مسؤول أممي يحذّر من ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال في سورية

16 فبراير 2023
السوريون المنكوبون من الزلزال بحاجة إلى كلّ مساعدة ممكنة (رامي السيد/Getty)
+ الخط -

صرّح منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مهنّد هادي، اليوم الخميس، بأنّ من المتوقّع ارتفاع عدد القتلى في البلاد جرّاء الزلزال الذي وقع الأسبوع الماضي، مع عمل الفرق لإزالة الأنقاض في المناطق المتضرّرة بشدة.

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، دافع هادي عن استجابة الأمم المتحدة للكارثة التي حلّت بعد الزلزال المدمّر، وهي الاستجابة التي انتقدها كثيرون في سورية، إذ عدّوها بطيئة وغير كافية.

وقدّرت الأمم المتحدة عدد القتلى بنحو ستّة آلاف في سورية، من بينهم 4,400 في شمال غرب البلاد الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، وهو عدد أعلى من الذي أبلغت به حكومة النظام السوري في دمشق وكذلك مسؤولو الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في الشمال الغربي، فهم -بحسب الحصيلة الأخيرة- تحدّثوا عن 1414 و2274 وفاة على التوالي.

وقال هادي: "نأمل ألّا يتزايد هذا العدد كثيراً، لكنّنا انطلاقاً ممّا نراه (...) فإنّ الدمار الذي خلّفه هذا الزلزال لا يمنحنا أملاً كبيراً بأن تكون هذه (الأرقام) المحصلة النهائية".

وأشار هادي إلى أنّه حتى قبل الزلزال، كان نحو 4.1 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات في شمال غرب سورية، وقد نزح كثيرون منهم بالفعل، وصاروا الآن بلا مأوى.

وانتقد السكان الذين يعانون من آثار الزلزال تأخّر وصول المساعدات الأممية إلى المنطقة، إذ تضرّرت الطرقات المؤدية إلى المعبر الحدودي الوحيد بين تركيا وسورية، الذي مُنحت الأمم المتحدة إذناً باستخدامه بعد الزلزال. يُذكر أنّ قافلة المساعدات الأولى وصلت إلى شمال غرب سورية بعد ثلاثة أيام من وقوع الزلزال.

وقد توصّلت الأمم المتحدة والرئيس السوري بشار الأسد إلى اتفاق، يوم الاثنين الماضي، لفتح معبرَين إضافيَّين، لكنّ ثمّة من ينتقد ذلك، ويقول إنّه كان ينبغي للأمم المتحدة استخدام معابر إضافية من دون انتظار الموافقة أو إيجاد طرقات أخرى لتوصيل المساعدات، في ظلّ الوضع المتردّي.

وانتقد عمّال الإنقاذ السوريون والأشخاص الذين فقدوا منازلهم وأفراداً من عائلاتهم في الزلزال، بطء وصول المساعدات، لافتين إلى أنّهم يشعرون بأنّ المجتمع الدولي تخلّى عنهم.

وفي تعليق على ذلك، قال هادي: "يمكنني أن أؤكد لكم أنّنا فعلنا كلّ ما في وسعنا منذ البداية. طلبنا من الجميع وضع مصالح الناس أوّلاً. وطلبنا من الجميع عدم تسييس الوضع الإنساني والتركيز على وصول المساعدات إلى الناس".

تجدر الإشارة إلى أنّ 120 شاحنة مساعدات عبرت إلى شمال غرب سورية انطلاقاً من تركيا، حتى اليوم الخميس. لكنّ أيّ قافلة مساعدات لم تدخل من الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام السوري إلى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. فقد رفضت هيئة تحرير الشام المرتبطة بالقاعدة والتي تسيطر على جزء كبير من شمال غرب البلاد، حتى الآن، السماح للمساعدات بالعبور من مناطق خاضعة لسيطرة حكومة النظام.

وفي هذا الإطار، شدّد هادي على أنّ الأمم المتحدة "تعمل مع كلّ الأطراف" لفتح الطريق أمام المساعدات، غير أنّه أفاد بأنّه "لم ننجح حتى الآن.

وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداءً لجمع 397 مليون دولار أميركي بهدف توفير "الإغاثة المنقذة للحياة التي تشتدّ الحاجة إليها" والتي تضمن المأوى والغذاء والرعاية الصحية على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.

ومن شبه المؤكد ظهور مزيد من التعقيدات بمجرّد انتقال الاستجابة للزلزال من المساعدات الطارئة الفورية إلى إعادة الإعمار، لكنّ هادي قال إنّ من السابق لأوانه التفكير في ذلك الآن، مشدّداً على أنّ "ما نحتاج إلى التركيز عليه الآن هو العمل الإنساني".

(أسوشييتد برس)

المساهمون