مناسك الحج تنطلق في مكة المكرمة وسط الحرب على غزة: إخواننا يموتون

14 يونيو 2024
حجّاج في مكة المكرمة اليوم مع بدء مناسك الحج، 14 يونيو 2024 (فاضل سنّا/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أكثر من مليون حاج اجتمعوا في مكة لأداء مناسك الحج، معبرين عن حزنهم وتضامنهم مع غزة وسط الحرب الإسرائيلية، وسط درجات حرارة مرتفعة.
- الملك سلمان استضاف ألف حاج من أسر ضحايا غزة، في حين حذرت السلطات من التعبير عن شعارات سياسية خلال الحج، مما يعكس التوتر بين التضامن والحفاظ على طابع الحج الديني.
- السلطات السعودية اتخذت تدابير لمواجهة الحر الشديد، بما في ذلك تغطية الطرقات بمواد تخفض الحرارة وتوزيع المياه والمظلات، مع توجيه الحجاج لاتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الحرارة.

تجمّع أكثر من مليون حاجّ في مكّة المكرّمة، اليوم الجمعة، إيذاناً ببدء مناسك الحج للموسم الحالي في اليوم الـ252 من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط درجات حرارة مرهقة. وتبدأ حشود المؤمنين بالطواف حول الكعبة، قبلة المسلمين في صلاتهم، بأثواب الإحرام البيضاء، مع شعور كثيرين منهم بالحزن بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء عدوان إسرائيل على غزة.

الحاجة المغربية زهرة بني زهرة البالغة من العمر 75 عاماً من بين هؤلاء الذين انطلقوا في مناسك الحج اليوم، وتبكي وهي تقول لوكالة فرانس برس: "إخواننا (في قطاع غزة) يموتون، ويمكننا أن نرى ذلك بأعيننا". من جهتها، تقول الحاجة بليندا إلهام من إندونيسيا، التي تضمّ أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، إنّها "سوف تصلّي يومياً من أجل انتهاء ما يحدث في فلسطين".

وكانت إسرائيل قد أطلقت حربها المدمّرة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مخلّفة دماراً هائلاً في القطاع المحاصر، إلى جانب 37 ألفاً و232 شهيداً على أقلّ تقدير و85 ألفاً و37 جريحاً وأكثر من 12 ألف مفقود، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقاً للبيانات الأخيرة التي أصدرتها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس الخميس.

يُذكر أنّ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز كان قد أصدر، يوم الاثنين الماضي، أمراً باستضافة ألف حاج "من أسر الشهداء والجرحى من قطاع غزة". يأتي ذلك في حين أنّ الوزير السعودي المسؤول عن الحج توفيق الربيعة كان قد حذّر، الأسبوع الماضي، من أنّهم لن يتسامحوا مع "أيّ شعارات سياسية"، ولم يكن من الواضح كيف يمكن للحجّاج التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين المستهدفين.

ويتضمّن الحجّ، الذي يُعَدّ أحد أكبر التجمّعات الدينية في العالم، سلسلة من الشعائر في مكّة وضواحيها غربيّ السعودية، وهي تستغرق أياماً عدّة لإكمالها. أمّا ذروة مناسك الحج فتكون غداً السبت، بصلاة تستمرّ طوال اليوم على جبل عرفات، حيث ألقى النبي محمد خطبته الأخيرة.

ويدور الحجّاج الذين يرتدون ملابس الإحرام البيضاء حول الكعبة بأعداد كبيرة منذ أيام عدّة. وقد انتظرت أعداد من هؤلاء فرصة أداء مناسك الحج طوال سنوات، إذ إنّ السلطات السعودية تخصّص تصاريح الحجّ على أساس الحصص لكلّ دولة. وكانت مناسك الحج في العام الماضي قد اجتذبت أكثر من 1.8 مليون حاج، وفقاً للأرقام الرسمية، بعدما رفعت السلطات السعودية القيود المفروضة على الحجّ على خلفية جائحة كورونا.

وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أنّ نحو 1.5 مليون حاج وصلوا إلى السعودية حتى وقت متأخّر من يوم الاثنين الماضي. الحاجة نونارتينا حاجيباولي البالغة من العمر 50 عاماً من بين هؤلاء، وتقول لوكالة فرانس برس إنّها تشعر بالفخر لكونها من بين ألف حاجّ وصلوا إلى مكّة هذا العام قادمةً من سلطنة بروناي في جنوب شرق آسيا. تضيف: "أنا عاجزة عن الكلام، ولا أستطيع وصف ما أشعر به".

مناسك الحج وسط الحرّ المرهق

وكما كانت الحال منذ سنوات عدّة، تُقام مناسك الحج هذا العام في فصل الصيف السعودي الحار، ويتوقّع المسؤولون أن يصل متوسّط الحرارة إلى 44 درجة مئوية. وفي هذا الإطار، قال المتحدّث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي إنّ أكثر من عشرة آلاف حالة من الأمراض المرتبطة بالحرّ سُجّلت في أثناء الحجّ في العام الماضي، علماً أنّ 10% منها تسبّبت فيها ضربات شمس، وهي أخطرها.

وتشمل تدابير تخفيف الحرارة في مناسك الحج تغطية الطرقات التي يستخدمها الحجّاج بمادة بيضاء، الأمر الذي من شأنه تخفيض درجة حرارة الأسفلت بنسبة 20 في المائة، بحسب ما أفادت به السلطات. تُضاف إلى ذلك المرشّات المثبّتة في الساحة المركزية في مكّة، وتوزيع المياه والمظلّات الشمسيّة على الحجّاج والنصائح التي يقدّمها المتطوّعون الشباب، إلى جانب مراكز التسوّق الكثيرة التي تسمح للحجّاج بالاسترخاء ما بين صلاتَين.

وقد وصلت إلى الحجّاج رسالة نصية، أمس الخميس، تطلب منهم "شرب المياه بانتظام" محدّدةً الكميّة بـ"أكثر من ليترَين يومياً"، بالإضافة إلى "حمل المظلة الشمسية معك دائماً". وقد حذّرت الرسالة المعمّمة من أنّ الحرارة قد ترتفع إلى 48 درجة مئوية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون