مصطفى حجازي.. طفل فلسطيني يلتحق بشهداء الجوع في غزة

14 يونيو 2024
الطفل الشهيد مصطفى حجازي ووالدته في قطاع غزة - 14 يونيو 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الحرب المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023 تسببت في موت الأطفال جوعًا، مع وفاة 33 فلسطينيًا بسبب سوء التغذية، معظمهم دون الخامسة من العمر.
- منظمة الصحة العالمية تشير إلى مستوى كارثي من نقص الغذاء في غزة، مع محاولات فاشلة لعلاج ثمانية آلاف طفل من سوء التغذية الحاد بسبب الحصار.
- الأمم المتحدة تحذر من "حرب على الأطفال" بأعداد ضحايا تشمل 37,266 شهيدًا و85,102 مصابًا، 75% منهم نساء وأطفال، مما يثير قلقًا دوليًا من مجاعة حتمية.

يمضي الجوع في حصد أرواح أطفال غزة وسط الحرب التي تشنّها إسرائيل على القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وبحسب آخر القضايا الموثّقة، استشهد الطفل الفلسطيني مصطفى حجازي البالغ من العمر 10 أعوام في مستشفى شهداء الأقصى الواقع بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بسبب سوء التغذية والتجفاف وعدم توفّر العلاج المناسب له. وبالتالي ارتفع عدد ضحايا سوء التغذية في قطاع غزة المحاصر إلى 33 فلسطينياً.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت بأنّها وثّقت 32 وفاة في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية منذ أكثر من ثمانية أشهر، من بينها 28 وفاة تعود لأطفال دون الخامسة من عمرهم، بحسب ما أوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحافي عقده في جنيف السويسرية أوّل من أمس الأربعاء. وأوضح غيبريسوس أنّ نسبة كبيرة من الفلسطينيين في قطاع غزة الذي دمّرته الحرب الإسرائيلية المتوصلة، تواجه مستوى كارثياً من نقص الغذاء وظروفاً قريبة من المجاعة. أضاف أنّ "على الرغم من المعلومات التي تفيد بزيادة عمليات تسليم المواد الغذائية، فإنّ لا أدلّة في الوقت الراهن على أنّ الذين هم في أمسّ الحاجة إليها (المواد الغذائية) يتلقّون الغذاء بكمية ونوعية كافيتَين".

وفي محاولة لمواجهة هذا الوضع، حاولت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها تعزيز خدمات التغذية في قطاع غزة المحاصر والمستهدف، بحسب ما أشار غيبريسوس، موضحاً أنّ "ثمانية آلاف من أطفال غزة دون الخامسة من عمرهم عولجوا من سوء التغذية الحاد، من بينهم ألف و600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم". ويرتبط سوء التغذية الحاد الوخيم بمضاعفات صحية في العادة، وهو سبب رئيسي للاعتلال والوفيات بين الأطفال.

ولفت غيبريسوس إلى أنّ انعدام الأمن وعدم إمكانية الوصول إلى من يحتاج المساعدة، فإنّ مركزَين فقط متخصّصَين في معالجة سوء التغذية يعملان في قطاع غزة، مؤكداً "عدم قدرتنا على تقديم خدمات صحية بصورة آمنة، إلى جانب نقص المياه النظيفة و(خدمات) الصرف الصحي اللذَين يزيدان من خطر سوء التغذية لدى الأطفال".

لا يمثّل الجوع التهديد الأكبر الذي يواجهه أطفال غزة وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ252، فهو يأتي إلى جانب قذائف الاحتلال وصواريخه ورصاصه وكذلك الأمراض المعدية التي تنتشر بين النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية. لكنّ فقدان المواد الغذائية والمياه المأمونة نتيجة الحصار المشدّد الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، ولا سيّما على الشمال الذي عُزل عن بقيّة المناطق، يدفع جهات عديدة إلى التخوّف من "مجاعة حتمية" سوف تزيد من أعداد الضحايا، ولا سيّما من الفئات الهشّة، الأطفال من ضمنها.

وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت، في مرّات عدّة، على لسان مسؤولين فيها وآخرين في وكالات تابعة لها من قبيل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أنّ العدوان الذي تشنّه إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة إنّما هو "حرب على الأطفال"، وذلك منذ الأيام الأولى. ولعلّ أعداد الضحايا المعلَن عنها خير دليل على ذلك. فقد ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 37 ألفاً و266 شهيداً إلى جانب 85 ألفاً و102 مصاب، في حين تخطّى عدد المفقودين 12 ألفاً، بحسب البيانات الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الجمعة، علماً أنّ نحو 75 في المائة من الضحايا هم من الأطفال والنساء.

(العربي الجديد، الأناضول، فرانس برس)

المساهمون