أطلق مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في مدينة غزة، اليوم الأحد، ورشة تركيب الأطراف الصناعية الإلكترونية العلوية لأطفال وشباب قطاع غزة، وهي الورشة الأولى من نوعها على مستوى فلسطين، والشرق الأوسط.
وأعلن مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في مدينة غزة، خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد في مقره غربي مدينة غزة، بحضور السفير القطري محمد العمادي، عن البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من تركيب الأطراف الإلكترونية، والتي يتم التحكم فيها عن طريق المخ، وتحاكي عمل الأطراف الطبيعية.
وسيستفيد من الورشة نحو 40 فلسطينياً من قطاع غزة، من أصل 60 حالة بحاجة إلى أطراف، إذ ستقوم الفرق الطبية بمُباشرة العمل مع 20 حالة، ومن ثم استكمال تنفيذ المرحلة الأولى مع 20 حالة أخرى بعد عيد الفطر.
وفي كلمة له، أعلن ممثل صندوق قطر للتنمية، سلطان العسيري، عن إطلاق أكبر ورشة لتركيب الأطراف الصناعية العلوية الإلكترونية، وهي الأولى على مستوى فلسطين والشرق الأوسط من حيث النوعية وعدد المستفيدين، مبينًا أن الخطوة "تعطي الأمل لشباب وأطفال غزة من مبتوري الأطراف في استعادة حياتهم الطبيعية والاندماج في المجتمع".
وتأتي الورشة "ضمن رؤية دولة قطر التي تولي فلسطين وشعبها اهتماما خاصا، واستكمالا لمشوار العطاء الذي لا حد له، والذي أسسه سمو الأمير الوالد (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني)، ووجه بتعزيزه سمو الأمير تميم (أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني)"، وفق تعبير العسيري، الذي شدد على "استمرار دعم الرسالة الإنسانية السامية للمستشفى، وإعطاء الأمل لمزيد من الأشخاص من ذوي الإعاقة والبتر حتى يصبحوا أشخاصا فاعلين في مجتمعاتهم، بعد أن يحصلوا على الخدمات الطبية اللائقة".
ويستعد نحو 40 شخصا ممن يعانون من بتر في الأطراف العلوية في قطاع غزة لتركيب أطراف صناعية علوية متطورة، يتم التحكم بها مباشرة من خلال الأعصاب لتحاكي عمل الأطراف الطبيعية، سيتم تركيبها على مرحلتين خلال العام الجاري.
من جانبه، أشار رئيس الوفد الطبي القطري، خالد عبد الهادي، إلى أن الجهود القطرية المتتالية تأتي للنهوض بواقع طب التأهيل في غزة، إذ تم تقديم الخدمات عبر الأقسام المتنوعة، والخدمات الشمولية التي تم تقديمها خلال الفترة الماضية، ومن ضمنها إجراء العمليات لآلاف الفلسطينيين، وتنمية قدرات الكادر الطبي، من خلال توأمته مع مؤسسة حمد الطبية في قطر في جميع التخصصات.
وبيّن عبد الهادي أنّ المستشفى، الذي جاء تنفيذا لرؤية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "صنع من أحلام ذوي الإعاقة في غزة حقيقة سعيدة، رغم الأوضاع الصعبة التي يشهدها القطاع، لتخفف عنهم عناء السفر للحصول على هذه الخدمات".
وفي السياق، أكد وكيل وزارة الصحة في قطاع غزة، يوسف أبو الريش، على أهمية الخدمات المميزة التي قدمها مستشفى حمد على مدار الشهور الماضية، والتي تم خلالها تقديم الخدمات الطبية لعشرات آلاف المرضى، وقد أثنى على "الجهد الكبير الذي تقدمه دولة قطر أميرا وحكومة في دعم الشعب الفلسطيني".
وألقت الفلسطينية فاطمة النمر (31 عاما) كلمة المستفيدين، خلال المؤتمر الصحافي الذي تم خلاله إطلاق ورشة تركيب الأطراف الصناعية الإلكترونية العلوية، تحدثت فيها عن تجربتها الصعبة، والتي فقدت فيها يدها قبل 8 أعوام، وحصلت على طرف، حيث شكرت دولة قطر، ومستشفى حمد، وصندوق قطر للتنمية.
وعلى هامش المؤتمر، أكد مشرف قسم الأطراف الصناعية في مستشفى حمد، عامر حوافظة، لـ"العربي الجديد"، أنه سيتم تقديم خدمة متميزة للمرضى تشبه ما يتم تقديمه داخل دولة قطر، موضحا أنه تم إحصاء نحو 55 مريضاً، وتركيب نحو 20 طرفاً صناعياً إلكترونياً، وأن المستشفى بصدد طلب الأطراف اللازمة لتأهيل باقي المرضى، ومن ثم تدريبهم على استخدام الأطراف.
أما الفلسطيني أسامة عابد، من سكان مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فقد أوضح، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه تعرض عام 2013 لإصابة أدت إلى بتر يده اليمنى، وتلقى على إثرها خدماته الطبية داخل مستشفى حمد فور افتتاحه وقال: "عام 2014 تم تركيب طرف تجميلي، وفي عام 2019 قمت بتركيب طرف آخر داخل مستشفى حمد، وصولا إلى تركيب الطرف الإلكتروني"، وشكر دولة قطر على "اهتمامها بالمرضى الفلسطينيين".
وبدأ تشغيل مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية، والممول من صندوق قطر للتنمية، في عام 2019، وقد قدم خدماته لما يزيد عن 14 ألف شخص من المرضى وذوي الإعاقة، عبر أقسامه الثلاثة الرئيسة، والمتمثلة في قسم التأهيل، وقسم السمع والتوازن، وقسم الأطراف الصناعية.