توقّفت العملية التعليمية في 25 مدرسة واقعة بالقرى المحيطة بمدينة السلمية في ريف حماة الشرقي، وسط سورية، وذلك في كلّ من ناحيتَي الحمراء وقصر ابن وردان. كما اشتكى الأهالي في منطقة الدريكيش من عدم تلقّي أبنائهم التعليم، ويعود السبب إلى عدم تمكّن المدرّسين من الوصول إلى مقرّات عملهم بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وقد أوردت إذاعة "شام إف إم" الموالية للنظام أنّ توقّف العملية التعليمية في مدارس بقرى ريف السلمية يعود إلى عدم السماح لأصحاب سيارات الأجرة بنقل المدرّسين من مدينة سلمية إلى مقرّات عملهم في القرى، بسبب عدم توفّر مخصّصات وقود في الدرجة الأولى، مع وقف عقود سيارات الأجرة تلك من قبل المحافظة، بحسب ما قال سائقون للإذاعة أمس الأحد.
من جهتهم، اشتكى عدد من الأهالي في مدرسة بويضة الزمام الواقعة في ريف منطقة الدريكيش بريف طرطوس من عدم تلقّي أبنائهم بعض الدروس، وفقاً لتقرير صدر عن موقع "أثر برس" الموالي للنظام، يوم أمس الأحد، والسبب يعود إلى عدم تمكّن المدرّسين من الوصول إلى المدرسة، بسبب عدم توفّر وسائل نقل بين الدريكيش وقرى الزمام والعوينات وقنية علوش.
وطالب الأهالي مسؤولي محافظة طرطوس بإيجاد حلول للأزمة. وفي هذا الإطار، طالب رئيس مجلس مدينة الدريكيش محمد الجعفوري أصحاب سيارات الأجرة بتقديم شكاوى إلى لجنة السير لحلّ المشكلة، بعد وصول شكوى الأهالي إليه.
في هذا الإطار، يقول الناشط حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد"، إنّ الأزمة بدأت في العام الماضي، إذ صار من الصعب على مدرّسين كثيرين الوصول إلى المدارس، والسبب بالدرجة الأولى مادي. ويشرح أنّ المدرسين غير قادرين على تحمّل أعباء النقل بسبب الأجور المتدنية، على الرغم من زيادة الرواتب، فكلفة النقل ليوم واحد قد تساوي أو تزيد عن راتب المدرّس الشهري.
ويتحدّث الجبلاوي عن سبب آخر، وهو توجّه المدرّسين إلى العمل في مهن أخرى غير التدريس. ويوضح أنّ ثمّة مدرّسين يعملون في محال تجارية أو غيرها، وينسقّون مع مدراء مدارسهم لتغطية غيابهم.
ويتابع الجبلاوي أنّ من المشكلات أيضاً عمل سيارات الأجرة على خطوط غير تلك المخصّصة لها، وهذا أمر قائم من قبل وقد حاول النظام حلّه عن طريق ضبط العدادات، من دون جدوى.
من جهته، يقول المدرّس المقيم في ريف دمشق خضر أبو محمد لـ"العربي الجديد"، إنّ وصول المدرّس إلى مقرّ عمله يمثّل مشكلة حقيقية في الوقت الحالي. يضيف أنّ "مديريات التربية غائبة إزاء هذه الأزمة، ويضطر المدرّس إلى التعاقد مع سيارة أجرة مع مجموعة من الزملاء، ويحاول جمع الحصص الأسبوعية له في يوم واحد. ومن لا يستطيع ذلك، فيجد حلاً في التغيّب عن المدرسة". ولا يتوقّع أبو محمد "أيّ حلّ لهذه المشكلة"، متخوّفاً من أنّ "المقبل لن يكون أفضل، مع تجاهلها من قبل المسؤولين".
أمّا المدرّس سلوم أحمد العيسي، الذي يعمل في ريف حماة الشمالي، فكتب في منشور له على "فيسبوك" أنّ راتب المدرّس يذهب بالكامل كلفة مواصلات. وأضاف: "في العام الماضي، رفعنا كتاباً إلى مديرية التربية بهذا الخصوص والأمر استغرق عاماً دراسياً كاملاً"، قبل أن "يوافقوا على منحنا مخصّصات وقود شهرية. أمّا الكتاب الذي رفعناه إلى التربية والمحافظة، فقد ذهب إلى لجان عديدة واستغرقت الدراسات أشهراً طويلة".