على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة القطرية الدوحة، يقع متنزه الخور، الذي افتتح عام 1983، بمساحة 240 ألف متر مربع، ويشكل ملاذاً للعائلات بالرغم من خطر كورونا
في 16 فبراير/ شباط الماضي، افتتحت وزارة البلدية والبيئة القطرية، متنزه الخور، أمام الجمهور، بعد الانتهاء من مشروع التطوير والصيانة الذي استمر مدة 100 يوم، بكلفة بلغت 32 مليون ريال (8.7 ملايين دولار). يقول مدير إدارة شؤون الخدمات، في بلدية الخور والذخيرة، حمد علي المريخي، لـ"العربي الجديد": "عام 2015، جرى تجديد متنزه الخور، ودمج القسم البيئي مع المسطحات الخضراء، ليضم القسم الأول عدداً من الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور والفهود، والأليفة كالقرود والزرافات وغيرها، إلى جانب قفص كبير وشبكة لمختلف أنواع الطيور بما فيها من نعام وطواويس، تبلغ مساحتها أكثر من 11 الف متر مربع".
يضم المتنزه مسرحاً رومانياً مكشوفاً يحتضن الحفلات والفعاليات الترفيهية التي تقيمها إدارة الحديقة في الأعياد واليوم الوطني والمناسبات المختلفة، ويتسع لـ 400 شخص، بالإضافة إلى منطقتين لألعاب الأطفال وقطار ومنطقة خارجية للألعاب الرياضية ومنطقة تزلج بالألواح، وقد أغلقت منطقة الألعاب وتوقف القطار عن العمل في هذه الفترة للحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات، بحسب تدابير مكافحة فيروس كورونا الجديد.
وتحرص بلدية الخور والذخيرة، وإدارة المتنزه على تطبيق التدابير الاحترازية اللازمة لمواجهة انتشار الفيروس، للمحافظة على الصحة العامة، من خلال إبراز اللون الأخضر على تطبيق "احتراز" على الأجهزة النقالة لكلّ زائر من البالغين، وقياس درجة حرارة الزائرين والمحافظة على مسافة الأمان والتباعد الجسدي، والتأكد من الالتزام بالكمامات، فضلاً عن متابعة الأطفال والحرص على سلامتهم وتجنب منطقة الألعاب وملامسة الأسطح.
يؤكد المريخي، أنّ متنزه الخور بات الوجهة المفضلة للعائلات خصوصاً، ويقصده الزائرون ليس من مدينة الخور فقط، بل من العاصمة الدوحة ومختلف مدن ومناطق الدولة، وهو متنفس للمواطنين والمقيمين لا سيما مع اعتدال الطقس خلال الخريف والشتاء. ويوضح أنّ عدد الزائرين يتجاوز 17 ألفاً في عطلة نهاية الأسبوع، بالرغم من تطبيق التباعد الجسدي والإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا، أما عنابر الحيوانات التي تتألف من 32 غرفة موزعة على 6 أقسام، فيجري تعقيمها 4 مرات في الأسبوع.
ويتمیز المتنزه بأشجاره المعمرة والموسمية، وفي مقدمتها النخيل والسدر والقرط، ومسطحات خضراء وورود تنثر أريجها في المكان تزينها نوافير وشلالات المياه. وينقسم المتنزه إلى جزأين؛ بیئي ويمثل نحو ثلث المساحة الكلیة، وترفیھي. ويشمل الجزء البیئي حديقة للحیوانات تتجاوز مساحتها 1300 متر مربع، تحتوي 15 عنبراً، بالإضافة إلى قفص كبير للطیور يجسد فكرة التعايش مع الطیور إذ يمكن للزائر محاكاة الطیور في محیط القفص. كما يضم المتنزه متحفاً يعرض لوحات تحاكي البيئة القطرية والصيد ويحتضن قاعة محاضرات أيضاً.
أما الجزء الترفیھي فقد أنشئت فيه منطقة للألعاب مغطاة بالكامل، أرضیاتھا مطاطیة، إلى جانب بحیرة صناعیة على مساحة تتجاوز 2000 متر مربع، ومطعم للعائلات، ويحتضن هذا الجزء مسرحاً رومانياً مكشوفاً، زود بإضاءات لیلیة وتجھیزات فنية وتقنية لتقديم عروض مسرحية، وبجواره تقع منطقة التزلج وملعب الغولف.
ولعلّ احتواء المتنزه على الحيوانات يعتبر عاملاً مهماً في استقطاب الجمهور بعد إغلاق حديقة حيوان الدوحة عام 2013 بهدف تطويرها. تؤكد ذلك المقيمة مروة سالم التي اصطحبت أطفالها لزيارة المتنزه والاستمتاع بمشاهدة الحيوانات والطيور النادرة كالطاووس والأسد والنمر ووحيد القرن والزرافة، وقضاء أوقات ممتعة وسط المسطحات الخضراء وشلالات المياه. توضح مروة لـ"العربي الجديد" أنّها كانت سابقاً تقصد وأسرتها حديقة الحيوان في الدوحة التي أغلقت أبوابها بهدف الصيانة والتطوير قبل نحو سبع سنوات، والتي كانت من أفضل الحدائق على مستوى الوطن العربي وتعتبر معلماً سياحياً في قطر. تلفت إلى أنّها قطعت مسافة أكثر من 50 كيلومتراً آتية من الدوحة، بهدف منح الفرصة لأطفالها لمشاهدة الأنواع الموجودة من الحيوانات المفترسة والأليفة والطيور أيضاً.
ويتجاوز عدد الحيوانات داخل متنزه الخور 312 من 49 نوعاً، وتشمل عنابر الحيوان حظيرة وحيد القرن، ومنطقة الزرافة، التي يسمح تصميمها للزائرين بإطعامها والتقاط صور تذكارية معها أيضاً، وفي مكان آخر وضع الدب داخل حظيرة مكشوفة، وعازل زجاجي يتيح للزائر مشاهدته عن قرب من دون خطر عليه. وأقيمت حظائر للقطط المفترسة يشاهدها الزائر من مسافة قريبة جداً، و5 حظائر للقرود المتنوعة، وقريباً سيجري افتتاح بحيرة التماسيح التي أغلقت للصيانة.