منظمات غير حكومية في أفغانستان: "طالبان" هدّدت بإطلاق النار على عاملاتنا غير المنقبات

22 يناير 2022
خلال تظاهرة نظمتها طالبان أمس هتف المشاركون "نريد حكم الشريعة" (Getty)
+ الخط -

قالت منظمات غير حكومية تعمل في ولاية بشمال غرب أفغانستان، إنّ الشرطة الدينية في حركة "طالبان"، هدّدت النساء العاملات لديها بإطلاق النار عليهن إذا لم يرتدين النقاب، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس" عن موظفين لم تسمهما.

وحاول "العربي الجديد" التواصل مع مسؤولين في الحركة للتأكّد من المعلومات، غير أنّه لم يلق ردّاً، فيما نفت مصادر في المنطقة أيّ علم لها بوجود مثل هذه التهديدات. ومنذ عودتها إلى الحكم في منتصف أغسطس/آب، فرضت حركة "طالبان" تدريجاً قيوداً على النساء أعادت إلى الأذهان الفترة الأولى من حكمها في التسعينيات.

تواجه النساء ضغوطا ويتم إخراجهن من الحياة العامة ومُنعن إلى حد كبير من ممارسة وظائف حكومية

وتواجه النساء ضغوطاً ويجري إخراجهن من الحياة العامة، ومُنعن إلى حد كبير من ممارسة وظائف حكومية، فيما أُغلقت معظم المدارس الثانوية للبنات.

تواجه الأفغانيات ضغوطاً كثيرة في الحياة العامة (Getty)

وقال موظفان في منظمة غير حكومية، في ولاية بادغيس الريفية، لوكالة "فرانس برس"، إنّ الفرع المحلي لوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التقى مجموعات إغاثة الأحد.

وبيّن أحدهم طالباً عدم نشر اسمه لدواعٍ أمنية: "أبلغونا... أنه إذا جاءت الموظفات إلى المكتب غير مرتديات النقاب، سيطلقون النار عليهن". كما يتعين أن يرافقهن إلى العمل محرم، كما أوضح.

وأكد مصدر في منظمة أخرى تلك التحذيرات. وقال لـ"فرانس برس": "قالوا أيضاً إنهم سيأتون إلى كل مكتب من دون سابق إنذار للتأكد من تطبيق القواعد".

ولم تذكر مذكرة أرسلت إلى منظمات غير حكومية اطلعت عليها "فرانس برس"، التهديد بإطلاق النار، غير أنها أمرت النساء بتغطية كل الجسم. والنساء في أفغانستان يضعن عموماً الحجاب، فيما النقاب الذي كان إلزامياً خلال فترة الحكم الأولى لـ"طالبان" بين 1996 و2001، ترتديه النساء على نطاق واسع وبشكل خاص خارج العاصمة كابول.

وفي محاولة يائسة للحصول على اعتراف دولي لتحرير أصول مُجمّدة، امتنعت "طالبان" إلى حد كبير عن تبني سياسات وطنية تثير الغضب في الخارج. غير أنّ مسؤولي ولايات أصدروا توجيهات ومراسيم بناءً على تفسيرهم للشريعة والعادات الأفغانية.

ونظمت "طالبان" يوم الجمعة في كابول، تظاهرة بمشاركة نحو 300 رجل هتفوا: "نريد حكم الشريعة".

ورفع المتظاهرون لافتات عليها صور منقبات، وأطلقوا هتافات تتهم ناشطات في مجال حقوق المرأة ممن نزلن إلى الشارع بأنهن "مرتزقة".

في وقت سابق هذا الشهر، وضعت ملصقات على مقاهٍ ومتاجر في كابول تأمر النساء بتغطية أجسامهن، وأرفقت الملصقات بصورة للنقاب.

ويحظر على النساء المشاركة في الأعمال التلفزيونية، ويتعين أن يرافقهن محرم في الرحلات الطويلة بين مدن وقرى.

ونُظمت تظاهرات صغيرة ومتفرقة للمطالبة بحقوق المرأة التي تحسنت قليلاً في السنوات العشرين الماضية في أفغانستان. لكن العديد من الناشطات قلن لـ"فرانس برس"، إنهن اختبأن في العاصمة هذا الأسبوع عقب مداهمات أدت إلى توقيف ثلاث نساء.

المساهمون