كشفت تقديرات محدّثة نشرتها منظمة الصحة العالمية ومجموعة من الباحثين الدوليين أنّ البدانة تصيب أكثر من مليار شخص في العالم، الأمر الذي يرتبط لديهم بزيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية خطرة.
وتنتشر البدانة وكذلك السمنة الزائدة إلى درجة أنّهما صارتا أكثر شيوعاً من النحافة في معظم البلدان، من بينها دول عديدة منخفضة ومتوسطة الدخل واجهت صعوبات في السابق مع سوء التغذية.
ويقول الباحث ماجد عزتي، كبير الباحثين معدّي الدراسة التي نُشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية، أمس الخميس، والأستاذ في جامعة "إمبريال كوليدج لندن" إنّ "عدداً هائلاً من الأشخاص مصاب بالبدانة".
وتستند هذه النتائج، التي تُعَدّ من أكثر التقديرات المستقلة موثوقية، إلى بيانات جُمعت من أكثر من 220 مليون شخص في أكثر من 190 دولة.
More than one billion people in the world are now living with obesity, global analysis suggests. https://t.co/8zGCF64MO8
— The Lancet (@TheLancet) February 29, 2024
ويوضح عزتي أنّه على الرغم استقرار معدلات البدانة في دول غنية عدّة، فإنّها ترتفع بسرعة في أماكن أخرى. يضيف أنّه في حين صار نقص الوزن أقلّ شيوعاً على مستوى العالم، فإنّه ما زال يمثّل مشكلة كبيرة في بلدان عديدة، الأمر الذي يترك أعداداً متزايدة من الدول تواجه ما يعرف باسم "العبء المزدوج" لسوء التغذية.
وبيّنت الدراسة الأخيرة أنّ معدلات البدانة لدى البالغين زادت بأكثر من المثل بين عامَي 1990 و2022، وبأكثر من أربعة أمثال بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و19 عاماً.
ووجدت الدراسة أنّ في الفترة الزمنية نفسها، انخفضت نسبة الفتيات والفتيان والبالغين الذين يُعَدّون نحيفين بمقدار الخمس والثلث والنصف على الترتيب.
ويصف عزتي ارتفاع معدلات البدانة بين الأطفال بأنّه "مقلق جداً"، مبيّناً في الوقت نفسه أنّ مئات الملايين ليس لديهم ما يكفي من طعام.
ويضرّ نقص الوزن الشديد جداً بنموّ الأطفال، وربّما يؤدّي في أشدّ حالاته إلى الموت جوعاً. كذلك فإنّ الأشخاص الذين يعانون من البدانة معرّضون كذلك لخطر الوفاة المبكرة والإعاقة نظراً إلى ارتباطها (البدانة) بالإصابة المبكرة بمرض السكري وأمراض القلب والكلى وعدد كبير من الاضطرابات والأمراض الصحية الخطرة الأخرى.
وبحسب ما أفادت الدراسة، فإنّ زيادة العبء المزدوج كانت أكبر في بعض البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، بما في ذلك مناطق من منطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط.
وقد صارت معدلات البدانة في تلك البلدان، في الوقت الراهن، أعلى ممّا هي عليه في بلدان عديدة ذات الدخل المرتفع، خصوصاً في أوروبا. وبحسب عزتي، فإنّ ثمّة مؤشرات في بعض الدول الأوروبية، مثل إسبانيا، إلى أنّ معدلات البدانة بدأت تنخفض أو على الأقل في حالة استقرار.
وهذا التحديث هو الأوّل الذي يجريه فريق منظمة الصحة العالمية ومجموعة من الباحثين الدوليين منذ عام 2017، علماً أنّ أكثر من 1500 عالِم من شبكة التعاون بشأن عوامل خطر الأمراض غير السارية شاركوا فيه. وأشارت التقديرات في تلك المرحلة إلى إصابة نحو 774 مليون شخص فوق سنّ الخامسة بالبدانة، وهي نسبة مماثلة لنحو واحد من كلّ ثمانية أشخاص وفقاً للأرقام الجديدة.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنّ من الضروري اتّخاذ إجراءات في هذا السياق، من قبيل فرض ضرائب على المنتجات الغنية بالسكر وتشجيع الوجبات الصحية في المدارس، من أجل المساعدة في معالجة معدلات البدانة العالية. أضاف أنّ "الأهم من ذلك هو أنّ الأمر يتطلب تعاون القطاع الخاص الذي تتوجّب محاسبته على الآثار الصحية لمنتجاته".
(رويترز)