- تدمير عدد من المستشفيات وتعطيل الخدمات الصحية نتيجة العمليات العسكرية، حيث يعمل 13 مستشفى فقط من أصل 36 بصورة جزئية، مما يعكس حجم الأزمة الصحية.
- تدهور الوضع الإنساني بشكل ملحوظ بسبب إغلاق معبر رفح والنزوح الجماعي للسكان، مما يستدعي تدخلًا إنسانيًا عاجلًا لتخفيف معاناة المدنيين في ظروف معيشية مزرية.
أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّها لم تتلقّ أيّ إمدادات طبية في قطاع غزة مذ بدأت إسرائيل اجتياح رفح الواقعة في أقصى جنوبي القطاع الذي يتعرّض لحرب مدمّرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقال المتحدّث باسمها طارق ياساريفيتش إنّ "إغلاق هذا المعبر يضعنا في وضع صعب في ما يتعلّق بتنقّل العاملين في المجال الطبي (الصحي)، إلى جانب تناوب موظفي الأمم المتحدة والفرق الطبية". وشدّد ياساريفيتش على أنّ "الأهمّ من ذلك هو أنّ الإمدادات الطبية الأخيرة التي تلقّيناها في قطاع غزة كانت قبل السادس من مايو/ أيار" الجاري.
وعلى الرغم من كلّ التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة ووكالاتها وجهات أخرى معنيّة من التداعيات الكارثية التي قد تنجم عن اجتياح رفح برياً، دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى شرقي رفح بالدبابات في السابع من مايو الجاري، قبل أن تستولي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح المؤدّي إلى مصر المجاورة، وتغلق هذا الباب الحيوي أمام القوافل التي تنقل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين المهدّدين بالمجاعة في قطاع غزة.
وتابع المتحدّث باسم منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحافي عُقد في جنيف اليوم الجمعة، أنّهم تمكّنوا من "توزيع كميات من الإمدادات لكنّ النقص كبير، خصوصاً المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفيات"، موضحاً أنّ "نقص المحروقات هو المشكلة الأكثر أهمية في الوقت الراهن". وبيّن أنّ ثمّة حاجة إلى ما بين 1.4 مليون و1.8 مليون لتر من المحروقات شهرياً لاستكمال نشاط المؤسسات الطبية والشركاء الآخرين في القطاع الصحي. ولفت إلى أنّ "حتى يوم أمس (الخميس) ومنذ إغلاق المعبر، دخل إلى رفح 159 ألف ليتر فقط (من المحروقات) لكلّ الشركاء العاملين في المجال الإنساني، وهي كمية غير كافية".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد عمدت إلى استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة، في خلال عدوانها المتواصل عليه منذ أكثر من سبعة أشهر، بهدف تعطيلها كلياً. وفي هذا الإطار قصدت تدمير المستشفيات، ولا سيّما تلك الكبرى في القطاع، ولعلّ مجمّع الشفاء الطبي في شمال غزة أبرز مثال على ذلك. ومن بين مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 36 مستشفى، لا يعمل اليوم إلا 13 مستشفى وبصورة جزئية فقط.
ومنذ دخول دبابات الاحتلال إلى رفح في السابع من مايو، ما زالت تحتلّ الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يُعَدّ حيوياً لإدخال الوقود الضروري لإتمام العمليات الإنسانية في قطاع غزة المنكوب. وتوقّف عبور المساعدات عبر رفح بالكامل، في حين أنّ إدخالها متوقّف كذلك من معبرَي كرم أبو سالم وبيت حانون (إيريز).
تجدر الإشارة إلى أنّ رفح تؤوي أكثر من نصف سكان قطاع غزة، ولا سيّما مع نزوح الفلسطينيين الذين هجّرتهم إسرائيل إليها من شمالي القطاع ووسطه إلى جنوبيه. أمّا اليوم، بعد 11 يوماً من بدء العملية الإسرائيلية في رفح، فقد نزح مئات آلف الفلسطينيين عكسياً إلى جنوبي القطاع ووسطه في حين يبقى الشمال معزولاً كلياً. وأوضحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنّ اجتياح رفح أجبر أكثر من 630 ألف شخص على النزوح من المنطقة، مشدّدةً على أنّ "سكان قطاع غزة ما زالوا يتعرّضون لتهجير قسري". ولفتت الوكالة إلى أنّ مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة "صارت مكتظة بالسكان بشكل لا يُطاق، وتعاني ظروفاً مزرية".
(فرانس برس، العربي الجديد)