مستشفيات شمالي غزة تحت الحصار والاستهداف الإسرائيلي

24 ديسمبر 2024
خروج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة، غزة، 24 نوفمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعاني مستشفيات شمال قطاع غزة من وضع كارثي بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر، حيث تعرضت مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة للاستهداف والتدمير، مما يهدد حياة المرضى ويخرج بعضها عن الخدمة.
- يواصل الاحتلال محاصرة المستشفيات باستخدام القوة النارية والروبوتات المتفجرة، مما أدى إلى إصابة العشرات من الجرحى والكوادر الطبية، وسط مخاوف من اقتحام مستشفى كمال عدوان.
- أكد مدير المستشفيات الميدانية في غزة أن الاستهداف المباشر لمستشفيات الشمال يشكل خطراً كبيراً، مطالباً بتدخل دولي لإنقاذ المنظومة الصحية المتدهورة.

تعيش مستشفيات شمالي قطاع غزة واقعاً مأساوياً وصعباً نتيجة حالة الحصار الإسرائيلي التي تتواصل للشهر الثالث على التوالي وعمليات الاستهداف التي تطاولها هي والمناطق الملاصقة لها ما يعرض المرضى لخطر الموت في كل لحظة.

ويبدو واقع مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة قاسياً للغاية في ضوء اشتداد الحصار الإسرائيلي على مناطق شمالي القطاع واستمرار العملية العسكرية الثالثة للشهر الثالث على التوالي وعمليات التدمير غير المسبوقة التي تشدها مناطق مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين ومنطقة بيت لاهيا وبيت حانون.

وأخرج الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مستشفى الإندونيسي عن الخدمة بعد حصاره وإجبار الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى سيراً على الأقدام وعدم السماح بنقلهم عبر سيارات الإسعاف إلى خارج مناطق شمالي غزة.

تفقد الأضرار خارج مستشفى كمال عدوان، في 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
الدمار يحيط بمستشفى كمال عدوان في غزة، 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)

وسبق أن تعرّض مستشفى كمال عدوان لعمليات قصف واستهداف طاولت محيطه خلال الأيام والأسابيع الماضية، فيما استشهد عدد من الأطباء والممرضين العاملين فيه برصاص الاحتلال إلى جانب إصابة مدير المستشفى الطبيب حسام أبو صفية نتيجة الاستهداف من قبل المسيرات "الكواد كابتر".

ويبدو الاحتلال الإسرائيلي مصمماً على إخراج مستشفى كمال عدوان والعودة المتبقيين عن الخدمة، إذ يحاصرهما بالقوة النارية ويزرع "روبوتات متفجرة" بالقرب منهما ويعمل بين فترة وأخرى على تفجير عدد منها، ما أحدث أضراراً جسيمة في المستشفى.

وخلال الليلة الماضية أصيب نحو 20 فلسطينياً من الجرحى والكوادر الطبية جراء تفجير أحد الروبوتات المتفجرة قرب مستشفى كمال عدوان، وسط خشية من أن يقوم الاحتلال باقتحام المستشفى في أي لحظة. ويخشى من أن يكون مصير مستشفى كمال عدوان مشابهاً لمصير مستشفى الشفاء التي تعتبر المجمع الطبي الأكبر في غزة التي تعرضت لعملية عسكرية قبل بضعة أشهر ما تسبب في إخراجها بشكل كامل عن الخدمة وتدمير أغلب مبانيها.

غزة: المنظومة الصحية في خطر

في الأثناء، قال مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة في غزة مروان الهمص إن المنظومة الصحية في القطاع تعيش تحت الضغط بشكل دائم نتيجة لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي للعام الثاني على التوالي. مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن الاستهداف المباشر الذي يطاول مستشفيات شمال القطاع أشد خطورة من الاستهداف غير المباشر لمستشفيات الجنوب، إذ استهدف الاحتلال مستشفى العودة التي هي بالأساس موجودة في منطقة قتال ضمن التصنيف الإسرائيلي وعمل على نسف وتدمير الطابق الثالث فيه ومنع الطواقم الطبية من الدخول والخروج في تلك المستشفى رغم أنه خرج عن الخدمة.

وأشار إلى أن هناك عدداً من الأطباء والممرضين الموجودين في المستشفى تحت الحصار والقصف الإسرائيلي حيث تتناثر الشظايا داخل المستشفى وتصيب بعض الكوادر الصحية، لافتاً إلى أن مستشفى الإندونيسي خرجت عن الخدمة هي الأخرى وتعتبر المستشفى الأكبر شمالي القطاع ولم يتبق فيها إلا طبيب أو طبيبان فقط وعدد بسيط من الممرضين.

وأوضح الهمص أن المستشفى الإندونيسي الذي خرج عن الخدمة كان فيه 30 من الجرحى والمرضى المحاصرين بالأساس في مناطق شمالي القطاع، وأجبرهم الاحتلال على النزوح إلى طريق مجهول دون معرفة مصيرهم. وشدّد مدير المستشفيات الميدانية على أن التجربة المريرة في حصار المستشفيات تجعل مصير الطواقم الطبية والجرحى والمرضى النازحين معرضاً إما لخطر الاعتقال والنقل للداخل المحتل وإما الاستهداف والقتل المباشر.

وأكد الهمص أن واقع مستشفى كمال عدوان ليس أفضل حالاً، إذ تحاصر قوات الاحتلال المستشفى بالقوة النارية و"الروبوتات المتفجرة" التي زرعت في المنطقة الملاصقة لأسوار المستشفى وفجّر عدداً منها في ساعات الليل مما تسبب في تدمير قسم المختبرات وإصابة عدد كبير من المرضى والجرحى والكوادر الصحية العاملة فيه. وطالب مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بتدخل دولي وعالمي لإنقاذ ما تبقى من منظومة صحية، مشيراً إلى أن الاحتلال سعى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر لتدمير المنظومة الصحية في القطاع وتدمير المستشفيات والعيادات الصحية المختلفة.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة الصادرة في تقرير عنها فإنه جرى تهجير حوالي 1.9 مليون شخص، أي 90% من سكان غزة، قسراً، واضطر العديد منهم إلى التنقل مرات عدة داخلياً، في حين أن أقل من نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى تعمل جزئياً، والنظام الصحي في حالة انهيار، وذلك خلال الفترة التي يغطيها التقرير من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2024.