صرّح مسؤول في منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّ الزلزال المدمّر أعاد إلى الواجهة "الأزمة المنسية" في سورية، مؤكداً جهوزية منظمته لإرسال كميات كبيرة من الإمدادات التي عرقلتها "قيود لوجستية". وكان زلزال بقوّة 7.7 درجات على مقياس ريختر قد ضرب مناطق الجنوب التركي والشمال السوري فجر الإثنين في السادس من فبراير/شباط الجاري، وخلّف خسائر هائلة في الأرواح وأضراراً مادية كبرى.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية مايك راين للصحافيين، في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، إنّ "العالم نسي سورية (...) بصراحة، أعاد الزلزال تسليط الضوء" على سورية. أضاف: "لكنّ الملايين في سورية يعانون منذ سنوات في ظلّ ما تحوّل إلى أزمة منسية".
وتنقل الأمم المتحدة، في العادة، المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غرب سورية من خلال معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، أو من داخل سورية؛ من مناطق سيطرة حكومة النظام السوري. لكنّ أيّ مساعدات لم تُرسَل من داخل سورية إلى شمال غرب البلاد منذ نحو ثلاثة أسابيع. ويثير تأخّر وصول المساعدات إلى هذه المنطقة غضب منظمات محلية وسكان ومسعفين.
وقد دخلت قافلة مساعدات أولى تابعة للأمم المتحدة، أمس الخميس، إلى شمال غرب البلاد، وهي مؤلفة من ستّ شاحنات فقط، تلتها قافلة ثانية اليوم الجمعة مؤلفة من 14 شاحنة. وضمّت القافلتان معدّات إنسانية وخيماً وبطانيات (أغطية)، إلا أنّها خلت من أيّ مواد غذائية وأخرى ضرورية لعمليات البحث والإنقاذ.
وأوضح راين أنّ "منظمات عديدة، من بينها نحن (منظمة الصحة العالمية)، خزّنت المساعدات لأنّنا في فصل الشتاء".
ومنذ يوم الإثنين الماضي، تنهمك فرق الإغاثة بالبحث عن ناجين تحت الأنقاض في ظلّ نقص في الإمكانات، فيما تتضاءل تدريجياً احتمالات العثور على أحياء.
وحذّر راين من أنّ سورية تواجه الآن "كارثة أخرى" تتمثّل في فقدان الأرواح بسبب نقص المعدّات الطبية اللازمة. وشدّد على أنّه "يتوجّب علينا أن ندرك أنّ حجم هذه الكارثة كبير جداً وأنّها تفوق قدرة الجميع". وتابع أنّه "في حال لم تتوفّر المعدّات، لا يمكنهم (عمّال الإغاثة وغيرهم) القيام بعملهم. والأمر أشبه بمطالبة رجل إطفاء بمواجهة حريق من دون خرطوم".
ويعيش في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، في إدلب وريف حلب الشمالي المجاور، أكثر من أربعة ملايين شخص، عدد كبير منهم من النازحين. وقد انتقد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في تلك المناطق المساعدات الضئيلة التي ترسلها الأمم المتحدة والتي لا تشمل معدّات لفرق البحث والإنقاذ.
(فرانس برس)