شدّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الثلاثاء، على أنّ العالم في حاجة إلى الاستعداد بطريقة سليمة لمواجهة الأوبئة المستقبلية، بعدما أنهى أخيراً ثلاثة أعوام من "الأزمة والألم والخسارة" من جرّاء جائحة كورونا.
وفي رسالته بمناسبة نهاية هذا العام، قال غيبريسوس إنّ عام 2023 كان بمثابة نقطة تحوّل في مكافحة التحديات الصحية الكبرى، لكنّه شهد كذلك "معاناة هائلة يمكن تجنّبها".
وفي هذا الإطار، دعا غيبريسوس إلى تكثيف جهود الإغاثة في قطاع غزة، وحضّ الدول على إبرام اتّفاق "ضخم" بشأن الأوبئة من أجل سدّ فجوات الاستعداد التي برزت في خلال أزمة كوفيد-19.
2023 has shown what can be achieved if we work together to advance #HealthForAll.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) December 26, 2023
New vaccines approved, deadly diseases eliminated, global health emergencies declared over, to name a few.
But the year has also shown what is at stake when the pursuit of health is undermined…
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قد أعلن، في الخامس من مايو/ أيار الماضي، أنّ تفشّي فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) لم يعد يمثّل حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً، مع العلم أنّه حذّر في الوقت نفسه من أنّ الوباء مستمرّ.
وفي رسالة بالصوت والصورة، أوضح غيبريسوس اليوم أنّ "ذلك يمثّل نقطة تحوّل للعالم بعد ثلاثة أعوام من الأزمة والألم والخسارة للناس في كلّ مكان"، مضيفاً "أنا سعيد برؤية الحياة وقد عادت إلى طبيعتها".
وأشار المسؤول الأممي إلى أنّ منظمته رفعت كذلك حالة طوارئ مماثلة بشأن جدري "إم بوكس" الذي كان يُعرَف باسم "جدري القرود"، في 11 مايو نفسه.
وأضاف غيبريسوس أنّ الوكالة التابعة للأمم المتحدة وافقت كذلك على لقاحات جديدة للملاريا وحمّى الضنك والتهاب السحايا، فيما أعلن خلوّ أذربيجان وبليز وطاجيكستان من الملاريا.
كذلك، بيّن غيبريسوس أنّ الآثار الصحية لتغيّر المناخ ظهرت بطريقة بارزة خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 28) التي عُقدت أخيراً في دبي.
لكنّ غيبريسوس لفت إلى أنّ "2023 كان كذلك عاماً من المعاناة والتهديدات الهائلة للصحة من الممكن تجنّبها".
أمل بسدّ ثغرات مواجهة الأوبئة
وفي ما يتعلّق بالحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة لليوم الواحد والثمانين، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إنّ "جهود الإغاثة لا تقترب من تلبية احتياجات الناس في قطاع غزة"، مجدّداً دعوة منظمة الصحة العالمية إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ومن جهة أخرى، أشار غيبريسوس إلى عودة الكوليرا، مع تسجيل عدد قياسي من حالات تفشّي المرض في كلّ أنحاء العالم، يزيد عن 40 حالة، وهو أمر وصفه بأنّه "مثير للقلق بشكل خاص".
ومع اختتام العام الخامس والسبعين منذ تأسيس منظمة الصحة العالمية، أكد غيبريسوس أنّه في ما يتعلق بالاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ، ما زالت ثمّة فجوات في استعداد العالم للتعامل مع الأوبئة.
ورأى غيبريسوس أنّ "عام 2024 يوفّر فرصة فريدة لمعالجة هذه الثغرات"، إذ تتفاوض البلدان على أوّل اتفاق عالمي بشأن التهديدات الوبائية. وشرح أنّ "تصميم الاتفاق بشأن الأوبئة من أجل سدّ الفجوات في التآزر العالمي والتعاون والإنصاف".
(فرانس برس، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
