أعلنت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، الجمعة، دفن حوت نافق عثر عليه الأهالي على أحد شواطئ محافظة كفر الشيخ (شمال) وفقاً للأساليب الصحية، بعد فحصه وتوثيق الإجراءات للاستفادة منها في البحث العلمي بالتعاون مع "المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد" في محافظة الإسكندرية.
وتلقت إدارة محميات المنطقة الشمالية في وزارة البيئة بلاغاً من أحد الصيادين، يفيد بالعثور على حيوان بحري نافق على شاطئ منطقة "غليون" في محافظة كفر الشيخ، وقال بيان رسمي إن المعاينة أظهرت أنه أنثى حوت من فصيلة "ذو الزعنفة الظهرية"، ويبلغ طولها 12.6 متراً، وقطر جسمها 2.5 متر، وتزن حوالي 10 أطنان، وهي من أحد الأنواع المنتشر وجودها في مياه البحر المتوسط، وتتغذى على الهائمات البحرية والأسماك والقشريات.
وتابع البيان أن نفوق أنثى الحوت كان قبل عدة أيام داخل مياه البحر، وقذفتها الأمواج إلى الشاطئ، وأن فريق العمل المكلف أخذ العينات تمهيداً لإجراء التحليل المعملي للوصول إلى سبب النفوق، لا سيما مع عدم وجود أية إصابات ظاهرية ودخول الجسم مرحلة التحلل، قبل الدفن بطريقة آمنة بعيداً عن منطقة المد والجزر على نفس الشاطئ، بغرض استعادة الهيكل العظمي للاستفادة منه في الأبحاث العلمية.
وأفاد البيان بتكرار هذه الظاهرة الطبيعية بسبب الظروف المناخية، ومنها على سبيل المثال العثور على حوت نافق من نفس النوع يبلغ طوله 13 متراً قبالة جزيرة كابري في جنوب إيطاليا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، وآخر لنفس النوع على شاطئ رشدي في مدينة الإسكندرية المصرية في يناير/ كانون الثاني 2018.
ويرجح الخبراء أن أنثى الحوت اصطدمت بسفينة، أو انتحرت بسبب عدم وجودها في بيئتها الطبيعية في المحيط الأطلسي، بعد أن ضلت طريقها إلى البحر المتوسط عبر مضيق جبل طارق.
وتستغرق مدة دفن أنثى الحوت النافقة في الرمال ما بين 12 إلى 18 شهراً، مع تغطيتها بالجير حتى يتآكل الجلد واللحم والأمعاء، ويتبقى الهيكل العظمي، والذي يتم استخراجه بعد نهاية مدة الدفن، ونقله إلى أحد المعاهد البحثية أو المتاحف البحرية.