مركز نورة الكعبي لغسل الكلى في غزة: مشروع قطري استهدفه الاحتلال

28 مايو 2024
مركز نورة الكعبي لغسيل الكلى في غزة، في 21 فبراير 2021 (المركز الفلسطيني للإعلام)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم مركز نورة الكعبي لغسل الكلى في شمال قطاع غزة كمقر عسكري لتخزين الذخائر، ممثلاً استغلالاً لمنشآت طبية لأغراض عسكرية.
- المركز، الممول من السفير القطري وافتتح في 2021، يخدم أكثر من 180 مريضاً بالفشل الكلوي، ويعد حيوياً لسكان القطاع الذين يعانون من نقص في الخدمات الطبية.
- الوضع الإنساني في غزة يتفاقم بسبب تدمير مراكز غسل الكلى والمستشفيات، مما يؤدي إلى نقص حاد في الأدوية ويعرض حياة المرضى للخطر، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

يستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي مركز نورة الكعبي لغسل الكلى الذي يقع شماليّ قطاع غزة، مقراً عسكرياً لعملياته ويخزن فيه ذخائر وأسلحة، وفق ما كشف عنه نشطاء ووسائل إعلام فلسطينية الاثنين، مؤكدين أن هذا هو المستشفى الثاني الذي يختبئون خلفه، بعد مستشفى الصداقة التركي للسرطان في نتساريم.

وعرض عدد من جنود الاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الاثنين، صوراً لهم خلال عملية احتلال مركز نورة الكعبي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، بعد استهدافه بالقذائف خلال وجود المرضى بداخله، وتشويه جدرانه بكتابات باللغة العبرية.

ويخدم مركز نورة الكعبي لغسل الكلى مرضى الفشل الكلوي في غزة، وهو الأول من نوعه في محافظات الشمال التي تفتقر مراكزها ومستشفياتها إلى أجهزة غسل الكلى. وقد نجحت وزارة الصحة الفلسطينية في إعادة تشغيله بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منه نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قبل أن تعاود حصاره واحتلاله اخيراً.

مركز نورة الكعبي

وافتتح السفير القطري في غزة محمد العمادي في شهر فبراير/ شباط عام 2021، مركز نورة الكعبي، الذي تعود تسميته بهذا الاسم نسبةً إلى المواطنة القطرية الراحلة نورة بنت راشد بن محمد الكعبي، حيث تبرّع زوجها السفير القطري السابق شريدة سعد جبران الكعبي بهذا المبنى صدقةً جاريةً عن روحها.

ويقع المركز شماليّ قطاع غزة مقابل المستشفى الإندونيسي، على مساحة أرض تبلغ نحو 700 متر مربع ومكون من 3 طوابق، ويعمل بقدرة استيعابية لنحو 42 جهاز غسل كلوي، ويشمل نحو 36 كرسياً وجهازاً لغسل الكلى، بتكلفة إجمالية بلغت 1.7 مليون دولار.

ويعاني أكثر من 180 مريضاً في شمال قطاع غزة من الفشل الكلوي الذي يحتّم عليهم إجراء عملية غسل لثلاث مرات في الأسبوع الواحد، وهم جزء من أكثر من نحو 1100 مريض قبل العدوان الإسرائيلي يعانون من الفشل الكلوي في القطاع يخضعون لعملية غسل دائم ثلاث مرات أسبوعياً.

وكانت اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة قد أقامت في شهر أغسطس/ آب 2019 مراسم وضع الحجر الأساس لمشروع إنشاء وتجهيز مركز نورة الكعبي لغسل الكلى بشمال القطاع، بحضور ممثلين عن وزارة الصحة الفلسطينية ودائرة التعاون الدولي فيها، وعدد من مديري المستشفيات العاملة في القطاع. وأكد وكيل وزارة الصحة الفلسطينية يوسف أبو الريش، أهمية إنشاء وتجهيز مركز غسل الكلى في شمال القطاع، الذي سيقدم الخدمة الصحية والرعاية اللازمة لمرضى الكلى في شمال قطاع غزة.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، يواجه مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة ظروفاً معقدة وخطيرة، نتيجة تدمير 5 مراكز متخصصة في تقديم خدمات الغسل الكلوي من أصل 7، مع استمرار النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، واستمرار العراقيل ومهاجمة المناطق السكنية والتهجير القسري للسكان وإجبار المرضى على مغادرة المستشفيات بغضّ النظر عن حالتهم الصحية في تعمّد لقتلهم، وهو ما سبّب فعلياً وفاة العديد منهم نتيجة عدم قدرتهم على تلقي العلاج، وسوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع.

ودمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال هجومها العسكري على القطاع جميع المراكز المتخصصة في تقديم خدمة الغسل الكلوي باستثناء القسمين الموجودين في مستشفيي شهداء الأقصى وأبو يوسف النجار، الأمر الذي يهدد حياة المرضى ويحرمهم حقهم في العلاج، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

المساهمون