ارتدى الفلسطيني مهند أبو لحية، زياً تراثياً فلسطينياً يحاكي الملابس التي كان الفلسطينيون القدامى يرتدونها، محاولاً أن يجسّد تاريخ أجداده خلال حياتهم في أراضيهم المحتلة عام 1948، قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وقدّم أبو لحية، الذي شارك في معرض تراثي أقامته وزارة السياحة والآثار، ومنظمة الإغاثة الدولية، اليوم الإثنين، في موقع تل أم عامر الأثري، وسط قطاع غزة، شرحاً للزوّار عن الملابس التي كانت سائدة قبل أكثر من 100 عام في فلسطين واختلافها من مدينة إلى أخرى.
المعرض شهد تنوعاً في الزوايا والمشغولات المشاركة فيه، إذ تمّ عرض الأدوات التي يستخدمها المزارعون الفلسطينيون القدامى، بالإضافة إلى زاوية لعرض السيوف والخناجر التي كانت منتشرة في فلسطين سابقاً، وشهد المعرض كذلك جانباً من الآثار مثل خوذ المحاربين القدامى، منها ما يعود إلى العهد الروماني وأخرى تعود للعهد الكنعاني الذي يجسّد الحضارة الفلسطينية.
وتخلّلت المعرض، أهازيج تراثية فلسطينية وبعض الأغاني التراثية القديمة والحديثة، بالإضافة إلى لوحات فنية قديمة وأخرى حديثة تحاكي واقع القضية الفلسطينية والمراحل التاريخية التي شهدتها على مدار أكثر من 100 عام.
في الأثناء، يقول أبو مهند أبو لحية، لـ "العربي الجديد" إنّ مشاركته في المعرض جاءت تأكيداً على الحق الفلسطيني في الأرض، وتزامناً مع يوم التضامن العالمي الذي أقرّته الأمم المتحدة، كيوم للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
ويصادف يوم التضامن العالمي، التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، وقد تمّ اعتماده بموجب القرار رقم (32/40 ب) الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه في إنهاء الاحتلال.
ويشير أبو لحية إلى أنّه حاول من خلال مشاركته ببعض المقتنيات في المعرض، الإشارة إلى رمزية الأرض بالنسبة للفلسطينيين على مرّ العصور، من خلال مقتنيات الزراعة والأرض، إذ تعدّ مهنة الزراعة والفلاحة من أبرز مهن الفلسطينيين في العهد القديم.
وتخلّلت المعرض إقامة مجموعة من الأنشطة التراثية التي تجسّد التراث الفلسطيني التاريخي، مثل صناعة خبز الصاج، والنقش على أيدي الصغار والفتيات، ونقش لوحات ترمز إلى خريطة فلسطين التاريخية باستخدام الفسيفساء، وأخرى تشير إلى جانب من القضية الفلسطينية وواقعها.
أما الفلسطيني محمود فياض، فشارك بمجموعة تراثية من الخناجر والسيوف وأخرى حديثة يقوم بصناعتها، وهي تمثّل ما كان يحمله الرجال والشبّان خلال عصر الانتداب البريطاني والدولة العثمانية مطلع عام 1900.
ويقول فياض لـ"العربي الجديد"، إنّ الخناجر والسيوف كانت سائدة في حقبة زمنية تاريخية في فلسطين، وأخذت أشكالا عدّة ميّزتها عن غيرها من البلدان العربية، إلى جانب رمزيتها الخاصة في السابق لدى الفلسطينيين.
وحرص الشاب الفلسطيني على نقش اسم فلسطين في وسط السيوف والخناجر باللغات العربية والإنجليزية والعبرية، في إشارة منه إلى العملة التي كان الفلسطينيون يتداولونها في عهد الانتداب البريطاني قبيل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
في موازاة ذلك، يؤكّد وكيل وزارة السياحة والآثار في حكومة غزة التي تديرها حركة حماس، إبراهيم جابر، أنّ المعرض جاء تزامناً مع يوم التضامن العالمي، بهدف لفت الأنظار إلى التراث الفلسطيني الذي يعبّر عن حق الفلسطينيين في أرضهم.
ويقول جابر لـ"العربي الجديد" إنّ التراث والآثار الموجودة في المعرض تعكس الوجود الفلسطيني الممتد على مدى قرون وعقود طويلة، وتنفي كل الادعاءات المنافية، وتدلّل على تنوع الحضارات الفلسطينية في مختلف العصور.