مشروب جديد يتهافت عليه الأطفال يثير ضجة في أميركا.. ما قصته؟

15 يوليو 2023
جدل واسع في أميركا بسبب مشروب يتهافت عليه الأطفال.. ما قصته؟
+ الخط -

يثير مشروب جديد يتهافت عليه الأطفال في الولايات المتحدة بكثافة منذ أن أطلقه عدد من مشاهير "يوتيوب" قلق الخبراء، نظراً إلى ما يحتويه من كميات عالية جداً من الكافيين.

وأطلق نجما "يوتيوب" الشهيران، الأميركي لوغان بول، والبريطاني "كيه إس آي" مشروب "برايم" (Prime) عام 2022، ولم يكن أول صنف منه "برايم هايدريشن" (Prime Hydration) يحتوي على مادة الكافيين.

لكنّ صنفاً ثانياً أُطلِق هذه السنة هو "برايم إنرجي". وتحتوي عبوة واحدة من هذا المشروب على 200 ميلّيغرام من الكافيين، أي أكثر بكثير من الميلّيغرامات الثلاثين التي تحويها عبوة كوكاكولا، والثمانين ميليغراماً في عبوة "رِد بول".

ويظهر نجما الإنترنت في مقطع فيديو وقت الإطلاق، وهما يلعبان ألعاب الفيديو أو كرة الطاولة، في البداية ببطء شديد ومن دون حماسة، ثم بنشاط محموم بعد تناول المشروب.

ومذّاك، تحفل شبكة "تيك توك" للتواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو يظهر فيها أطفال وهم يحملون بفخر العبوات الشهيرة على وقع موسيقى مع عبارة "حصلنا على برايم يا رفاق!" (we got Prime, boys).

إلا أن خبراء الصحة ينبهون إلى أنه من غير المستحسن أن يستهلك الأطفال الكافيين.

وتشدد الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين على أن الأطفال دون 12 عاماً يجب ألا يستهلكوا الكافيين إطلاقاً. أما بالنسبة إلى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، فيُنصَح بحد أقصى هو 100 ميلّيغرام يومياً أي نصف عبوة من "برايم إنرجي".

وبالإضافة إلى الأرق أو القلق أو الصداع، يمكن أن يتسبب الإفراط في تناول الكافيين في تقيؤ الطفل، أو ارتفاع ضغط الدم، أو مشاكل في ضربات القلب، وفقاً للأكاديمية. وقد يكون البعض أكثر تأثراً بهذه المادة من البعض الآخر.

ولاحظ السيناتور الديمقراطي الواسع النفوذ تشاك شومر، الذي قرر التصدي لهذه القضية، في تصريح هذا الأسبوع، أن "هذا المنتج يستهدف سوقاً فعلية واحدة هي الأطفال دون 18 عاماً".

وتتوافر من "برايم إنرجي" نكهات جذابة للصغار، ومن بينها البرتقال والمانغو والتوت البري والبطيخ وسواها.

وقال تشاك شومر إن مستويات الكافيين في هذا المشروب "كبيرة جداً بالنسبة إلى جسم الطفل". ولاحظ في بيان أنه "انتشر لأنه أصبح رمزاً للمكانة الاجتماعية المتأثرة بالشبكات الاجتماعية، والتي يحاول الأطفال تقليدها بأي ثمن".

وأفاد شومر بأنه وجّه كتاباً إلى رئيس وكالة الأدوية الأميركية المسؤولة أيضاً عن المعايير الصحية للأغذية، طالب فيه بإجراء تحقيق في شأن مستويات الكافيين الموجودة، وفي استراتيجية التسويق المعتمدة.

وردّت الوكالة هذا الأسبوع مؤكدة أنها تدرس "أسباب القلق" التي أثارها السيناتور، وأنها سترد عليه مباشرة.

ودعا ناطق باسم إدارة الغذاء والدواء في بيان "الأفراد المسؤولين والعائلات" إلى قراءة ملصق المنتج قبل إعطائه لأطفالهم".

ووردت على العبوة عبارة خجولة تكاد لا تظهر، مفادها أنّ من غير المستحب أن يتناول المشروب من تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

وذكّرت إدارة الغذاء والدواء التي سبق أن أصدرت تحذيرات في الماضي ضد عدد من الشركات التي تسوق المشروبات الكحولية، وتلك التي تحتوي على الكافيين، بأن في إمكان البالغين عموماً استهلاك ما يصل إلى 400 ميلّيغرام من الكافيين يومياً من دون آثار ضارة، أي من أربعة إلى خمسة فناجين من القهوة.

ورد لوغان بول جزئياً على الجدل بواسطة مقطع فيديو نُشر الخميس على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأعرب عن استهجانه التقارير الإعلامية التي تفيد بأن كندا سحبت من السوق عبوات "برايم إنرجي"، في حين أن الإجراء كان في الواقع يستهدف الواردات غير القانونية، إذ إن منتجات الشركة لا توزع رسمياً هناك.

وأكد في مقطع الفيديو هذا أن "برايم" يتماشى مع القواعد التي وضعتها الهيئات التنظيمية في كل دولة".

ولم يستغرب أن يكون مُنتَجه مستهدفاً "من التكتلات الكبيرة وحتى الحكومة الأميركية... لأننا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أطلقنا مشروباً مبتكراً جداً، ينتزع حصص السوق من كبرى الشركات على هذا الكوكب!".

وتشهد سوق مشروبات الطاقة ازدهاراً ونمواً، وتمتلئ رفوف محال السوبرماركت الأميركية بالعلامات التجارية المختلفة.

وبيعت من مشروب "برايم" في سنته الأولى منتجات بقيمة 250 مليون دولار، على ما قال لوغان بول في وقت سابق في مقابلة.

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
أطفال كثيرون ضحايا العنف الأسري اليوم، 28 أكتوبر 2024 (ريتشارد بايكر/ Getty)

مجتمع

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، أن مئات ملايين الأطفال والمراهقين في أنحاء العالم يواجهون العنف اليومي في منازلهم ومدارسهم وأماكن أخرى.
الصورة

سياسة

على الرغم من إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلا أنه ما زال يواجه تهماً عديدة في قضايا مختلفة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد.
الصورة
نشاط بدني للأطفال في صيدا (العربي الجديد)

مجتمع

تساعد أنشطة التفريغ النفسي للأطفال النازحين إلى مدارس في مدينة صيدا، جنوب لبنان، على التعبير عن أنفسهم ومخاوفهم، هم الذين اختبروا القصف والخوف والهرب.
الصورة
سفينة تنتظر شحن البضائع في مقاطعة شاندونغ الصينية، 29 سبتمبر 2023 (Getty)

اقتصاد

يتصاعد جنون الارتياب عالمياً حيال سلاسل التوريد، بعد تفجير الاحتلال الإسرائيلي أجهزة النداء الآلي المحمولة "البيجر" في لبنان، ما يؤرخ لمرحلة تجارية جديدة.
المساهمون