عبّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الاثنين، عن تشاؤمه بشأن قدرة الدول الأعضاء على التوصّل إلى اتفاق لمكافحة الأوبئة والجوائح المقبلة على نحو أفضل في المستقبل بحلول مايو/ أيار المقبل، في حين يتلاشى الشعور بالحاجة إلى التحرّك على نحو طارئ على خلفية أزمة كورونا الوبائية.
وحذّر غيبريسوس، في بداية اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع في جنيف، من أنّ "الأجيال المقبلة قد لا تغفر لنا عدم الوفاء بالالتزامات التي تعهّدنا بها" في ما يخصّ الأوبئة في ذروة جائحة كورونا، التي أنهكت الاقتصاد العالمي وحصدت أرواح الملايين.
LIVE: #EB154 Informal session on the #PandemicAccord and International Health Regulations Amendments with WHO Member states and @DrTedros https://t.co/0C1JFy46DU
— World Health Organization (WHO) (@WHO) January 22, 2024
قلق أممي من عدم الالتزام بإبرام اتفاق الأوبئة
وكانت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، البالغ عددها 194 دولة، قد وافقت على التفاوض بشأن اتفاق دولي بشأن الأوبئة، يهدف إلى ضمان تجهيز البلدان بطريقة فضلى لمواجهة الكارثة الصحية المقبلة، أو حتى منعها. والهدف هو إبرام الاتفاق في الاجتماع السنوي لجمعية الصحة العالمية، وهي هيئة صنع القرار في المنظمة، المقرّر عقده في 27 مايو 2024.
وتعهّد قادة العالم بإنجاز مفاوضات الاتفاق ووضع اللمسات النهائية على تعديلات اللوائح الصحية الدولية بحلول مايو المقبل. ومن المفترض أن تتيح هاتان المبادرتان تجنّب الارتباك والفوضى اللذين أدّيا إلى إبطاء الاستجابة لجائحة كورونا.
وصرّح غيبريسوس: "يجب أن أقول إنّني أشعر بالقلق من عدم احترام الدول الأعضاء هذا الالتزام. فالوقت ينفد. وما زالت ثمّة قضايا معلّقة تحتاج إلى حلّ. في رأيي، إنّ الفشل في إبرام اتفاق وصوغ تعديلات اللوائح الصحية الدولية سوف يمثّل فرصة ضائعة، وقد لا تغفر لنا الأجيال المقبلة ذلك"، مطالباً الدول بالتحلّي بالشجاعة والاستعداد للتسوية.
غيبريسوس: لا بدّ من حماية أطفالنا وأحفادنا من الأوبئة
وأكّد المسؤول الأممي: "لن نتوصّل إلى توافق في الآراء إذا تمسّك الجميع بمواقفه. سوف يتعيّن علينا جميعاً أن نقدّم شيئاً، وإلا فلن يحصل أحد على أيّ شيء". وتابع: "أحثّ كلّ الدول الأعضاء على العمل بصورة عاجلة وحاسمة من أجل التوصّل إلى توافق في الآراء بشأن اتفاق قوي يساعد في حماية أطفالنا وأحفادنا من الأوبئة المستقبلية".
ويهدف الاتفاق الذي يجرى التفاوض عليه راهناً إلى ضمان استعداد العالم على نحو أفضل، والاستجابة على نحو منصف، لأيّ جائحة في المستقبل، بعدما أظهر وباء كورونا بسرعة ضعف التضامن العالمي مع ظهور اللقاحات الأولى المضادة لكوفيد-19 بكميات غير كافية.
يُذكر أنّ منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت، في الخامس من مايو/ أيار 2023، أنّ تفشّي فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) لم يعد يمثّل حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً (أعلى مستوى تأهّب)، مع العلم أنّها حذّرت في الوقت نفسه من أنّ الوباء مستمرّ. وما زالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة تواصل حتى يومنا تحذيراتها من التراخي تجاه كوفيد-19، الذي ما زال يحصد أرواح الآلاف في كلّ أنحاء العالم.
(فرانس برس، العربي الجديد)