لقي ما لا يقل عن 53 مهاجراً بطريقة غير قانونية غالبيتهم من غواتيمالا، حتفهم في حادث شاحنة في جنوب المكسيك العالقة أكثر من أي وقت مضى بين ضغوط الهجرة من جيرانها الجنوبيين ونهج الولايات المتحدة الصارم على هذا الصعيد.
وقالت النيابة العامة المكسيكية: "حتى الساعة لقي 53 شخصاً حتفهم وأصيب ثلاثة بجروح خطرة".
وأوضحت فرق الدفاع أن المهاجرين كانوا مكدسين في مقطورة الشاحنة، فيما أفاد شهود وكالة فراس برس بأن الشاحنة الثقيلة اصطدمت بجدار بسرعة كبيرة وانقلبت.
At least 53 Central America #migrants were killed when trailer transporting them overturned in southern #Mexico. Truck was on sharp bend in #TuxtlaGutiérrez in Chiapas state. Tens of thousands of migrants from Latin #America cross Mexico each year to go to #UnitedStates. #MIG pic.twitter.com/v0mTHJECAV
— MEDIA INDIA GROUP (@mediaindiagroup) December 10, 2021
وأكد رئيس وكالة الحماية المدنية في تشياباس، لويس مانويل غارسيا، أن الحادث وقع عندما انقلبت مقطورة ضخمة عند منحنى خطر خارج مدينة توكستلا غوتيريز.
وأظهرت صور لـ"رويترز" مقطورة بيضاء مقلوبة على أحد جانبيها على طريق سريع، فيما كان بعض الناس مستلقين على الأرض للحصول على رعاية طبية. وتظهر الصور أيضا صفوفا هي فيما يبدو لجثث ضحايا الحادث ملفوفة في أقمشة بيضاء.
وأضاف غارسيا، الذي كان يتحدث في مقابلة مع تلفزيون "ميلينيو" المحلي، أن الوفيات تشمل رجالا ونساء وأطفالا.
وقال إن 58 شخصا أصيبوا في الحادث ونقلوا إلى مستشفى في المنطقة. وبعض المصابين في حالة حرجة.
وصرح المعهد الوطني للهجرة في بيان بأن "تأشيرات زيارة لأسباب إنسانية" ستعرض على الناجين فضلا عن الطعام والمسكن.
وسينسق المعهد مع السلطات المحلية والفدرالية، الجهود "لتقديم المساعدة القنصلية وتحديد هوية الضحايا وتغطية كلفة الدفن".
وتقع ولاية تشياباس حيث حصل الحادث على مقربة من الحدود مع غواتيمالا، وتشكل بوابة الهجرة من أميركا الوسطى لا سيّما هندوراس والسلفادور، إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك.
البحث عن بدائل
يشكل تهريب المهاجرين إلى الولايات المتّحدة داخل شاحنات الطريقة المعتادة للمهرّبين.
ويفضل مهاجرون آخرون عبور البلاد في قوافل مشياً على الأقدام، ويستغلون ذلك للمطالبة بحقوقهم.
ورأت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في المكسيك في برقية تعزية، أنه "يجب إيجاد بدائل للهجرة وطرق قانونية لتجنب مأساة كهذه".
وتعاني المكسيك، ممر الهجرة الرئيسي في المنطقة، من توافد أعداد قياسية من المهاجرين هذه السنة من هندوراس والسلفادور وهايتي أيضا.
فمن يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول، سجلت المكسيك 108195 طلب لجوء، وهو عدد قياسي بحسب ما أظهرته آخر الأرقام الرسمية.
في المقابل، تبدي الولايات المتحدة صرامة في التعامل مع المهاجرين. وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته مكسيكو مطلع أكتوبر/تشرين الأول من أن رحلتهم "غاية في الخطورة ولن تنجح".
وبموجب برنامج "ابق في المسكيك"، ينبغي على المهاجرين البقاء في المكسيك بانتظار البت بطلب اللجوء في الولايات المتحدة.
ورأت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أنه من الملحّ وضع حد "نهائي في أسرع وقت ممكن وبطريقة نهائية" لهذا البرنامج "غير الإنساني والمخالف للقانون الدولي.
(رويترز، فرانس برس)