رغم الإعلان المصري عن فتح معبر رفح أربعة أيام بدءاً من يوم غدٍ الاثنين وحتى الخميس المقبل، لا تزال الشابة الفلسطينية، شيماء حامد، تشعر بحالة من القلق، في ظلّ تهديد زوجها المغترب لها، بعد أن علقت في قطاع غزة منذ أكثر من 66 يوماً.
قررت شيماء أن تزور أهلها قبل أكثر من شهرين لمدة أسبوعين فقط، إلاّ أنّ الزيارة امتدت لأكثر من شهرين، بسبب إغلاق معبر رفح البري من قبل السلطات المصرية.
ويبلغ عدد المسجّلين الراغبين في السفر في كشوفات هيئة المعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية في غزة نحو 20 ألف شخص، جلّهم من فئات بحاجة ماسة للسفر، أبرزهم المرضى المحوّلون للعلاج في المستشفيات المصرية، والطلاب، وأصحاب الإقامات في الخارج، وغالبيتهم من العائلات المشتّتة، كحال الفلسطينية شيماء.
تقول شيماء، وهي متزوجة من فلسطيني مغترب في إحدى دول الخليج، لـ"العربي الجديد"، إنّ حياتها الزوجية باتت مهدّدة بالضياع والدمار، وإنها تحترق نفسياً في بعدها عن زوجها وأولادها، في ظلّ ظروف قاسية خارجة عن إرادتها.
وتساءلت شيماء: "هل باتت زيارة أهلي جريمة أستحق عليها المعاقبة بالانفصال عن زوجي بسبب إغلاق معبر رفح؟"، موضحة أنّ "مئات الزوجات الفلسطينيات يعانين من المشكلة ذاتها".
وتلقّت الجهات الحكومية في قطاع غزة، أمس السبت، قراراً من السلطات المصرية بإعادة فتح معبر رفح البري أربعة أيام فقط في الاتجاهين، على أن تبدأ غداً الاثنين الأول من فبراير/شباط. وتتكدّس أسماء المسافرين في كشوفات وزارة الداخلية التي تسعى لأن تقدم أصحاب الأولوية القصوى للسفر، بسبب الأعداد المحدودة التي يُسمح لها بالسفر في الأيام المحدودة لفتح المعبر.
ومنذ مارس/آذار 2020، أغلقت السلطات المصرية معبر رفح البري بشكل كامل بسبب جائحة كورونا العالمية، إلا أنّها تفتحه استثنائياً لسفر وعودة الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة بشكل طارئ، لأيام محدودة، بين فترات تمتد لأشهر. ويتسبّب إغلاق المعبر لفترات طويلة في معاناة كبيرة للفلسطينيين، خاصة من يحتاجون للسفر بشكل اضطراري، كالمرتبطين بالأعمال والدراسة والمرضى.
ومن جهة أخرى، يشكّل إغلاق المعبر معاناة لآلاف الفلسطينيين الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم في القطاع، وهو ما حصل مع عائلة شاهين، التي خرج ابنها محمود للبحث عن عمل في الخارج، إلا أنّه لم يحظ بفرصة عمل مناسبة، فقرّر العودة إلى القطاع منذ أكثر من عام. وفي كلّ مرة يحاول فيها محمود العودة إلى دياره يُغلق المعبر، حتى لم يعد يتوفر لديه ما يعين به نفسه من طعام وشراب ومسكن.
وتقول والدة محمود لـ"العربي الجديد" إنها تريد أن يعود ابنها إلى حضنها، وقالت إنّه يعيش على الأرصفة والطرقات في مصر بعد أن نفد ما لديه من مال، ولا يجد ما يأكله إلاّ من أهل الخير.
ووفقاً لبيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإنّ استمرار إغلاق معبر رفح في وجه المواطنين الفلسطينيين من سكّان قطاع غزة، مأساة حقيقية للآلاف من سكان القطاع، سواءً لمن هم بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج، أو لمن هم في الخارج ويرغبون في العودة إلى منازلهم في القطاع.
والفئات الأشد تأثراً من إغلاق المعبر، هم المرضى المحوّلون للعلاج في المستشفيات المصرية، والطلاب الدارسون في جامعات مصر والخارج، وأصحاب الإقامات في الخارج، وجلّهم من العائلات المشتّتة، والعاملون في الخارج، ورجال الأعمال الحاصلون على تأشيرات سفر من دول العالم.
كما يعاني نتيجة إغلاق المعبر آلاف المواطنين الفلسطينيين في الخارج ممّن يرغبون في العودة إلى ديارهم في قطاع غزة، ومعظمهم من المرضى الذين أنهوا علاجهم في مستشفيات الخارج، والطلاب الدارسين في الجامعات الأجنبية، والمواطنين المقيمين في الخارج ويرغبون في العودة إلى القطاع.
ويوضح المركز الحقوقي، أنّ عدد المسجّلين للسفر في كشوفات هيئة المعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية في غزة، هو نحو 20 ألف شخص، جميعهم من الفئات المشار إليها أعلاه. وعلاوة على ذلك، هناك الآلاف ممّن هم بحاجة للسفر، وعزفوا عن التسجيل، بسبب فقدانهم الأمل في السفر على المدى القريب، خاصة أنّ المسجلين لدى هيئة المعابر منذ عدة شهور، لم يتمكّنوا من السفر حتى الآن.