن يوصوا به في هذه المرحلة".

وأشارت إلى أن هذا هو الموقف الذي تبنته مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية بشأن التطعيم في فبراير/شباط، عند نشر توصياتها بشأن لقاح أسترازينيكا، وقبل توفر معلومات عن وجود صلة محتملة بينه وبين الآثار الجانبية النادرة جدًا.

وشددت أيضًا على أن هؤلاء العلماء دعوا بعد ذلك إلى إجراء بحث محدد حول قابلية استبدال اللقاحات المضادة لكورونا.

العلماء دعوا بعد ذلك إلى إجراء بحث محدد حول قابلية استبدال اللقاحات المضادة لكورونا

من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس اليوم الجمعة، إن هناك "اختلالا صادما" في توزيع لقاحات الوقاية من كوفيد-19 على مستوى العالم، وإن معظم الدول ليس لديها ما يقترب من الجرعات الكافية لتطعيم العاملين في القطاع الصحي وغيرهم من المعرضين لمخاطر عالية من الإصابة.

وقال إن أكثر من 700 مليون جرعة لقاح استُخدمت على مستوى العالم، لكن 87 في المئة منها ذهبت إلى الدول عالية الدخل أو الشريحة العليا من الدول متوسطة الدخل، في حين حصلت الدول منخفضة الدخل على 0.2 في المئة فقط من الجرعات.

وقال تيدروس في إفادة صحافية "تقريبا واحد من كل أربعة في المتوسط تلقوا لقاحات كوفيد-19 في الدول مرتفعة الدخل. في الدول منخفضة الدخل واحد من بين أكثر من 500".

وفيما يخص أسترازينيكا، كانت الهيئة العليا للصحة في فرنسا أعلنت أنّ الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا، وأخذوا جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا، سيحصلون على جرعة ثانية من لقاح فايزر أو موديرنا.

يشمل ذلك 533 ألف شخص في فرنسا، وفقًا للهيئة، التي أوقفت إعطاء أسترازينيكا لمن هم دون سن 55 في 19 مارس/آذار، بسبب حالات نادرة من تجلط الدم في أوروبا. لكن البعض، وخاصة مقدمي الرعاية الصحية، تلقوا الجرعة الأولى من هذا اللقاح منذ أوائل فبراير/شباط.

وأوضحت أن شخصًا يقل عمره عن 55 عامًا وحصل على جرعة أولى من أسترازينيكا سيحصل على جرعة معززة بلقاح معد بتقنية الحمض النووي المرسال، إما من فايزر/بايونتيك أو من موديرنا.

وقررت فرنسا، في 19 مارس/آذار، إعطاءه فقط لمن تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، لأن هذه الجلطات النادرة للغاية لوحظت بشكل أساسي لدى الأصغر سنًا.

وقررت دول أخرى الحد من استخدامه دون سن معينة. ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، يُعطى أسترازينيكا لمن تزيد أعمارهم عن 30 عامًا. واستُخدم اللقاح على نطاق واسع في بريطانيا حيث حملة التطعيم أكثر تقدمًا. وفي ألمانيا، يُعطى لمن تجاوزوا الستين عاما، وفي السويد لمن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.

بعد أكثر من ثلاثة أشهر على بدء حملة التطعيم في فرنسا، أعلن وزير الصحة، الخميس، تسجيل رقم قياسي من 437 ألف حقنة في يوم واحد، لتتجاوز فرنسا العشرة ملايين جرعة الأولى.

تعد وتيرة الحملة مسألة حاسمة، في حين تواجه فرنسا موجة وبائية ثالثة عنيفة أدت إلى تدفق عدد كبير من المرضى إلى المستشفيات ووحدات العناية المركزة وارتفاع عدد الوفيات، الأسبوع الماضي، (2032 مقابل 1842 في الأسبوع السابق).

من جهتهما، أعلنت كل من هولندا والبرتغال أنّهما ستحصران استخدام لقاح أسترازينيكا بمن هم فوق 60 عاماً، في قرار يأتي غداة توصية أصدرتها هيئة تنظيم الأدوية الأوروبية بوجوب إدراج جلطات الدم ضمن الآثار الجانبية "النادرة جداً" للّقاح المضادّ لكوفيد-19.

وقالت وزارة الصحّة الهولندية في بيان، إنّ الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً "بإمكانهم الاستمرار في تلقي (اللّقاح) بكل أمان"، في حين يتعيّن على أولئك الذين تقلّ أعمارهم عن 60 عاماً "تلقّي لقاح آخر".

وأضافت أنّ أولئك الذين تقلّ أعمارهم عن 60 عاماً، وسبق لهم أن تلقّوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا يمكنهم تلقّي الجرعة الثانية من هذا اللّقاح لأنّه لم تسجّل أي آثار جانبية لهذا اللّقاح بعد الجرعة الثانية.

وفي لشبونة، أعلنت وزارة الصحّة أنّ تلقّي لقاح أسترازينيكا سيحصر بمن هم فوق 60 عاماً.

وسبقت إسبانيا كذلك بإعلانها حصر استخدام لقاح أسترازينيكا بمن هم فوق 60 عاماً، وقالت وزيرة الصحّة الإسبانية كارولين دارياس، في مؤتمر صحافي: "سنواصل إعطاء لقاح أسترازينيكا، ولكن لمن هم فوق سنّ الستّين"، لتحذو بذلك إسبانيا حذو عدد من الدول التي سبقتها إلى اتّخاذ الإجراء نفسه. ويأتي القرار الإسباني بعد ساعات من إصدار الهيئة الأوروبية لتنظيم الأدوية، ومقرّها أمستردام، بياناً دعت فيه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الاستمرار في استخدام لقاح أسترازينيكا لأنّ فوائده تفوق مخاطره.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية قالت في وقت سابق إنّ الصلة بين لقاح أسترازينيكا وظهور الجلطات أمر "ممكن ولكنه غير مؤكد". وقال خبراء المنظمة في مجال اللقاحات، في بيان: "لا بد من إجراء دراسات متخصصة من أجل فهم كامل للصلة المحتملة بين التلقيح وعوامل الخطر الممكنة"، لافتين إلى أن هذه الظواهر "نادرة جدا رغم كونها مقلقة".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون