محمد الحمادي: المعاناة طريقاً إلى حلم الهندسة

21 مايو 2021
تمكن أخيراً من تحقيق حلمه بالتعلّم (العربي الجديد)
+ الخط -

 

تسبّبت الحرب السورية في حرمان الشاب محمد الحمادي إكمالَ دراسته في بلده، لينتهي به المطاف لاجئاً في تركيا، سعياً وراء حلمه بمتابعة الدراسة. لم يتمكن الحمادي من مواصلة الدراسة في سورية، بسبب الظروف التي مرّت بها البلاد، فتنقل بين عدة مدن سورية منذ عام 2011 قبل أن يصل إلى تركيا.

وُلد محمد في حيّ البياضة بمدينة حمص وسط سورية. يتحدث الشاب عن رحلة لجوئه إلى تركيا وعودته إلى مقاعد الدراسة، قائلاً: "أنهيت الدراسة الثانوية بمعدل جيد عام 2011، والتحقت بكلية الهندسة الكيميائية في جامعة البعث، لكن لم أتمكن من متابعة الدراسة بسبب أجواء الثورة حينها، فتركت الدراسة والتحقت بركب الثورة". يضيف: "تنقلت بين مدن سورية عدة، كالرقة ودير الزور وريف حلب واللاذقية وإدلب، لكن حلم إكمال الدراسة الجامعية كان يراودني دائماً، خصوصاً أنه كان حلم والدي الراحل أيضاً".

الصورة
محمد الحامدي 1
(العربي الجديد)

وعن طريقة وصوله إلى تركيا، يقول الحمادي: "كان لي صديق من الرقة يعلم باهتمامي بمتابعة الدراسة، فاتصل بي منتصف عام 2013، طالباً مني إرسال أوراقي الجامعية إليه، وبعدما أرسلتها اتصل بي مجدداً بعد 6 أشهر، طالباً مني القدوم على وجه السرعة إلى مدينة دوزجة التركية (شمال غرب)، وقد ظننت أنني قُبِلتُ للدراسة بمنحة في إحدى الجامعات التركية".

الصورة
محمد الحامدي 3
(العربي الجديد)

وبالفعل، دخل الحمادي إلى تركيا سنة 2014. تلك الرحلة ما زال يتذكرها بتفاصيلها، فهو لم يجد أي مقعد في الباص، فطلب من السائق الجلوس بالقرب من الباب في الرحلة التي استمرت حوالى 13 ساعة. وبعد وصوله إلى دوزجة برفقة 13 شاباً آخرين، اكتشفوا لاحقاً أنّ الأمر مجرد خدعة، فما كان منهم سوى التوجه إلى إدارة الجامعة، التي لم يكن لديها صفوف مخصصة للطلاب الأجانب. حينها فكر الحمادي في العودة إلى سورية، لكنّ والد أحد أصدقائه منعه من ذلك، وتكفل بمصاريف تعلّمه اللغة التركية، فتقدم بعدها بطلب إلى جامعة دوزجة، وقُبِل في هندسة الميكانيك، ليتابع تعلّمه في الفترة الصباحية، ويعمل في الفترة المسائية.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

يكمل الشاب قصته قائلاً: "العودة إلى مقاعد الدراسة كانت صعبة نوعاً ما، بسبب انقطاعي عن الدراسة لفترة. ورغم صعوبة تلك المرحلة، إلا أنها كانت مميزة. فقد عملت في التدريس الخصوصي، وكذلك في مهن عدة خلال الفترة المسائية. تلك المرحلة كانت شاقة بالنسبة إليّ، ولكن بفضل دعم الأصدقاء ودعوات أمي وإصرارها على متابعة دراستي، تمكنت أخيراً من تحقيق حلمها وحلمي، فأنهيت المرحلة الجامعية بمعدل مرتفع. كنت فخوراً بنفسي يوم التخرج، وبالطبع، لن أنسى كل مَن ساعدني ووقف بجانبي، وهو ما يجعلني أقدم يد العون إلى من يحتاجها".

المساهمون