متطوعو الرقة السورية يطلقون قافلتهم الثانية لإغاثة منكوبي الزلزال غداً

19 فبراير 2023
انهيار المباني في سورية جراء الزلزال المدمر (محمد سعيد/الأناضول)
+ الخط -

يواصل متطوعون في مدينة الرقة، شمالي سورية، عملهم على تجهيز القافلة الإغاثية الثانية للمتضررين من الزلزال في مناطق شمال غربي البلاد، والتي من المقرر أن تنطلق غدا الاثنين.

إسماعيل المشلب، أحد المتطوعين الذين يعملون على تجهيز القافلة الثانية، تحدث لـ"العربي الجديد" قائلا: "أطلقنا حملتنا الثانية بتاريخ السابع من فبراير/ شباط لمساعدة المتضررين من أهلنا في مناطق شمال غربي سورية، وتحتوي مساعدات عينية. إذ يوجد احتياج كبير لحليب الأطفال والحفاضات والخيام"، مشيرا إلى سعيهم لتجهيز نحو 1000 خيمة خلال الأيام المقبلة.

ولفت المشلب إلى أن التجهيزات تجرى دراستها من قبل لجنة تعمل على تحضيرها، وذلك "عن طريق معرفة ما يحتاجه أهلنا المتضررون بشكل ضروري، وحاليا الأولوية هي لحليب الأطفال".


وتشارك في التحضير للقافلة عدة جمعيات وفرق تطوعية في مدينة الرقة، تشمل (فزعة نحن أخوة، هنا سورية، فزعة الفرات)، وتضمنت التجهيزات أغطية وخياماً ومساعدات غذائية وحليب أطفال ومساعدات مالية من أهالي المدينة، ورافقها أيضا عدد من الشاحنات الإغاثية التي عمل على تحضيرها أهالي في مناطق دير الزور والحسكة الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية".

أحد المتبرعين، عيسى أبو أحمد، يوضح لـ"العربي الجديد" أن أهالي الرقة جمعوا نحو 65 كيسا من المساعدات، تحتوي على الأغطية والفرش ومنها "النضيدة" وقال: "النضيدة هي أغلى ما تملك المرأة الفراتية من أغطية وفرش، ولا تستخدمها إلا في الأزمات أو لأناس غالين، النساء في الرقة قدمنها لأهلنا المنكوبين في شمال غرب سورية".

النضيدة هي أغلى ما تملك المرأة الفراتية من أغطية وفرش، تبرعن بها نساء الرقة للمنكوبين

بدوره، أوضح الناشط الإعلامي من أبناء مدينة الرقة أسامة العلي، لـ"العربي الجديد"، أن الكارثة التي حصلت أوجبت على الجميع في الرقة التكاتف لمساعدة المنكوبين، والمبادرات بدأت من الأهالي تحت مسمى "الفزعة"، وهي معروفة لدى السكان بكونها تحصل لظروف طارئة، ويبذل الناس خلالها كل ما لديهم لمساعدة المحتاجين، وقال: "سابقا كانت الفزعة شائعة بعد قصف النظام منطقة ما أو اقتحام جيشه لها، لكن اليوم أوجب الزلزال الذي حدث في المنطقة أن تعود الفزعة، ويقوم بذلك الكثير من سكان مدينة الرقة، وهم ليسوا فقط من أبنائها، فزعة لإخوتهم في شمال غرب سورية المتضررين من الزلزال، الذين فقدوا كل ما يملكون ودُفن أفراد عائلاتهم تحت ركام المنازل المنهارة".

وأضاف العلي: "الفزعة كان لها دور مهم في إسعاف المتضررين، ورأينا أن استجابة الأهالي في دير الزور والرقة والحسكة كانت أسرع بأشواط من استجابة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، التي تعاملت ببرود شديد مع كارثة إنسانية حقيقيّة تسببت بمقتل الآلاف ونزوح عشرات الآلاف. جميع من في الرقة من سكان ونازحين من غير محافظات سورية، فقراء وأغنياء، ساهموا في مد يد العون لأهلنا في شمال غرب سورية، نرجوا أن تزول معاناتهم في أقرب وقت ممكن".

وفي وقت سابق، عمدت مجموعة من الشباب في الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام إلى جمع مبالغ مالية من أهل الخير، وإيصالها إلى المناطق المنكوبة في الشمال، من خلال مكاتب الصرافة في ناحية سلوك التي تتبع إدارياً محافظة الرقة، وتم تأمين مبلغ مالي قدره 10 آلاف دولار حتى الآن.

وسبق لأهالي الرقة إطلاق قافلة مساعدات عينية ومالية وصلت إلى المتضررين في شمال غرب سورية.

المساهمون