استأنف مجمع الشفاء الطبي الذي يُعَدّ أكبر مستشفى في قطاع غزة تقديم خدماته جزئياً، بعدما كان قد تضرّر بشدّة من جرّاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية التي تمكّنت أخيراً من تسليمه إمدادات للمرّة الأولى منذ أسبوعين.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة "إكس"، فجر اليوم الجمعة، أنّ "فريقاً من المنظمة ومن شركائها تمكّن من الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة، وتقديم 9300 لتر من الوقود والإمدادات الطبية لعلاج ألف مريض من ضحايا الصدمات ومئة مريض آخر يحتاجون إلى غسل كلى".
After more than two weeks, @WHO team and partners were able to reach Al-Shifa hospital in northern #Gaza today and deliver 9300 litres of fuel and medical supplies to cover 1000 trauma and 100 kidney dialysis patients.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) January 11, 2024
The team reported that Al-Shifa, previously Gaza's premier… pic.twitter.com/D6u4qhTwLT
وقد لاحظ فريق الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ مجمع الشفاء الطبي الواقع في مدينة غزة المنكوبة صار قادراً من جديد على تقديم الرعاية، بفضل فريق طبي مؤلّف من 60 شخصاً.
ومجمع الشفاء الطبي، الذي حاصرته قوات الاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقصفته قبل أن تحتلّه وتعيث فيه خراباً وتخليه وتعطّله، يوفّر اليوم 40 سريراً لقسمَي الجراحة والطب العام، إلى جانب قسم للطوارئ، وأربع غرف عمليات جراحية، بحسب ما بيّن غيبريسوس.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قدّمت وصفاً مروّعاً للمكان، في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما كان مئات الجرحى يعالَجون ميدانياً، وآخرون يُنقلون إلى مستشفى آخر تحت الخطر.
وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أنّ مجمع الشفاء الطبي صار يوفّر من جديد خدمة أساسية لأمراض النساء والتوليد والأشعة، بالإضافة إلى قدرة محدودة على غسل الكلى، وقدرات "الحدّ الأدنى" للتحاليل المخبرية.
دعم مجمع الشفاء الطبي ضرورة
وأوضح غيبريسوس أنّ "الاستئناف الجزئي للخدمات في مجمع الشفاء الطبي يعني أنّ استهلاك الوقود أكبر بكثير، وأنّ الحاجة إلى الإمدادات الطبية تتزايد"، داعياً إلى ضرورة السماح بوصول منتظم وآمن إلى هذا المستشفى وكلّ المنشآت الطبية الأخرى في المنطقة.
وبالتالي، لا بدّ من دعم مجمع الشفاء الطبي وغيره من المنشآت لتوفير الحدّ الأدنى المطلوب على الصعيد الصحي للفلسطينيين المحاصرين والمستهدفين في قطاع غزة.
في الإطار نفسه، قال غيبريسوس: "نصرّ من جديد على ضرورة حماية القطاع الصحي (في قطاع غزة) وعدم استهدافه أو عسكرته أبداً".
يأتي ذلك في حين تكرّر منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من أنّ النظام الصحي في غزة على حافة الانهيار، ولا سيّما مع تعطّل المنشآت الطبية والمراكز الصحية بمعظمها، إلى جانب استهدافها واستهداف الأطقم الطبية وكذلك فرق الإسعاف.
صحيح أنّ مجمع الشفاء الطبي ليس المستشفى الوحيد الذي استهدفته قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وأخرجته عن العمل، غير أنّها ركّزت عليه خصوصاً، وقد ادّعت أنّه يضمّ مركز قيادة لحركة حماس، الأمر الذي نفته الحركة وكذلك الفريق الطبي المعني، في حين لم يتمكّن الاحتلال من الكشف عن أيّ أدلة تؤكد أنّه استُخدم لتلك الغاية.
(فرانس برس، العربي الجديد)