- **تداعيات على المرضى والطواقم**: الأوامر أجبرت الناس على الفرار، مما أدى إلى بقاء 100 مريض فقط من أصل 650 في المستشفى. المنظمة تدرس تعليق بعض الخدمات وتحاول الحفاظ على العلاج المنقذ للحياة.
- **ردود الفعل والمناشدات**: وزارة الصحة أكدت استمرار عمل المستشفى رغم الهلع، وطالبت بحمايته. الطبيب محمد النجار ناشد لوقف الإبادة الجماعية، وأكدت السلطات أن المستشفى خارج المساحة الحمراء المحددة.
يمضي الاحتلال الإسرائيلي في إصدار أوامر الإخلاء في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مهجّراً الفلسطينيين من بقعة إلى أخرى، ومفاقماً الأزمة الإنسانية وسط الحرب التي تواصل قوّاته شنّها. ومن بين أوامر الإخلاء الأخيرة، ما وُجّه إلى سكان منطقة قريبة من مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، وسط القطاع، وهو ما دفع منظمة أطباء بلا حدود التي تشغّله ووزارة الصحة الفلسطينية في القطاع إلى المطالبة بحماية المنشأة الطبية ومن في داخلها، سواء المرضى أو الجرحى أو الأطقم العاملة فيها.
وقد أكدت منظمة أطباء بلا حدود، بحسب إفادة نشرتها في وقت مبكر من اليوم الاثنين، في سلسلة تدوينات على موقع إكس، أنّ القوات الإسرائيلية أصدرت أوامر إخلاء استهدفت فيها المنطقة الواقعة إلى جوار مستشفى شهداء الأقصى، وقد "أجبرت الناس على الفرار"، وأشارت إلى أنّ "انفجاراً وقع على بعد نحو 250 متراً (من المستشفى) أثار الهلع بين أشخاص كثيرين فضّلوا مغادرة المستشفى".
Israeli forces issued an evacuation order in the vicinity of MSF-supported Al Aqsa Hospital, Deir Al Balah, Central Gaza, urging people to flee.
— MSF International (@MSF) August 26, 2024
An explosion approximately 250 meters away triggered panic with many choosing to leave the hospital. 1/4
ولم تخفِ المنظمة أنّها تدرس احتمال "تعليق العمل بوحدة رعاية الجروح في الوقت الراهن، في حين تحاول الحفاظ على العلاج المنقذ للحياة". أضافت أنّ من بين نحو 650 مريضاً (وجريحاً ضمناً)، لم يتبقَّ في المستشفى إلا 100 مريض، من بينهم سبعة في وحدة العناية المركّزة وفقاً لوزارة الصحة".
وشدّدت منظمة أطباء بلا حدود على أنّ "هذا الوضع غير مقبول"، مبيّنةً أنّ "مستشفى شهداء الأقصى يعمل منذ أسابيع بما يفوق طاقته، إذ لا تتوفّر بدائل للمرضى". ولفتت المنظمة إلى أنّ "أوامر الإخلاء المستمرّة" التي تصدرها القوات الإسرائيلية أدّت إلى "ترك مئات آلاف النازحين في ما يسمّى منطقة إنسانية تبلغ مساحتها 41 كيلومتراً مربّعاً فقط للبحث عن مأوى فيها".
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أفادت، في بيان أصدرته مساء أمس، بأنّه "نتيجة إعلان الاحتلال الإسرائيلي أنّ محيط مستشفى شهداء الأقصى منطقة عمليات، حدثت حالة من الهلع بين المرضى، ما دفع بعضهم إلى الهروب من المستشفى، خوفاً من تكرار سيناريو اقتحام المستشفيات الأخرى". لكنّ الوزارة أكدت "استمرار عمل المستشفى وتمسّك الأطقم الصحية بتقديم رسالتها"، وشدّدت على "ضرورة حماية المستشفى والمرضى والطواقم الصحية فيه".
في سياق متصل، نشر الطبيب محمد النجّار، من طاقم العمل في مستشفى شهداء الأقصى، مساء أمس الأحد، تدوينة على موقع إكس، أفاد فيها بأنّ الصورة التي يرفقها هي "الأخيرة" من قسم العناية المركّزة فيه. أضاف: "أُجبرنا على إخلاء المستشفى"، بالتالي "لن يكون طبيب ولا ممرّض" متوفّرين، وسوف يُترَك المرضى لقدرهم "لا محالة". وإذ ناشد النجّار "كلّ شخص يرى هذا المنشور أن يقوم بأيّ شيء لوقف هذه الإبادة الجماعية"، شدّد قائلاً: "لن أغادر المستشفى".
This is the last photo from ICU in Al-Aqsa Martyrs Hospital. We have been forced to evacuate hospital, there will be no doctor or nurse, and patients will be left to inevitably.
— Dr Mohammed Al Najjar 🇵🇸🇵🇸 (@M7madNajar) August 25, 2024
Please any one can see this post do any thing to stop this genocide
I will not leave the hospital pic.twitter.com/EYqxj1LRr1
تجدر الإشارة إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد وجّهت أوامرها، أمس الأحد، لإخلاء منطقة "بلوك (مربّع) 128" الواقعة شرقي مدينة دير البلح التي سبق أن صنّفتها "إنسانية" بمعنى "آمنة"، غير أنّها راحت تعدّها أخيراً "منطقة قتال خطرة". وقد نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي تدوينة على موقع إكس، أمس الأحد، وجّهها إلى "كلّ السكان والنازحين الموجودين في حارة دير البلح البلد في بلوك 128 في المنطقة المحدّدة في الخريطة (مرفقة)، الجيش سيعمل بقوة ضدّ حماس والمنظمات في منطقتكم".
لكنّ المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أوضح، في بيان، أنّ "مستشفى شهداء الأقصى لا يقع ضمن المساحة الحمراء التي حدّدها الاحتلال في الخريطة الجديدة بالمربّع 128". يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد أمرت، يوم الأربعاء الماضي، جميع السكان والنازحين في مربّعَي 129 و130 بإخلائهما استعداداً لمهاجمتهما، في تقليص جديد لمناطق زُعم سابقاً أنّها "آمنة".
(العربي الجديد، الأناضول)