منسقو استجابة سورية يوثقون محاولات الانتحار: 22 حالة منذ بداية العام

تتكرر حالات الانتحار في الشمال السوري بشكل واضح، ولا يكاد يمر شهر دون أن يتداول الناشطون أخباراً عن إحدى حالات الانتحار، بينما يبقى معظمها طي الكتمان نتيجة الظروف المجتمعية.

وفي هذا الإطار، أصدر "فريق منسقو استجابة سورية"، أمس الثلاثاء، تقريراً قال فيه إنه وثق منذ بداية العام الحالي حتى اليوم 22 محاولة انتحار، من بينها 11 حالة باءت بالفشل، وذلك بعد تسجيل حالة انتحار جديدة في الشمال السوري خلال الـ24 ساعة الماضية مع محاولتين فاشلتين أيضاً.

وقال المهندس محمد حلاج، مدير الفريق، لـ"العربي الجديد"، إن فئة النساء تعتبر الفئة الأكبر بين تلك الحالات، بسبب عدم وجود من يساعدهن على تخطي الصعوبات التي يعانين منها، إضافة لليافعين غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم.

وتابع الحلاج أن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة، والتي تشهد تزايدا ملحوظا نتيجة المتغيرات الكثيرة والدورية في كافة مناطق الشمال السوري، ساهمت بازدياد هذه الحالات.

وناشد الفريق المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بضرورة مساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم، والعمل على تأمين فرص العمل بشكل دوري للحد من انتشار البطالة في المنطقة، كما حث المنظمات الإنسانية على تفعيل العيادات النفسية ضمن المراكز الطبية، وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بغية التعامل معها بشكل عاجل، بهدف منع المجتمع المحلي من الانزلاق إلى مشاكل جديدة تضاف إلى قائمة طويلة يعاني منها السكان المدنيون في المنطقة.

وأوصى الفريق بإنشاء مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات في المنطقة، وخاصةً بعد انتشار ترويج المخدرات والتعاون مع الجهات المسيطرة بالإبلاغ عن مروجي المخدرات، وخاصةً أن متعاطي المخدرات يدخلون بحالة غياب كامل للوعي، وعدم القدرة على اتخاذ القرار أو منع أنفسهم من الانتحار.

صحة

التحديثات الحية

"خلق الأمل بالعمل".. في مواجهة الانتحار

 يقول الممرض محمد مندو، لـ"العربي الجديد": "لا يكاد يمر شهر دون أن تأتينا للمستشفى إحدى حالات الانتحار، والتي غالباً تكون عبر تناول (حبوب الغاز)، التي تستعمل محلياً لتعقيم الحبوب"، مضيفا: "معظم الحالات التي تصل لا نتمكن من إسعافها بسبب تأخر وصولها إلى المستشفى، وبسبب السمية العالية لهذه الحبوب".

ويذكر أنه سجلت في المنطقة خلال العام الماضي 88 حالة (55 حالة انتحار، بينها 33 حالة فاشلة)، بحسب إحصائيات منسقو الاستجابة.