أكدت مصادر حقوقية فلسطينية، مساء الاثنين، أنه جرت تفاهمات بين قادة الحركة الفلسطينية الأسيرة وإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بشأن إنهاء قضية الأسيرات الفلسطينيات المعزولات.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية،في بيان، إنه ستتم إعادة جميع الأسيرات المعزولات إلى سجن الدامون خلال وقت قصير، وفقاً للمباحثات والتفاهمات بين قادة الحركة الفلسطينية الأسيرة من جهة وإدارة سجون الاحتلال واستخبارات الاحتلال من جهة أخرى، مؤكدة أنه "تمت إعادة الأسيرتين منى قعدان وشروق دويات من عزل سجن جلبوع إلى سجن الدامون".
من جانبه، أكد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أنّ جلسة عُقدت بين ممثلي الأسرى وإدارة سجون الاحتلال في سجن "ريمون"، ودارت حول عمليات التنكيل غير المسبوقة التي نُفذت بحق الأسيرات، وذلك بعد سلسلة خطوات احتجاجية نفذها الأسرى خلال الأيام الماضية.
وأوضح بيان نادي الأسير أن "الجلسة تضمنت عرض كافة مطالب الأسيرات، وأبرزها وقف الاعتداء غير المسبوق عليهن، وعدم تكراره، وإنهاء عزل الأسيرات شروق دويات ومرح باكير ومنى قعدان، ورفع العقوبات التي فُرضت عليهن، وسيكون تنفيذ هذه الشروط هو البداية لحوار معمق حول قضية الأسيرات. إدارة سجون الاحتلال أعلنت موافقتها على شروط الأسرى، لكن سيبقى هذا الإعلان مرهونا بالتنفيذ".
من جانب آخر، نقل بيان هيئة شؤون الأسرى والمحررين تفاصيل مؤلمة حول ما تعرضت له أسيرات معتقل "الدامون"، من قمع وتعذيب وعزل وانتهاكات، على يد وحدات القمع والسجانين خلال الأيام الماضية، موضحة أنه في مساء 14 ديسمبر/كانون الأول، طلبت إدارة سجن "الدامون" بشكل مفاجئ من ممثلة الأسيرات مرح باكير إفراغ إحدى غرف الأسيرات، وهذا ما رفضته الأسيرات لتأخر الوقت وسوء الطقس وصعوبة إزالة المحتويات من الغرفة، وطلبن تأجيل الموضوع إلى الصباح.
وتابعت الهيئة: "لكن إدارة المعتقل قامت بقطع التيار الكهربائي عن القسم، واقتحمت قوة كبيرة من وحدات القمع تلك الغرفة، رغم طلب ممثلة الأسيرات من الإدارة إرجاع وحدات القمع، وخروج الأسيرات بإرادتهن من الغرفة، إلا أن الإدارة رفضت ذلك، وقامت بالاعتداء عليهن بالسحب والجر، وتوزيعهن على الغرف الأخرى، ورداً على هذا الاعتداء، بدأت الأسيرات بالطرق على الأبواب كخطوة احتجاجية".
وأضاف البيان: "في اليوم التالي، استمرت الإجراءات التعسفية بحق الأسيرات، فاقتحمت وحدات القمع بأعداد كبيرة مجدداً القسم، وتم قطع التيار الكهربائي بحجة إجراء تفتيش في الغرف، وتم سحب الأدوات الكهربائية من الغرف، وبعدها قاموا بزج ممثلة الأسيرات ونائبتها وثلاث أسيرات أخريات داخل زنازين العزل، ثم قاموا بإجراء حملة نقل للأسيرات بين الغرف، وعلى أثر ذلك، قامت الأسيرات بالطرق على الأبواب احتجاجا على الاعتداء عليهن، والنقل التعسفي بحقهن".
وبعد انسحاب قوات قمع الاحتلال من غرف الأسيرات، قامت إدارة السجون بإعادة الأسيرتين ياسمين جابر وربى عاصي من العزل إلى القسم، مع استمرار عزل ممثلة الأسيرات مرح باكير ونائبتها شروق دويات والأسيرة منى قعدان، علماً أن الأسيرات أبلغن عن خوضهن إضرابًا مفتوحًا عن الطعام فور زجهن في زنازين العزل.
وقالت هيئة شؤون الأسرى إنه "تم عقد محاكمات غيابية لجميع الأسيرات القابعات بالمعتقل، وفُرضت بحقهن عقوبات تمثلت بحرمانهن من الزيارة، و(الكانتينا) لمدة شهر، أما الأسيرات ميسون الجبالي، ونورهان عواد، وشروق دويات، وملك سلمان، ومرح باكير، فقد فُرضت بحقهن عقوبة مضاعفة، وغرامة مالية، كما أن إدارة سجون الاحتلال أبلغت الأسيرات بأنه سيتم تحويل قسم الأسيرات من قسم أمني إلى قسم مدني، وإلغاء تمثيل الأسيرات".
وفصلت الهيئة سلسلة الإجراءات التنكيلية اللاحقة بحق الأسيرات، والتي تمثلت بمنعهن من الخروج من الغرف، وحرمانهن من الاستحمام مدة 3 أيام، ومنع مرافقة أي أسيرة لأسيرة أخرى أثناء الخروج للعيادة أو المشفى، وتهديدهن بشكل مستمر بالرش بالغاز في حال الاعتراض على أي إجراء يُفرض بحقهن، عدا عن انتهاك خصوصيتهن بشكل صارخ، وخلال جولة تفقد أبواب الغرف فوجئت الأسيرات بوجود سجان مع السجانات.
وأكدت هيئة الأسرى أن "الأسيرات يقمن حتى اللحظة بإرجاع وجبات الطعام احتجاجاً على يتعرضن له من اعتداءات جسيمة، واحتجاجاً على عزل زميلاتهن الأسيرات، وعدم معرفة أية معلومة عنهن"، وأعربت عن قلقها على حياة الأسيرات، خاصة أن وحدات القمع تمعن في فرض انتهاكاتها بحقهن ضاربة بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية، وطالبت المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل لوقف القمع المرتكب بحقهن.