مخيمات الشمال السوري تئنّ تحت موجة حرّ غير مسبوقة

05 يونيو 2024
أطفال بمخيم في إدلب يحاولون تبريد أنفسهم بالمياه من الحر، في 16 أغسطس 2023 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مخيمات الشمال السوري تعاني من موجة حر غير مسبوقة، مما زاد من معاناة النازحين الذين يفتقرون إلى وسائل التبريد ويشكون من شح المياه وانقطاع الكهرباء. الحرارة المرتفعة تسببت في حالات ضيق التنفس بين الأطفال ومرضى السكري وضغط الدم.
- النازحون يلجأون إلى استخدام المياه وقوالب الجليد للتبريد، ومروحة تعمل بالطاقة الشمسية لتحريك الهواء داخل الخيام البلاستيكية التي ترتفع درجة حرارتها فوق الـ 45 درجة. الأوضاع المعيشية صعبة بسبب غياب الصرف الصحي وانتشار الأمراض الجلدية.
- يقدر عدد النازحين في مخيمات الشمال السوري بنحو مليوني شخص، حيث يعيشون في أكثر من 1800 مخيم. الوضع المأساوي يتطلب تدخلات عاجلة لتوفير وسائل التبريد وتحسين الظروف المعيشية للنازحين.

تجتاح مخيمات الشمال السوري موجة حرّ غير مسبوقة منذ أمس الثلاثاء، زادت من معاناة النازحين الذين يفتقرون إلى وسائل التبريد أو تخفيف درجات الحرارة ويشتكون من شحّ المياه وانقطاع الكهرباء.

وفي السياق، قال عبد السلام اليوسف، مدير مخيم "التح" لـ"العربي الجديد": "مع بداية فصل الصيف من كلّ عام، تزداد معاناتنا في المخيم، بسبب شحّ المياه، إضافة إلى الافتقار إلى النقاط الطبية أو العيادات المتنقلة، وقد سجّلنا اليوم حالات ضيق في التنفس بين الأطفال ومرضى السكري وضغط الدم، وغيرهم من أصحاب الأمراض المزمنة، بسبب موجة الحر". وأضاف اليوسف: "نعاني من انتشار الأمراض الجلدية، بسبب المياه الآسنة بين الخيام لغياب الصرف الصحي"، وتابع: "نحتاج إلى إسعافنا بقوالب مياه مجمدة، لأن درجات الحرارة مرتفعة للغاية، وداخل الخيمة أعلى من خارجها بكثير، ليس هناك أي حلول لدى الأهالي لمواجهة موجة الحر الشديد".

نازحو مخيمات الشمال السوري: الحرّ لا يطاق

ويلجأ نازحو مخيمات الشمال السوري إلى فتح الخيام واستخدام المياه في التبريد، للتخفيف من درجة الحر الشديد. النازحة السورية قرب بلدة الدانا بريف إدلب، سارة علي (أم أحمد) قالت لـ"العربي الجديد": "درجات الحرارة اليوم لا تطاق. نستخدم المياه في تخفيف الحرّ عن الأطفال، وقت الظهيرة كان الأمر صعباً للغاية داخل الخيمة. الهواء الذي يدخلها ساخن للغاية، وفي الوقت نفسه لا نستطيع إغلاقها". 

وتابعت أم أحمد: "اشترينا قالب جليد منذ الصباح لوضعه في جرة الفخار التي لدينا، ملفوفة بقطعة قماش تحفظ البرودة، شارفت المياه الباردة فيها على الانتهاء، لكون الأطفال يشربون بشكل متكرر. لدينا أيضاً مروحة تعمل على بطارية الطاقة الشمسية، وهي الآن تعمل، تحرك الهواء وتبعد الذباب. هذا ما نستفيده منها في ظل الحرّ الشديد". 

أما النازح عثمان السيد، فقد أوضح، قائلاً: "ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير تجاوز الـ 45 درجة داخل الخيمة البلاستيكية. اتجهنا إلى ظل الأشجار، وليس لدينا سوى كمادات المياه لنخفف الحرّ بها، الكبار لا يتحملون، فما بالك بالصغار؟ ليست لدينا مراوح أو إمكانية تجهيز الخيمة بذلك".

بدورها قالت ردينة كرمو لـ"العربي الجديد": "الخيام تزيد من درجات الحرارة في غياب الكهرباء أو وسائل تخفيف الحرّ، الوضع مأساوي بكل معنى الكلمة. ألواح الطاقة الشمسية لدينا تتوقف عن العمل بسبب الحرارة الزائدة. نمنع الأطفال من مغادرة الخيمة خوفاً من التعرض لضربة شمس. وأردفت كرمو: "الحرارة لا تُطاق، داخل الخيمة كأنه جهنم، نحاول التخفيف برش المياه، لكنها سرعان ما تجفّ".

ويقدَّر عدد النازحين في مخيمات الشمال السوري بنحو مليوني شخص وفق إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية"، ويقدَّر عدد الخيام بأكثر من 1800 مخيم. 

 

المساهمون