وثّق مقطع فيديو متداول، لحظات مرعبة لشاب مغربي، يلقي بنفسه من أعلى جرف صخري في مياه البحر، في محاولة انتحار، في مدينة آسفي (جنوب غرب) أمس الأول السبت، بعد نقاش مع عناصر الوقاية المدنية الذين حاول أحدهم الإمساك به.
وعاش عشرات من رواد كورنيش "أموني" في مدينة آسفي، لحظات فزع، بعد أن تمكن الشاب العشريني من تجاوز الحاجز الحديدي الذي يمنع الاقتراب من حافة الجرف، ولم تفلح مناشدات المتواجدين له في إقناعه بالعدول عن محاولة الانتحار، ما اضطرهم إلى الاستنجاد بالسلطات المحلية.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن السلطات المحلية ورجال الوقاية المدنية حاولوا ثني الشاب عن الانتحار خلال حوار استمر نحو ساعة، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، وحينما حاول أحد المنقذين استغلال انشغاله بالحديث لإمساكه، قام بإلقاء نفسه من أعلى الجرف.
وأكدت المصادر أن لحظة سقوط الشاب كانت مرعبة، وأن "الألطاف الإلهية حالت دون وقوع الكارثة، إذ نجا الشاب من موت محقق، بعد مسارعة عدد من الشبان بإخراجه من البحر، ليتم نقله عبر قارب مطاطي إلى ميناء المدينة، ومنه إلى المستشفى لتلقي العلاج".
ولا تُعرف بعد أسباب محاولة الشاب الانتحار، في حين رجح مصدر حقوقي، أن تكون البطالة التي يعيشها كثير من شباب المدينة وراء الواقعة، مشيرا إلى أن المدينة تعرف في السنوات الأخيرة ارتفاعا لافتا في عدد حالات الانتحار.
وقال رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، إدريس السدراوي، إن الرابطة ترصد ارتفاع حالات الانتحار، خصوصا بين الشباب. موضحا أن "انسداد الأفق بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة، بالتزامن مع انتشار المخدرات بين الشباب يدفع إلى مزيد من اليأس".
وأوضح السدراوي لـ"العربي الجديد "، أن "تردي قطاع الصحة النفسية، وانعدام خدماته في كثير من مناطق المغرب، من بين الأسباب المباشرة لارتفاع عدد حالات الانتحار"، مؤكدا ضرورة فتح نقاش وطني للوقوف على أوضاع شباب المغرب قبل فوات الأوان.
ورغم غياب أرقام دقيقة عن أعداد المنتحرين سنويا بالمغرب، إلا أن وسائل الإعلام تنشر بشكل متكرر عن وقائع انتحار، كما أن بعض المنتحرين صاروا يوثقون عمليات انتحارهم بالفيديو، ومنهم من ينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتعدد أساليب الانتحار، ولكن أكثرها انتشارا في المغرب هو الشنق، والقفز من أعلى البنايات، وتناول المواد السامة، والانتحار بإطلاق الرصاص، وكشف تقرير سابق لمنظمة الصحة العالمية أن 2.5 حالة انتحار من أصل 100 ألف نسمة، تسجل سنوياً في المغرب، وأن البلاد شهدت ارتفاعا ملحوظا في معدلات انتحار الإناث.