مساعدات بريطانية لمنكوبي زلازل تركيا وسورية

14 فبراير 2023
حجم الكارثة لا يقارن بحجم المساعدات (سيرغين سيزين/الأناضول)
+ الخط -

شرّدت الزلازل المدمرة التي ضربت مناطق الجنوب التركي والشمال السوري مئات آلاف الأشخاص، الذين اضطر كثيرون منهم إلى المبيت في العراء، أو السيارات، وفي خيام وفرتها منظمات خيرية رغم المنخفض الجوي الذي تتعرض له المنطقة، ووصول درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

ودعت مفوضية المؤسسات الخيرية في إنكلترا وويلز ومنظمة جمع التبرعات سكان المملكة المتحدة إلى دعم جهود المساعدة الدولية لضحايا الزلازل في سورية وتركيا، بيد أنّها حثّت الناس على التحقّق من أنّ المؤسسات التي يتبرّعون لها شرعية ومسجلة لضمان وصول أموالهم وتبرعاتهم العينية إلى مستحقيها.
وأطلقت لجنة طوارئ الكوارث التي تضمّ 15 مؤسسة خيرية بريطانية حملة لتأمين الدعم العاجل للأشخاص المنكوبين في تركيا وسورية، ودعت إلى دعم جهود الإنقاذ بالمال والمساعدات.
يقول مدير البرامج في منظمة "العمل من أجل الإنسانية"، وسيم خماجة، لـ"العربي الجديد"، إنّ شروط الالتحاق بـ"لجنة طوارئ الكوارث" لا تزال على حالها منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن أي منظمة مهما كان وجودها فعالاً، تظل عاجزة عن الانضمام إليها إذا لم تكن معتمدة من قبل هيئة المساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية.
ويوضح خماجة أنّه "منذ عام 2016، لم تلتفت كل من وزارة الخارجية البريطانية أو لجنة طوارئ الكوارث، وهي المؤسّسة الخيرية الأم لمنظمة سورية للإغاثة، إلى ضرورة تغيير شروط انضمام المؤسسات، بينما اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات فورية تمنع أي منظمة بريطانية من تقديم طلب تمويل إلى الاتحاد الأوروبي الذي لم تعد المملكة المتحدة جزءاً منه، وبالتالي ينبغي مراجعة معايير انضمام الجمعيات والمنظمات الخيرية إلى اللجنة".
وحول حجم ونوعية المساعدات التي قدّمتها منظّمة "العمل من أجل الإنسانية" دعماً لضحايا الزلزال، يقول خماجة: نعمل في المناطق المتضرّرة في إدلب وحلب، وكلها تضررت بقوة من الزلزال. هناك 1459 عائلة في مراكز الإيواء التي نوجد فيها، ونرعى 13 طفلاً من دون ذويهم في تلك المراكز. تمكنّا من تقديم الضروريات من بطانيات ومراتب وسلّات نظافة لـ950 عائلة، ووفّرنا 1500 سلّة طعام تضم الزيتون والجبن والزيت والزعتر والخبز، ووزّعنا 423 خيمة على أشخاص فقدوا منازلهم، ووفرّنا المياه الصالحة للشرب لـ336 عائلة".
ويتابع: "وفرنا 10 آلاف ليتر من الديزل لعشرة من المستشفيات كي تتمكن من إعادة تشغيل مولدات الكهرباء، وأعطينا الدفاع المدني 120 آلية ثقيلة خلال الأيام الأولى من الزلزال ليتمكن من انتشال الضحايا، ونعمل في الوقت ذاته على فتح الطرق المغلقة، وفي اليوم الأول بعد الزلزال تمكنّا من تقديم ما قيمته 25 ألف دولار من المعدّات الطبية، وحالياً نوزّعها يومياً على المراكز الطبية والمستشفيات. لا نزال بحاجة إلى آليات ثقيلة، وسننتقل إلى مرحلة توزيع المال عند استقرار الأوضاع، وبدأنا بتوزيع وسيلة تدفئة و25 ليتراً من البنزين لكل عائلة، ويوم الاثنين انطلقت عيادتنا المتنقلة لتوفير خدمات طبية".

الصورة
آلاف الأسر باتت في العراء (بولنت كيليك/فرانس برس)
آلاف الأسر باتت في العراء (بولنت كيليك/فرانس برس)

بدورها، تقول المسؤولة في مكتب إعلام الصليب الأحمر البريطاني، ليندسي بيكوم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التبرعات النقدية هي الطريقة الأسرع والأكثر أمناً لمساعدة الناس، فالنقد سريع ومرن، وهذا يعني أنه يمكننا المساعدة في كل ما هو مطلوب، والحصول على الأشياء محلياً ونقلها بسرعة، ويعني أنه يمكن للمتطوعين التركيز على الاستجابة بسرعة بدلاً من فرز التبرعات ونقلها".
وتلفت بيكوم إلى أنّهم لا يجمعون البطانيات أو الملابس، لكنّهم يفهمون أنّ هناك أشخاصاً لا تسمح لهم أوضاعهم بتقديم المال في الوقت الحالي، لكن هناك طرق يمكن من خلالها تحويل العناصر المتبرّع بها إلى نقود، من بينها بيعها على سبيل المثال، و"الصليب الأحمر البريطاني يدعو الأشخاص إلى عدم إرسال المواد المتبرع بها مباشرة إلى الفروع المحلية، فهذا يستغرق وقتاً للفرز، ويبعد المتطوعين عن جهود الإغاثة الفورية، كما يعرقل الخدمات اللوجستية".
ويقول رئيس الجمعية السورية الويلزية، محمد الحاج علي، لـ"العربي الجديد"، إنّه حضر خلال الأسبوع الماضي لقاء "لجنة طوارئ الكوارث" أمام برلمان ويلز، وخصّصت الحكومة 300 ألف جنيه إسترليني لدعم سورية وتركيا. ويوضح أنّ مطلبه الأوّل خلال اللقاء مع وزير العدالة الاجتماعية والنواب في ويلز، كان توجيه الدعم إلى المنطقة المنكوبة، وهي منطقة مظلومة بالأساس، والدفاع المدني هناك إمكاناته محدودة، وهم في الواقع تجاوبوا مع هذا الطلب.

ويضيف: "تعمل المنظمة على دعم الجمعية الطبية السورية البريطانية، من خلال تمويل عيادة طبيّة متنقّلة تغطي المناطق المتضرّرة، فأغلب مستشفيات الشمال السوري تعطّلت خدماتها، وأطباء الجمعية بانتظار برامج أو حملات للسفر إلى المناطق المنكوبة لمساعدة الطواقم الطبية على الأرض، فضلاً عن حملات جمع الملابس بالتعاون مع منظمة الإغاثة الإسلامية التي تمتلك مصنعاً كبيراً في مدينة برمنغهام، ويمكن أن تفرز فيه جميع التبرّعات الصالحة للنقل، أو التي تحتاج إلى إعادة تدوير".
وعلى الصعيد الرسمي، أعلنت الحكومة البريطانية توفير مواد حيوية مثل الخيام والبطانيات لمساعدة الناجين من الزلازل في تركيا وسورية على التكيّف مع الطقس البارد، كجزء من استجابتها الفورية للأزمة، وأرسلت فريقاً من الأطباء ومعدات جراحية وإسعافية لتوفير القدرة على العلاج في حالات الطوارئ، حسب بيان لوزارة الخارجية، الذي أشار أيضاً إلى أنّ "المملكة المتحدة تنسّق من كثب مع الحكومة التركية ومكتب الأمم المتحدة في سورية، لضمان تلبية دعم الاحتياجات على الأرض، وتوفير الاستجابة للاحتياجات الناشئة".

المساهمون