فاز الباحث المصري جمعة عبدالجواد محمد علي (40 عاما) من قسم الكيمياء في كلية العلوم جامعة الأزهر بأسيوط، بجائزة منظمة المجتمع العلمي العربي (آركسو)، وذلك عن جهوده البحثية في تنقية المياه الملوثة عن طريق ابتكار مواد جديدة.
واحتفلت المنظمة، اليوم الإثنين في الدوحة، بالإعلان عن الفائز بالجائزة التشجيعية، والتي حملت عنوان "حلول لمشكلة نقص المياه في الوطن العربي".
وأشاد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، محمد ولد عمر، في كلمة خلال الحفل، بالجائزة التي كان انطلاقها ثمرة تعاون بين المنظمتين، لافتا إلى أن البحث العلمي في الوطن العربي ضرورة دائمة، وأشار إلى انطلاق خطة "ألكسو" للأعوام 2023- 2028، والتي ستعتني بدور البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في المجتمعات العربية، وتنمية سياسات العلوم ودعم الابتكار، وتعميق دور الأخلاقيات العلمية والتكنولوجية والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة وحماية البيئة، والتنمية المستدامة.
انطلاق خطة "ألكسو" للأعوام 2023- 2028، والتي ستعتني بدور البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في المجتمعات العربية
وقالت رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي (آركسو)، موزة بنت محمد الربان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن هدف الجائزة العام هو تشجيع العلماء في المؤسسات البحثية العربية لتوجيه بحوثهم ودراساتهم نحو كل ما يخدم توطين العلم وبناء التقاليد العلمية الخاصة بهم، سواء في العلوم الأساسية أو العلوم التطبيقية، فضلا عن تشجيع البحوث التطبيقية الموجهة نحو إيجاد الحلول العلمية المناسبة للمشكلات التي تعاني منها المنطقة العربية، وربط العلم ونتائجه بالواقع، وتشجيع بناء التواصل العلمي بين العلماء والمجتمع.
وأشارت رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي إلى أن الجائزة سنوية، تختار كل دورة موضوعا يتعلق بمشكلة معينة، ويتلقى الفائز بالجائزة شهادة تقدير ولوحة تذكارية، بالإضافة إلى جائزة نقدية قدرها خمسة آلاف دولار.
وحول أبرز التحديات التي تواجه العالم العربي في مجال موضوع الجائزة المياه، يقول المدير لـ(ألكسو)، محمد ولد عمر، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "التحديات كبيرة، وهي اكتشاف وإتاحة المياه، وتجويد المياه، وترشيد الاستهلاك"، موضحا أن "دولا عربية لديها موارد مائية، وأخرى تعاني نضوبا في المياه السطحية أو الجوفية، وبعضها تحتاج مياهها إلى تجويد، وأخرى تتمتع بوفرة المياه ومطلوب الترشيد"، لافتا إلى أن "الفجوة بين دول الوطن العربي كبيرة، إضافة إلى وجود شح ملحوظ بالمياه، لاعتماد هذه الدول على مياه سطحية، أو مياه جارية عبر أنهر تمر بمجموعة من الدول التي تقيم سدودا خاصة، فالأنهر في الدول العربية، تمر عبر عدة دول، ما يخلق أزمة مياه".
وشدد ولد عمر على أهمية سعي الدول العربية وتعاونها لتحقيق الأمن المائي والأمن الغذائي، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للأمن والسلم في المنطقة والعالم، معتبرا العجز في البحث العلمي عاملا يؤخر الدول العربية، مطالبا بتنسيق الجهود في البحث العلمي بين المراكز والحكومات، فـ"لا يمكن لكل دولة أن تقوم ببحثها العلمي بشكل منفرد".
من جانبه، أعلن خبير المدن الذكية، عصام شحرور، اختيار المدينة الذكية لموضوع جائزة المنظمة لعام 2023، مشيرا إلى الحاجة لأبحاث متعددة التخصصات حول المدينة الذكية في السياق الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمدن العربية، والتعاون بين العالم الأكاديمي والقطاع العام والعالم الاقتصادي والمجتمع المدني، ومشاريع تجريبية واسعة النطاق في المدينة.
وقال شحرور إن الدول العربية من بين الدول الأكثر ندرة في المياه في العالم، إذ يعاني 392 مليون شخص في المنطقة العربية من ندرة المياه، و19 دولة من أصل 22 تقع تحت العتبة السنوية لندرة موارد المياه المتجددة، و13 دولة تحت عتبة ندرة المياه المطلقة.
ونُظمت خلال احتفال اليوم السنوي للمنظمة ورشة علمية متخصصة بعنوان "الابتكار في معالجة المياه باستخدام مواد جديدة ومتقدمة"، شارك فيها أكاديميون وباحثون من جامعات في قطر وخارجها.