مخاوف من انتشار الكوليرا في المخيمات السورية.. وإجراءات مدرسية للوقاية

14 سبتمبر 2022
لم يتغير الواقع بالنسبة إلى المرافق الصحية في المدارس (Getty)
+ الخط -

طالبت وزارة التربية في حكومة النظام السوري، المديريات التابعة لها في المحافظات السورية، بتنفيذ الإجراءات المتعلقة بخطتها في مجال مكافحة الأمراض السارية ومنع انتشارها، وعلى وجه الخصوص حالات الإسهال الحاد. وحذر فريق "منسقو الاستجابة"، السكان في شمال غرب سورية الخارج عن سيطرة النظام، من وصول مرض الكوليرا إلى المنطقة التي تعجّ بمخيمات المهجرين وتعاني من تدنٍّ في الخدمات الطبية والفقر.

ورغم نفي فريق "منسقو الاستجابة"، تسجيل أي حالة كوليرا في شمال غرب سورية حتى الآن، إلا أنه وصف الوضع في المنطقة بأنه "مهيّأ بشكل خاص لانتشار المرض"، مضيفاً في بيان له، اليوم الأربعاء: "نؤكد أنّ تفشي المرض سيكون كاسحاً لدى آلاف الأشخاص في حال انتشاره، وخاصةً القاطنين في المخيمات الذين تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة، إضافة إلى مخاطر الصرف الصحي المكشوف الذي يعتبر عاملاً لتفشي الأمراض".

وشدد البيان أيضاً على "أهمية تضافر هذه الجهود مع المطالبة بتحرك المجتمع الدولي والأممي، ولا سيما المنظمات الصحية المعنية، للقيام بدورها المطلوب، وتوفير الإمكانات اللازمة لمنع انتشار المرض بشكل فوري"، مطالباً سكان المخيمات بـ"اعتماد الإرشادات الصحية والإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار المرض". 

وخلال الأيام الماضية توفي 7 أشخاص وأصيب 53 آخرون بمرض الكوليرا في مناطق متفرقة من سورية وسط تحذير من وصول الوباء إلى مناطق مكتظة بالمهجرين في شمال غرب البلاد، فيما أتلف النظام السوري مساحات واسعة من المزروعات بذريعة تلوثها بالبكتيريا المسببة للمرض.

وقالت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري إنّ العدد الإجمالي للإصابات المثبتة بوباء الكوليرا بلغ 53 إصابة، بينها 22 إصابة في حلب، و13 في الحسكة، و10 في دير الزور، و6 في اللاذقية، و2 في دمشق، مضيفة أنّ عدد الوفيات بلغ 8، من بينها 4 في حلب، و2 في دير الزور و1 في الحسكة.

وقالت الوزارة إنها ستُصدر تحديثاً عن الوضع الوبائي يُنشَر عبر منصاتها الرسمية حول مرض الكوليرا كل 48 ساعة لتسهيل الحصول على المعلومة من مصدرها المؤكد والحصري. وزعمت أنها تقوم على مدار الساعة بالترصد الوبائي للمرض واتخاذ الإجراءات المناسبة لتطويقه بالتعاون مع الجهات المعنية.

ودعت الوزارة المواطنين إلى ضرورة أهمية اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة مثل غسل اليدين، شرب المياه من مصدر آمن، غسل الفواكه والخُضَر جيداً، طهو الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة، عدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر أو يشك في سلامته، إضافة إلى أهمية طلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه في الإصابة.

النظام السوري يعمّم إجراءات منع تفشي الكوليرا في المدارس

من جهتها، أوصت وزارة التربية في حكومة النظام السوري بثمانية بنود نقلتها، أمس الثلاثاء، صفحة الوزارة على "فيسبوك"، لمنع تفشي الكوليرا في المدارس، تضمنت متابعة الندوات المدرسية والمقاصف في المدارس ومدى توافر الشروط الصحية فيها من حيث نظافة مكان تقديم الطعام، والتأكد من صلاحية المواد المقدمة والتزام شروط حفظها، والاقتصار على الأطعمة المغلفة والمشروبات المعبأة آلياً والامتناع عن تجهيز أي من الوجبات الغذائية داخل المقاصف، ومراقبة التزام النظافة الشخصية لمقدمي الطعام في الندوات والتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية وضرورة توفير البطاقات الصحية لهم.

وطالبت الوزارة باستبدال خزانات المياه غير الصالحة للاستخدام في المدارس والتنظيف الدوري لها وتعقيمها، واستبدال التالف من التمديدات الصحية، ونظافة دورات المياه وتوفير المياه الآمنة والصابون، ومنع الباعة الجوالين من الاقتراب من المدارس، بالتعاون مع الجهات المعنية، والترصد والإخبار عن حالات الأمراض السارية عند التلاميذ والطلاب والجهاز التعليمي والإداري، وإحالة الحالات المشتبه فيها على المراكز التابعة لوزارة الصحة، وتوعية الطلاب على أهمية النظافة الشخصية ونظافة المرافق الصحية، وبشكل أسبوعي.

من جهتها، أكدت مديرة الصحة المدرسية بوزارة التربية في حكومة النظام هتون طواشي، في تصريحها لموقع "نورث برس" الموالي للنظام، أنّ الوزارة بدأت بإجراءات في الرابع من سبتمبر/ أيلول، كتعقيم خزانات المياه، والتأكد من سلامة المرافق الصحية، وجاء تشديد الإجراءات بعد تسجيل إصابات بالكوليرا في حلب، ومن الإجراءات توعية الطلاب على النظافة الشخصية، والتنبيه للطعام وإحضاره من المنزل.

وقالت طواشي إنه جرت مطالبة كوادر مديريات الصحة المدرسية بحلب وباقي المحافظات بنشر التعريف القياسي لمرض الكوليرا وتوزيع استمارة تقصٍّ على المشرفين الصحيين في المدارس للمتابعة في حال وجود أي شبهة إصابة بين الطلاب وإبلاغ مديرية الصحة بالمحافظة.

ولفتت طواشي إلى أنّ المتابعة مستمرة بالتنسيق مع مديرية الأمراض السارية والمزمنة بوزارة الصحة، لرصد الواقع الصحي بالمدارس للإبلاغ عن أي حالة مرضية تحمل أعراض الكوليرا. 

في المقابل، أوضح المواطن معن العبدالله لـ"العربي الجديد" أنّ الواقع لم يتغير بالنسبة إلى المدارس، مبيّناً أنه حيث يقيم، في حيّ الدعتور باللاذقية، بالكاد هناك مياه في المدارس، والواقع على حاله منذ سنوات بالنسبة إلى النظافة فيها، وقال: "الأطفال يشربون من الصنابير مباشرةً، والمرافق الصحية في المدرسة التي يذهب لها ابني بحالة يرثى لها، يتحدثون عن إجراءات ولا يطبقون في الحقيقة إلا عند وصول الأمر إلى ذروته".

ويبدو أن تركيز حكومة النظام منصب في الوقت الحالي على مدينة حلب شمالي سورية، لكون إعلان إصابات بالكوليرا حدث يوم السبت 10 سبتمبر/أيلول، إذ بدأت الشؤون الصحية بإغلاق مطاعم لبيع الفلافل بدعوى مخالفة الشروط الصحية.

وفي الحسكة شرقي البلاد، لا تزال معاناة سكان المدينة ذاتها بخصوص الحصول على الماء، وفق المواطن يونس المحمود، ولم يحدث أي تغيير في مدارس النظام في المربع الأمني، وهي مدارس تابعة للنظام السوري، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنّ الوضع يرثى له من حيث الحصول على الماء، مضيفاً أنّ "المسؤولين يناشدون وكأن القضية لا تخصهم، يجب أن يجدوا حلولاً". 

المساهمون