مرضى سرطان من غزة يدخلون مصر عبر معبر كرم أبو سالم

28 يونيو 2024
طفلة فلسطينية مريضة رفقة والدها بمستشفى خانيونس، 24 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

عَبَر 21 مريضاً بالسرطان من قطاع غزة المنكوب إلى مصر الخميس عبر معبر كرم أبو سالم، وفق ما أفاد مصدر طبي في مدينة العريش المصرية وكالة فرانس برس. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته: "وصل 21 مريضاً بالسرطان إلى الأراضي المصرية عبر معبر كرم أبو سالم لتلقي العلاج بالإمارات".

وهذه أول عملية إجلاء من غزة عبر معبر كرم أبو سالم منذ إغلاق معبر رفح الحدودي أوائل مايو/ أيار عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه. وتعثرت مراراً المفاوضات لإعادة فتح معبر رفح، وهو منفذ رئيسي للمساعدات وعمليات الإجلاء. ورفضت القاهرة استئناف العمليات عبر المعبر ما دامت القوات الإسرائيلية تسيطر على الجانب الفلسطيني.

ووفقاً لمحمد زقوت، المسؤول الرفيع في وزارة الصحة في غزة، تم إجلاء نحو خمسة آلاف مريض منذ بدء الحرب، لكن 25 ألفاً آخرين "ما زالوا بحاجة إلى العلاج في الخارج". وقال زقوت لصحافيين الخميس إن بين هؤلاء 10200 مريض سرطان، بينهم نحو ألف طفل، و250 مريضاً "بحاجة إلى مغادرة غزة فوراً".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه نسق "مع مسؤولين في الحكومة الأميركية ومصر والمجتمع الدولي" من أجل "عبور 68 طفلاً مريضاً ومصاباً مع من يرافقونهم من قطاع غزة".

 إجلاء المرضى عبر معبر كرم أبو سالم

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، حنان بلخي، على منصة إكس الخميس، إن "ثمة أخباراً إيجابية اليوم عن إجلاء أطفال مرضى بحالات حرجة من غزة، للمرة الأولى منذ 7 مايو/ أيار".

أضافت "لا يزال يوجد أكثر من عشرة آلاف مريض في غزة بحاجة إلى تلقي رعاية طبية خارج القطاع. ومن بين 13872 شخصاً تقدموا بطلبات للإجلاء الطبّي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أجلي 35% فقط، بدعم من منظمة الصحة العالمية والشركاء".

وشدّدت على أنّه "يجب إنشاء ممرات آمنة للإجلاء الطبي سريعاً، لضمان المرور المستدام والمنظم والآمن وفي الوقت المناسب للمرضى ذوي الحالات الحرجة من غزة، عبر كل الطرق الممكنة. ويشمل ذلك المرور عبر معبري رفح وكرم أبو سالم إلى مصر، وكذلك عبر الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى بلدان أخرى متى اقتضت الحاجة". وأكّدت بلخي أنّ "منظمة الصحة العالمية على أهبة الاستعداد لمواصلة دعم عمليات الإجلاء الطبي المنقذة للحياة".

ومنذ استيلاء القوات الإسرائيلية على معبر رفح، بات دخول المساعدات الشحيحة أصلاً إلى غزة، وفقاً للأمم المتحدة، بطيئاً إلى حد كبير.

وتم تحويل بعض شاحنات المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم القريب من إسرائيل، لكن مصادر إنسانية تقول إن المعدل اليومي للشاحنات التي تدخل الأراضي الفلسطينية يقل عن 90 شاحنة. وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى 500 شاحنة يومياً على الأقل لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة.

وقد دقت الأمم المتحدة مراراً ناقوس الخطر بشأن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة الذي يعاني مجاعة ويتعرض لقصف، حيث تكافح المستشفيات القليلة المتبقية لتعمل، بينما يصعب الحصول على الغذاء وغيره من الضروريات.

ونتيجة نقص الوقود، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، الخميس، اضطراره إلى وقف أكثر من ثلث أسطول سيارات الإسعاف التابعة له.

وأعربت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن قلقها إزاء توقف 18 مركبة إسعاف في قطاع غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود، وهو ما يمثل 36% من قدرة أسطول إسعاف الجمعية، حيث لم تستلم حصتها اليومية من البنزين عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) منذ حوالي ثمانية أيام، والتي كانت تغطي 6% فقط من القدرة التشغيلية لمركبات الإسعاف، بسبب منع الاحتلال دخول الوقود إلى القطاع.

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة خلال قصف المستشفيات ومحاصرتها وإخراجها عن الخدمة، وكذلك من خلال منع إدخال المواد الطبية إلى القطاع، الأمر الذي يُعَدّ من أهداف الاحتلال في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها منذ نحو تسعة أشهر.

(فرانس برس، العربي الجديد)